يبدو أن الهدنة الهشة في اليمن، والتي رافقت محادثات السلام الجارية في سويسرا، قد انهارت كليا بعد هجوم للقوات الموالية للرئيس هادي استعادت عبره السيطرة على بلدتين، كما أطلق الحوثيون صاروخين على الأراضي السعودية.
صورة من الإرشيفصورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Seddek
إعلان
لم ينعم سكان اليمن طويلا برحمة الهدنة ووقف إطلاق النار على كل الجبهات بعد دخولها حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي تزامنا مع انطلاق محادثات السلام بين أطراف النزاع في سويسرا. فبعد هجوم شنته القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على منطقتين استعادت خلاله السيطرة على مدينة حرض بشمال غرب البلاد في عملية انطلقت من الأراضي السعودية، بحسب مصادر عسكرية، كما استعادت قوات هادي بدعم من مقاتلين قبليين اليوم الجمعة(18 كانون الأول/ديسمبر 2015)السيطرة على مدينة حزم، مركز محافظة الجوف بشمال اليمن، وفقا لمصادر قبلية.
أطلق المتمردون من جانبهم صاروخين صوب الأراضي السعودية. وأعلن التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية أنه الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخا بالستيا أطلق من اليمن فيما سقط صاروخ أخر في منطقة صحراوية. وقال التحالف إن الصاروخ الأول سقط في منطقة مأرب شرق اليمن بعدما تم اعتراضه فيما سقط الثاني في شرق مدينة نجران السعودية، بحسب ما أوضح التحالف بقيادة السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وبذلك تكون الهدنة الهشة قد انهارت على ما يبدو في الوقت الذي تعثرت فيه المحادثات في سويسرا الجمعة بسبب غياب الطرف الحوثي عنها. وقال العضو في الوفد الممثل للحكومة اليمنية في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في بلدة ماغلينغن الصغيرة في شمال غرب سويسرا إن "اجتماعا كان مقررا صباح اليوم الجمعة انتظرناهم ولم يأتوا". وأضاف لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته "لقد أعربوا عن تحفظات في الليلة الماضية".
اليمنيون وُعِدوا بـ"الأمل" فحصدوا المعاناة
في حين يحاول الحوثيون السيطرة على مدن يمنية تواجههم مقاومة عسكرية محلية بدعم من قوات التحالف العربي. فيما تتفاقم معاناة السكان من غلاء الأسعار وقلة الدواء والغذاء والماء والنفط والكهرباء، عدا عن الشعور بالخوف في كل لحظة.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ مارس/ آذار الماضي، حملة عسكرية عربية حتى تستعيد الحكومة اليمنية سلطتها في اليمن، بعد أن سيطر المقاتلون الحوثيون على معظم أنحاء البلاد قبل عام. العملية السعودية أسميت في البداية بـ"عاصفة الحزم" قبل تغيير اسمها إلى "إعادة الأمل".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
هددت بريطانيا بوقف صادرات الأسلحة إلى السعودية إذا أوضحت التحقيقات أن الرياض خرقت القانون الدولي الإنساني في حرب اليمن، وهو ما تنفيه الرياض ذلك.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
وكانت منظمة العفو الدولية قالت إن التحالف بقيادة السعودية السبب وراء أغلب الضحايا المدنيين في اليمن، واتهمت القوات العربية باستخدام قنابل عنقودية تحظرها معظم الدول. وقالت إن الحوثيين أيضا انتهكوا القانون الدولي الإنساني.
صورة من: DW/N. Alyousefi
حوالي 13 مليون شخص في اليمن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مياة الشرب، مما يضطر السكان ومعظمهم من الأطفال إلى السير لمسافات طويلة وحمل الماء على رؤوسهم.
صورة من: Reuters/A. McDowall
وقفة احتجاجية تطالب بإنهاء الحرب ووقف الحصار وعودة الحياة الطبيعية ليتمكن الناس من ممارسة حياتهم ويستطيع آلاف الأطفال من العودة إلى مدارسهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
في صنعاء قام عشرات الشباب بتنظيم نشاط احتجاجي ضد القصف على المدنيين، حيث ألقوا أنفسهم أرضا، لتجسيد صور الضحايا
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
ويواجه السكان نقصا في الغذاء والماء، وبالرغم من توزيع منظمات الإغاثة المستمر للمواد الغذائية على المدنيين، تكثر الشكاوى من قيام مسلحين بعرقلة توزيع المساعدات ومنع تنقل قوافل الإغاثة بحرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
مشتقات النفط أصبحت نادرة في المدن اليمنية، والحصول عليها أصبح صعبا. لتر البنزين مما ساهم في ازدهار السوق السوداء وبأسعار باهظة.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
فتيات يمنيات في مدينة تعز يحملن أسلحة الكلاشنكوف تعبيرا عن دعمهن لـ "المقاومة الشعبية" المحلية التي ترى أنها تدافع عن المدينة ضد محاولة الحوثيين السيطرة على المدينة. (كتابة وإعداد: علاء جمعة)
صورة من: DW/M. Alhaidery
9 صورة1 | 9
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي قد عبر أمله في عقد اجتماع ثان بعد ظهر الجمعة، لكن لم ترد أنباء بعد عما إذا كان هذا الاجتماع قد عقد بحضور الحوثيين. بيد أن المصدر الحكومي في سويسرا ذكر أن الحوثيين لم يعلنوا انسحابهم من المحادثات.