اليمن ـ اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار مع بدء سريانه
٩ أبريل ٢٠٢٠
بعد بدء سريان وقف إطلاق النار المعلن من جانب "التحالف العربي" تبادلت كل من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران الاتهامات بالخرق.
إعلان
تبادلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله الحوثية، الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه بعد ظهر اليوم الخميس. وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني الوطني، مساء اليوم (التاسع من نيسان/أبريل 2020)، إن جماعة الحوثي خرقت وقف إطلاق النار واستهدفت مواقع الجيش في جبهتي المشجح وهيلان غربي محافظة مأرب بأربعة صواريخ. وأضاف أن "مسلحي الجماعة يواصلون حشد التعزيزات إلى هذه المناطق".
من جانبه، قال ربيع القرشي المتحدث باسم الجيش اليمني بمحافظة الجوف في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر، مساء الخميس، إنه مع إعلان الهدنة، شنت قوات المليشيات الحوثية عدة هجمات على معسكر الخنجر في المحافظة، ولا زالت المواجهات مستمرة.
وفي المقابل، قال يحيى سريع، المتحدث العسكري لجماعة الحوثيين، إن ما وصفها بقوى العدوان (القوات الحكومية المسنودة من التحالف) شنت أكثر من خمسة عمليات زحف على كل من مديرية حرض بمحافظة حجة، ومناطق أخرى محاذية للحدود السعودية. وأضاف أن "محاولات العدو لا زالت مستمرة منذ الفجر حتى مساء الخميس بغطاء جوي بأكثر من 10 غارات". وتابع "قواتنا لديها الجاهزية التامة لمواجهة أي تصعيد على مختلف الجبهات، وأن مصير أي تصعيد هو الفشل والهزيمة".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مداخلة مع قناة "الجزيرة" إنّ "هذا العدوان لم يتوقف (...) منذ إعلانه وحتى اللحظة هناك عشرات الغارات المستمرة". وأضاف "نعتبر أن وقف إطلاق النار المعلن هو مناورة سياسية واعلامية هدفها تلميع الموقف السعودي الملطّخ بالدم خاصة في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها العالم في مواجهة وباء كورونا" المستجد.
وحضت الولايات المتحدة الخميس الحوثيين في اليمن على الاستجابة بالمثل لوقف إطلاق النار الذي أعلنته السعودية. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إن "الإعلان ردٌّ بناء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف للتركيز على مكافحة جائحة كوفيد-19". وقال "نحض الحوثيين على الاستجابة بالمثل لمبادرة التحالف" العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، مشيدا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشاد بومبيو بدعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إلى مفاوضات عاجلة بين الطرفين، ودعا وزير الخارجية الأميركي "كل الأطراف إلى التعاون الكامل مع جهوده".
ولم تُسجّل في اليمن، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بكوفيد-19 الذي أصاب أكثر من 10 آلاف شخص في دول الخليج القريبة الست، وفقاً لمنظّمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء في حال بلوغه هذا البلد الفقير، بكارثة إنسانية.
وقُتل في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش فيه ملايين السكان على حافّة المجاعة.
ويعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيّمات تتفشى فيها الأمراض بفعل شحّ المياه النظيفة.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة