1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليمن: الحوار مع الثوار..مؤامرة أم مجرد أزمة ثقة؟

٢٧ أبريل ٢٠١٢

شكلت الحكومة اليمنية لجنة للحوار مع شباب الثورة، لكنها أصدمت بحالة من الشك وعدم الثقة من قبل الشباب إزاء مسعى الحكومة، تجلي ذلك في اضطرار رئيسة اللجنة لـ"الانسحاب" من أول لقاء. DW استطلعت آراء الشباب حول هذا الموضوع.

Die jemenitische Regierung hat ankündigt, mit den in den „Plätzen des Wechsels“ und „Plätzen der Freiheit“ streikenden Jugendlichen Dialog zu führen. Die Jugendlichen sind unterschiedliche Meinungen. Jemen, Sanaa, Revolution, Demos. Ministerium für Menschenrechte. Bilder geliefert von DW-Korrespondent im Jemen: Saeed Al soofi. Zulieferer: Abdo Al-Mikhlafy^ Main Tittle : Yemen Government dialogue with the youth of the squares. A crisis of confidence or conspiracies! Photo Tittle :Chairperson of the government in an interview with talk show some young people Photographer: Saeed Al soofi ( dw.correspendent Taken In : Sanaa –April 2012 Rechte : Saeed Al soofi
صورة من: DW

إدماج الشباب في العملية السياسية عنوان عريض لمهمة عاجلة تسعى حكومة الوفاق الوطني إلى انجازها، تنفيذا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وللقرار الأممي رقم 2014، لكن الوصول إلى هذه الغاية لابد أن يمر عبر قناة الحوار مع الشباب الذين شكلوا منذ خروجهم السلمي لإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مطلع العام الماضي، معادلة جديدة في الحياة السياسية ومن الصعب والخطأ تجاهلهم أو إهمالهم وتهميش دورهم في أي تسوية سياسية في اليمن، أو التعامل معهم بصورة شكلية تخلو من الجدية أو الشعور بالمسؤولية، لاسيما وأنهم ما يزالون مرابطين في الساحات وأطروا أنفسهم في تنظيمات وتكتلات مختلفة. ومن هذا المنطلق يمكن قراءة نظرة الشباب لتشكيل اللجنة الوزارية للحوار معهم.

أزمة ثقة بين الحكومة والساحات

 

صورة من: DW

يبدو أن العلاقة بين الشباب وحكومة الوفاق الوطني، يسودها اليوم جو من عدم الثقة، والتوجس، تجلى في إضطرار السيدة حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان ورئيسة اللجنة الحكومية للحوار مع الشباب، للإنسحاب من أول لقاء لها مع شباب "ساحة التغيير" بصنعاء، "تفاديا لتطور الموقف" كما صرحت لوسائل الإعلام عقب انسحابها.

وفي حديثه لـ DW عربية يشكك عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والقيادي في الثورة الشبابية علي دهيس في مصداقية الحكومة بفتح حوار مع الشباب لدمجهم في العملية السياسية ولا يرى في ذلك سوى "مادة للالتفاف على الثورة .. وبداية رسم مستقبل يحمل صورة النظام الماضي". ويثق الأديب اليمني بـ " التصدي الشبابي المدني " ويدعوه لـ " مقاومة فكرة الاستحواذ والإفراغ".

 وفي السياق ذاته يدعو حامد محمد حفيظ، صحفي وعضو تكتل ثورة فبراير إلى رفض الحوار مشترطا أن "تبدأ الحكومة بتحقيق أهداف الثورة"، معتقدا أن مشاركة الشباب في هذا الحوار "قد يعني إعطاء الشرعية القانونية للحكومة بإلزام الشباب مغادرة الساحات كنتيجة للحوار التوافقي". وهذا سيقود كما يقول حفيظ لـ DW عربية " إلى اختفاء الساحات التي تعد أقوى مظاهر الثورة السلمية". ولأن حامد غير متأكد من مشاعره تجاه الحكومة فإنه يدعو الشباب إلى مناقشة فكرة الحوار مع الحكومة "فربما تكون مؤامرة ثالثة هدفها إخراج الشباب من الساحات قبل تحقيق أهداف الثورة" وبالتالي ستكون نظر الصحفي اليمني "هزيمة أخرى يلحقها السياسيون بالشباب".

الساحات تصنع المجتمع الجديد

صورة من: DW

فيما يرى دهيس أن " الساحات بما تنتجه من حوار تعددي صانعة خطاب المجتمع الجديد"، معتقدا أنها " تمثل الضمان الحقيقي لمستقبل الثورة ومستقبل اليمن بشكل عام". ويحدد دهيس مهام الساحات في" تحديد شكل النظام القادم ولون دستور البلد ولون الحكم، الإجابة على سؤال الدولة المدنية، وهو سؤال يثير سؤال القبيلة، سؤال العسكر، سؤال موازين القوى وإعادة إنتاج الماضي. قضية القطيعة مع الأمس الاستبدادي والفردي رهن مجتمع الساحات وصموده.. ". ومن جانبه يستغرب الشاب والناشط الحقوقي فراس الشرجبي تصريحات القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد قحطان، الذي قال إنه حدد هدف الحوار بـ " إخلاء الساحات مع إعطاء الشباب الضمانات اللازمة". ويشير فراس إلى تعدد المكونات الشبابية في الساحات "ومنها من يرفض المبادرة الخليجية وما نتج عنها من انتخابات أو تشكيل حكومي".

الترحيب بالحوار كمبدأ

ولكن عارف الشيباني، رئيس التنظيم الشبابي الشعبي الحر والمسؤول الثقافي بمتلقي "قوى الحداثة" بساحة التغيير بصنعاء يقول لـ DW عربية إن " تشكيل لجنة حكومية للحوار مع الشباب هو تنفيذ للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، مؤكدا أن "الحوار مطلوب ومرحب به من قبل الشباب الذين لهم مطالب واضحة ومحددة تتعلق بتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية". ويضيف الشيباني " هناك تحركا في الساحة يدعو للحوار بين الحركات والائتلافات الشبابية الثورية لأجل توحيد الرؤى والتصورات، والاستعداد، والتهيئة للمشاركة في المؤتمر الوطني للحوار"، مشيرا لورشة العمل التي عقدت بساحة صنعاء لمناقشة رؤية ملتقى الحداثة حول مهام المرحلة الانتقالية الثانية والتي شارك فيها عدد من المكونات الشبابية الرئيسية في الساحة.

ويؤكد الناشط الحقوقي بمنظمة التغيير نبيل هزِّام بأن "الحوار لابد منه " ولكنه يطلب من "اللجنة الوزارية أن تصغي وتستمع لمطالب الشباب بما يفضي إلى حوار جدي وشفاف حتى تتحقق كافة المطالب، ويشمل كافة الأطراف السياسية". ولكن هزِّام يشترط عدم بدء الحوار إلا بعد إنهاء الانقسام في صفوف الجيش وإقالة أقارب صالح من المناصب العسكرية. ويختم الناشط الحقوقي حديثه لـ DW عربية بدعوة الشباب إلى "الصمود والبقاء في الساحات حتى تتحقق كامل أهداف الثورة".

أما هائل المحجري، رئيس رابطة الموظفين المقصيين وسكرتير اللجنة الشبابية للحوار الوطني، فقال لـDW عربية "حسب المبادرة يمكن إدماج الشباب في الحكومة، ولكن هذا لن يحل المشكلة في اليمن". ويؤكد أن "الشباب لم يخرجوا بحثا عن سلطة أو منصب سياسي، وإنما لإسقاط منظومة متكاملة من الفساد، وإعادة بناء المؤسسات على أسس حديثة، وتكريس مبدأ التداول السلمي للسلطة مع ضمان حرية وحقوق الإنسان". ولا يخفي الناشط الحقوقي فراس الشرجبي تبرمه من القوى السياسية التي "تمارس أدوارا أبوية على شباب الساحات وعلى الثورة ".

غياب الثقة راجع إلى تجارب سابقة

صورة من: DW

السيدة حورية مشهور رئيسة اللجنة الحكومية للحوار مع الشباب تعتقد أن رفض جانب من الشباب للحوار سببه تجارب سابقة تتعلق بالأساليب التي اتبعها "الطرف الآخر قبل الثورة في إدارته للحوار، حيث كان قد عمد إلى إفراغه من مضامينه الإنسانية العالية وحوله إلى حوار للحوار لاستهلاك الوقت والمراوغة مع معارضيه "، في إشارة منها إلى نظام علي عبدالله صالح. وتتابع السيدة مشهور قائلة "أما اليوم فنحن نعيش واقع جديد ومن سيتواصلون وسيتحاورون أولاً الشباب ذاتهم فيما بينهم وهم جميعاً ثوار حقيقيون مهما اختلفت توجهاتهم وخلفياتهم السياسية والفكرية، وثانياً مع أطراف هي شريكة لهم في هذا التغيير، وهي تريد أن تتوافق على آليات ووسائل عمل لإنجاز هذا التغيير بأكبر فعالية ممكنة وبأقل الكلف". وتؤكد رئيسة اللجنة الحكومية للحوار ووزيرة حقوق الإنسان أن لجنة الحوار والمجتمع الدولي " سيلعبان دور الرعاية والمساعدة للشباب لإنجاز مهمتهم بنجاح ليتحولون من قوة فعل وتغيير ثوري إلى قوة عمل سياسي إنتاجي تنموي لإنقاذ وطن يحتضر". وهذا ما كتبته وتقوله السيدة الوزيرة في أحاديثها اليومية بعد الحادثة التي تعرضت لها "بساحة التغيير" في صنعاء، حين سادت حالة من الفوضى أثناء وجودها في أول محاولة لبدء الحوار مع الشباب هناك.

سعيد الصوفي – صنعاء

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW