اليمن.. اغتيال شقيق زعيم الحوثيين وهدوء حذر في عدن
٩ أغسطس ٢٠١٩
هدوء حذر في مدينة عدن بعد الاشتباكات العنيفة بين قوات تابعة للحكومة الشرعية وأخرى موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي). هذا فيما أعلن الحوثيون مقتل إبراهيم الحوثي، شقيق زعيمهم والمقرب منه.
إعلان
شهدت مدينة عدن، صباح اليوم الجمعة (9 آب/أغسطس 2019)، هدوء حذراً بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة الشرعية، وقوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي (مطالب بانفصال شمال اليمن عن جنوبه). وقال مصدر محلي، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن المدينة تشهد في الوقت الراهن هدوء حذرا بعد اشتباكات عنيفة امتدت خلال الساعات الماضية إلى العديد من الأحياء في مديريات كريتر وخور مكسر والمنصورة وخط العريش. وبحسب المصدر، لا تزال قوات الطرفين منتشرة في تلك المناطق وتتبادل إطلاق النار والمدفعية بشكل متقطع.
وأكد المصدر أن قوات الحزام الأمني (المدعومة إماراتياً)، "حاولت خلال الساعات الماضية السيطرة على قصر الرئاسة (المعاشيق) في حي كريتر". وأشار المصدر إلى أن قوات الحماية الرئاسية تمكنت من السيطرة على معسكر عشرين التابع لقوات الحزام الأمني، والقريب من القصر الرئاسي، عقب معارك عنيفة بين الطرفين. وذكر المصدر، أن مقاتلات التحالف العربي لا تزال تحلق في أجواء المدينة بعلو منخفض مع فتح حاجز الصوت.
وفي وقت مبكر اليوم الجمعة، ظهر أحمد الميسري وزير الداخلية في حكومة الرئيس عبد ريه منصور هادي إلى جانب قيادات عسكرية في مقطع مسجل ينفي فيه خبر اعتقاله من قبل قوات الحزام الأمني، بعد اقتراب الأخيرين من منزله.
ولليوم الثالث على التوالي تشهد مدينة عدن توتراً أمنياً واشتباكات بين قوات الحماية، والحزام الأمني، عقب دعوة أطلقها ما يسمى بالمجلس الانتقالي لأنصاره، لاقتحام القصر الرئاسي، وإسقاط الحكومة التي وصفها بـ "حكومة الإرهاب". وحذرت الحكومة اليمنية من أي تصعيد في مدينة عدن، مؤكدة أن الجيش سيعمل على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد وبدعم كل العقلاء والشرفاء ومساندة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
"مقتل" إبراهيم الحوثي
وفي سياق منفصل، أعلن المتمردون الحوثيون اليوم الجمعة أن شقيق زعيمهم عبد الملك الحوثي تعرض "للاغتيال"، بحسب بيان نشرته قناة المسيرة المتحدثة باسمهم. وقال البيان نقلا عن وزارة "الداخلية" التابعة للمتمردين الحوثيين أنها "تنعي (..) استشهاد المجاهد إبراهيم بدر الدين أمير الدين الحوثي". ولم تتضح ظروف مقتل الحوثي لكن البيان أكد أن القوات التابعة للحوثيين "لن تتوانى ولن تألو جهدها في ملاحقة وضبط أدوات العدوان الإجرامية التي نفذت جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحوثي، وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع".
وبحسب مصادر أمنية يمنية فان إبراهيم الحوثي، مقرب من شقيقه زعيم الحوثيين عبد الملك، وكان يشغل منصب قائد عسكري على الحدود مع السعودية خاصة في محافظة صعدة التي يتحدر منها الحوثيون.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش