اليمن- الهدنة تدخل حيز التنفيذ وتمنح المواطنين بارقة أمل
٢ أبريل ٢٠٢٢
دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ مساء السبت، بحسب ما أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن. ولقيت الهدنة ترحيب إقليميا ودوليا، كما أعرب اليمنيون عن سعادتهم بالهدنة متمنين أن تقود إلى سلام دائم.
إعلان
رحب اليمنيون بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة على مستوى البلاد والذي دخل حيز التنفيذ مساء السبت (الثاني من نيسان/ أبريل 2022) باعتباره بصيص أمل في بلد عصفت به حرب مستمرة منذ سبع سنوات دفعت الملايين إلى هوة الجوع والفقر والتشرد.
ولكن بعد عدة محاولات فاشلة للسلام وتصاعد للعنف على مدى ما يزيد على عام، استقبل اليمنيون أنباء الهدنة بحذر. فوصف المهندس الكهربائي مراد عبد الله (38 عاما) في عدن الهدنة بأنها جيدة، لكنه قال إنه لا يثق في نجاحها لأن كل طرف سيكون لديه تفسير مختلف لكيفية تنفيذها، مما سيؤدي لانهيارها.
والهدنة التي تستمر لشهرين، والتي تتزامن مع بداية شهر رمضان، هي المرة الأولى منذ عام 2016 التي تتفق فيها الأطراف المتحاربة على وقف القتال على مستوى البلاد.
ورأت الموظفة الحكومية ابتهال العرشي أن الاتفاق مؤقت، مشيرة إلى فشل محاولات السلام الماضية في رمضان. وقالت إن اليمنيين يريدون إنهاء ما سمته بالحرب العبثية وسلاما حقيقيا في ظل دولة مدنية تحمي الحقوق والحريات.
العبرة بالتنفيذ والالتزام بالهدنة
وقال هانز غروندبرغ، المبعوث الأممي إلى اليمن: "بدأت الهدنة التي ستستمر لمدة شهرين في الساعة السابعة من مساء اليوم (السبت)، وبدءا من الليلة، تتوقف كل العمليات العسكرية الهجومية براً وجواً وبحراً". وأضاف أن "نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة؛ بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة. وأتمنى أن يتم ترجمة حسن النوايا الذي عبرت عنه جميع الأطراف علناً في صورة خفض للتصعيد الإعلامي والحد من خطاب الكراهية".
ويتضمن الاتفاق وقف العمليات العسكرية الهجومية، ومنها الهجمات عبر الحدود، ويسمح أيضا بدخول واردات الوقود إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وبعض الرحلات الجوية التجارية من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويسيطر تحالف عسكري تقوده السعودية، وتدخل في مارس/ آذار 2015 لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، على البحار والمجال الجوي في اليمن.
اليمن البلد المنسي في ظل الحرب بأوكرانيا
02:05
ترجمة الأقوال إلى أفعال
ورحب الزبائن في سوق مزدحمة في صنعاء باحتمال أن تفضي الهدنة إلى تقدم حقيقي بعد سنوات من المشقة. وقال نجيب البشيري، وهو موظف حكومي، إن الهدنة أمر جيد لكن من المهم أيضا كيفية تنفيذها فعليا، مشيرا إلى أن الناس ستشعر بالهدنة إذا توقفت الضربات على صنعاء وتم فتح المطار وميناء الحديدة.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، وهو وكالة إنسانية تعمل في اليمن، "نرحب بهذا التطور الأساسي لملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى فترة راحة بعد قتال مستمر منذ سنوات... نأمل حقا أن تكون هذه البداية لفصل جديد".
ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية. وقالت إيران اليوم السبت إنها تأمل في أن تؤدي الهدنة إلى رفع كامل للحصار ووقف دائم لإطلاق النار.
ع.ج/ ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..