أكد كل من نائب وزير الإعلام اليمني وسفير الاتحاد الأوروبي لدى صنعاء ميكيلي تشريفوني اليوم الأحد (04 ديسمبر / كانون الأول) التشكيل الوشيك لحكومة الوفاق الوطني، بحيث قال الأخير لوكالة فرانس برس إن "حكومة الوفاق ستشكل خلال اليومين المقبلين، وإذا ما تمكنوا من إعلانها اليوم فهذا أفضل". من جهته، قال نائب وزير الإعلام عبدو الجندي في مؤتمر صحافي في صنعاء اليوم الأحد "حسب معلوماتي الحكومة ستعلن اليوم"، مؤكدا أن إعلان الحكومة هو "بداية وقف الدماء". واتهم الجندي أمير قطر بزعزعة الأوضاع في بلاده من خلال "توزيع المال والسلاح" في اليمن وبـ"إباحة دم اليمنيين". وقال: "يا أمير قطر أتعبت هذا الشعب، أهلكته. بذلت المال والسلاح". وتساءل الوزير اليمني "لماذا إذن انسحبت من المبادرة الخليجية؟" معتبر أن هذا "يعني أنت تريد الدمار لهذا الشعب، ما الذي ستجنيه؟".

وسبق أن اتهم مسؤولون يمنيون موالون للرئيس اليمني قطر بدعم المعارضة. وكانت قطر انسحبت من المبادرة الخليجية لتنظيم انتقال السلطة في اليمن فيما يعتقد أنها كانت تميل إلى موقف أقوى ضد الرئيس اليمني. وتوجه الجندي إلى القطريين بالقول "يا أبناء قطر الأحرار يا أبناء قطر العرب والمسلمين، راجعوا أميركم فقد أباح دماءنا وجوّعنا! راجعوا هذا الأمير وحاسبوه على هذه الأموال التي يوزعها يمينا وشمالا". كما شن هجوما على تغطية قناة الجزيرة للأحداث في اليمن. وقال إنها "تمثل أمير قطر، الذي يريد أن يمحينا من على وجه الأرض."

تواصل المعارك في تعز وارتفاع عدد القتلى المدنيين

ميدانيا، قال مسعفون إن شخصين، امرأة وطفلة، قتلا في إطلاق نيران بالمدفعية بمدينة تعز في جنوب اليمن اليوم الأحد، في الوقت الذي يستمر فيه قتال عنيف بين الموالين والمعارضين للرئيس علي عبد الله صالح لليوم الرابع. وبمقتل الاثنين يرتفع عدد القتلى إلى 19 على الأقل إثر قتال في المدينة -وهي مركز لاحتجاجات مستمرة منذ ثمانية أشهر تطالب بإنهاء حكم صالح الممتد منذ 33 عاما. وقال عاملون في مستشفى ميداني في تعز إن الشخصين توفيا متأثرين بجراح أصيبا بها بينما كانا محاصرين داخل مبنى ضربته نيران المدفعية وسط القتال.

وقال سكان أمس السبت إن القوات الحكومية استخدمت المدفعية والدبابات والصواريخ في مناطق سكنية بتعز وإن نحو 3000 أسرة حوصرت خلال مناوشات مع مقاتلي المعارضة الذين ردوا بنيران متوسطة وخفيفة.

من جهته، حذر محمد باسندوه، وهو زعيم معارض مكلف بمنصب رئيس الوزراء، من أنه سيعيد التفكير في التزامه باتفاق نقل السلطة في حالة عدم توقف القتال في تعز. وتطالب أحزاب المعارضة التي من المقرر أن تشكل حكومة فيما بينها وأعضاء الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه صالح بالتشكيل الفوري للجنة عسكرية جرى الاتفاق عليها في الشهر الماضي في إطار الاتفاق الذي وقعه صالح والذي يسلم بموجبه السلطة إلى نائبه.

وبموجب الاتفاق ستدير اللجنة العسكرية، التي يرأسها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، القوات المسلحة والتي يدير وحدات رئيسية منها أقارب لصالح. وستشرف على إنهاء القتال وعودة القوات إلى ثكناتها. وستتألف من أعداد متساوية من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه صالح وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة.

الحوثيون يعلنون انتهاء الازمة مع السلفيين

وفي تطور ميداني أخر، أكد المتمردون الحوثيون الأحد انتهاء الصراع المسلح بينهم وبين السلفيين الذين كانوا يحاصرونهم في منطقة دماج بمحافظة صعدة الشمالية، على أن تقوم قوات حكومية او قبلية محايدة باستلام مواقع مسلحة للسلفيين في المنطقة. وقال محمد عبد السلام الناطق باسم مكتب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي لوكالة فرانس برس "نعلن حل المشكلة في دماج بموجب مبادرة الوساطة التي يقودها محافظ صعدة" فارس مناع.

وأكد عبد السلام انه "لم يعد هناك اشتباكات، وستفتح الطرقات" المؤدية إلى بلدة دماج التي فيها آلاف السلفيين المنتسبين إلى "معهد دار الحديث". ويفرض الحوثيون حصارا منذ أسابيع على المنطقة. وقد أسفرت أعمال العنف في المنطقة عن مقتل 26 شخصا من السلفيين بحسب مصادر من التيار السلفي بينهم أميركيان وفرنسي وروسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين. كما أكد الحوثيون سقوط ضحايا في صفوفهم.

(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: يوسف بوفيجلين