بعد شهور من القتال المستمر والنقص الحاد في واردات الغذاء والوقود، أبلغت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأمم المتحدة بموافقتها على هدنة مشروطة، تأمل أن تدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة.
إعلان
قال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية التي تتخذ من السعودية مقرا لها إن حكومته أبلغت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء (8 تموز/يوليو 2015) بموافقتها على هدنة مشروطة لإنهاء قتال مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتأمل في إمكانية تطبيقها في الأيام المقبلة.
وقال بادي لرويترز عبر الهاتف من السعودية إن السلطات اليمنية أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بموافقتها على تنفيذ هدنة في الأيام المقبلة. وأضاف أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وضع "ضمانات" للهدنة تشمل إفراج الحوثيين عن سجناء وانسحابهم من أربع محافظات يقاتلون فيها مسلحين محليين.
وكان نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية قد أجرى اتصالا هاتفيا اليوم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد حول نتائج الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق حول هدنة إنسانية لوقف القتال في اليمن تمتد خلال فترة عيد الفطر المبارك.
وأكد العربي ، في بيان تم توزيعه بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، على دعم جامعة الدول العربية للمساعي التي يبذلها المبعوث الأممي من أجل إقرار اتفاق حول هذه الهدنة الإنسانية. وناشد جميع الأطراف اليمنية المعنية الاستجابة لهذه المساعي، حقناً للدماء ولتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
جاء هذا فيما يعاني اليمن نقصا حادا في واردات الأغذية والوقود في الوقت الذي قطعت فيه الحرب خطوط الإمداد الداخلية وعرقل فيه حصار شبه شامل يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية الشحن إلى الدولة العربية الفقيرة.
وكان اليمن يستورد أكثر من 90 بالمائة من غذائه أغلبه عبر البحر قبل أن تتدخل السعودية في مارس/ آذار لمحاولة إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة ودحر المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد.
وانسحب كثير من شركات الملاحة منذ ذلك الحين في حين تواجه الشركات الأخرى التي ما زالت راغبة في الشحن إلى البلد تأخيرات لا يمكن تقديرها وعمليات تفتيش إجبارية على يد سفن التحالف الحربية التي تهدف للحيلولة دون وصول أسلحة للحوثيين.
ونتيجة لكل هذه التطورات، دعت منظمات الإغاثة إلى هدنة إنسانية فورية وحذرت من أن جهودها وحدها لا يمكن أن تلبي احتياجات اليمن الهائلة.