لم يصمد وقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة في اليمن طويلا. فبالرغم من تأكيد أطراف النزاع التزامها به إلا أن شهود عيان تحدثوا عن وقوع قتلى. تزامن ذلك مع بدء مباحثات السلام برعاية أممية في سويسرا.
إعلان
انتهكت هجمات عدة وقف إطلاق النار الهش في اليمن الثلاثاء (15 كانون الأول/ ديسمبر 2015) بعيد الإعلان عن الالتزام به، وكذلك مع بدء الأطراف المتحاربة محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في سويسرا، بحسب مصادر عسكرية وطبية.
فقد أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي يشن حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين منذ آذار/ مارس، أن وقف إطلاق النار في اليمن دخل حيز التنفيذ ظهر اليوم. إلا أنه بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار، أدى قصف بالمدفعية والدبابات للمتمردين الحوثيين إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة 15 آخرين في مناطق سكنية في مدينة تعز، بحسب شهود عيان ومصادر طبية.
كما قتل اثنان من الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في شرق البلاد، بينما سقطت قذائف هاون على قوات الحكومة في محافظة تعز الجنوبية الغربية بعد بدء وقف إطلاق النار، بحسب مسؤولين. وفي وقت لاحق الثلاثاء قتل المتمردون 15 من المقاتلين الموالين للحكومة وأصابوا 20 آخرين في ماس في محافظة مأرب الشرقية، بحسب مصدر عسكري.
وجاءت هذه الخروقات بعد "ترحيب" الناطق العسكري باسم المتمردين العميد شرف غالب لقمان بدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد موقع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ). وأعرب لقمان عن أمله في أن تلتزم ما وصفها بـ "أطراف العدوان" بـ "وقف حقيقي وجاد للأعمال القتالية"، بحسب الوكالة. كما أدلى متحدث باسم المؤتمر الشعبي العام، وهو حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الممثل في محادثات سويسرا، بتصريح مماثل.
ودعا المتحدث الذي لم تكشف هويته جميع الأطراف إلى الالتزام التام والدائم بوقف إطلاق النار، وذلك في بيان على الموقع الإلكتروني لحزب صالح "المؤتمر نت". وكانت جهود سابقة للأمم المتحدة فشلت في تضييق الخلافات مع فشل جهود وقف إطلاق النار.
وفي جنيف، أكد الناطق باسم الأمم المتحدة بدء محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة في اليمن بإشراف المنظمة الدولية، مضيفا "أؤكد أن المحادثات حول اليمن بدأت في سويسرا، مشاورات برئاسة الأمم المتحدة، تهدف إلى إرساء وقف إطلاق نار دائم". وأكد المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن محادثات السلام تسعى إلى "وقف دائم لإطلاق النار يمهد الطريق للعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم".
أ.ح/ عزش (أ ف ب، د ب أ)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.