أعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها من انهيار الهدنة الإنسانية في اليمن، مطالبة أطراف النزاع الالتزام بها دون شروط. كما تعرضت مصفاة عدن لقصف شديد بالصواريخ نفذه الحوثيون وحلفاؤهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
إعلان
أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الاثنين (13 تموز/ يوليو) أن بان كي مون أصيب بـ "خيبة أمل كبيرة" لانهيار الهدنة الإنسانية في اليمن. لكنه "لم يفقد الأمل" بالتمكن من وقف إطلاق النار. وأضاف دوجاريك قائلا: "لم نفقد الأمل والمشاورات مستمرة في هذه المرحلة"، مجددا دعوته إلى الالتزام "بهدنة إنسانية غير مشروطة".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الفائت "هدنة إنسانية" لستة أيام اعتبارا من السبت. لكنها انهارت مع استمرار التحالف العربي بقيادة السعودية في شن غاراته الجوية ومواصلة المتمردين الحوثيين لهجماتهم. وأكد دوجاريك أن الوسيط الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد "تلقى التزامات كان يعتبر أنها ضرورية لنتمكن من إصدار هذا الإعلان. من مسؤولية جميع الأطراف المعنيين أن يفوا بهذه الالتزامات".
في غضون ذلك أفادت مصادر صحفية في محافظة عدن بأن مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، مدعومين بقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قصفوا شركة مصفاة عدن الحكومية باستخدام صواريخ الكاتيوشا. وأضافت المصادر أن القصف أسفر عن اندلاع حريق في أحد خزانات النفط وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة في المنطقة.
من جانب آخر، قال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" إن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية شن مساء اليوم عدة غارات جوية على مديرية التواهي، غرب عدن. وأشارت المصادر إلى أن انفجارات كبيرة أعقبت تلك الغارات، "ومن المرجح أنها لمخازن أسلحة في المنطقة".
أ.ح/ ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .