اليمن ـ "انقلاب داخل الانقلاب" والتحالف العربي يرحب
٢ ديسمبر ٢٠١٧
يبدو أن التحالف القائم منذ 3 سنوات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق صالح انفرط مع تبادل الطرفين الاتهامات بعد أربعة أيام من المواجهات الدامية في صنعاء وإعلان صالح استعداده فتح "صفحة جديدة" مع التحالف، الذي رحب بذلك.
إعلان
تواصلت الاشتباكات العنيفة الدائرة منذ الأربعاء في صنعاء اليوم السبت (الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2017) بين مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في عدة أحياء بالعاصمة صنعاء، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ويتقاتل الجانبان للسيطرة على المحاور المهمة في العاصمة بما في ذلك الوزارات والمطار الدولي، وفق مصادر أمنيه وشهود. وبدت صنعاء أشبه "بمدينة أشباح" وفق شهود عيان.
وتبادل الطرفان الاتهامات، حيث اتهم الحوثيون صالح "بالانقلاب على الشراكة" معهم "والانتقال إلى "المعسكر الآخر" وتوجيه "خناجره المسمومة للطعن في الظهر"، حسب تعبيرهم. وكان الرئيس السابق قد حمل بعنف على الحوثيين ودعا اليمنيين "إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية". كما اتهم الحوثيين بـ "العبث بمقدرات الشعب"، مطالبا القوات المسلحة والأمن بعدم تنفيذ أي تعليمات من الحوثيين.
يبدو أن التحالف الهش بين عبد الله صالح والحوثيين قد انهار
01:34
وتحالفت قوات صالح، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام مع قوات الحوثيين المؤيدين لإيران منذ 2015 في مواجهة التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي خطاب موجه للجوار الإقليمي دعا صالح في خطاب التلفزيون "الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات"، مقترحا "فتح صفحة جديدة معهم" والتعامل "بشكل إيجابي" و "سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب".
وسارع التحالف العسكري بقيادة السعودية إلى الترحيب بتصريحات صالح، وكتب في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن "استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (...) التابعة لإيران"، في إشارة إلى حركة انصار الله الحوثية. كما رحبت الأمارات بالمثل بهذه التطورات وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر ما وصفها بـ "انتفاضة صنعاء" التي قال إنها ستعيد "شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي".
وشكل صالح والحوثيون حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أشهر الأمر الذي أجج التوتر بين الجانبين بعد أن اتهمهم الرئيس السابق بالسعي إلى احتكار السلطة، فيما نعته الحوثيون بالغدر لاشتباههم بأنه يجري اتصالات مع السعودية.
وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب مطار الرياض أطلقه الحوثيون المتهمون بتلقي دعم عسكري من ايران التي تنفي ذلك.
وفي بيان السبت، جدد مسؤولو عدد من وكالات الأمم المتحدة بينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين واليونيسف مطالبة التحالف العسكري بقيادة السعودية برفع الحصار المفروض على اليمن بشكل "عاجل وكامل".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)
اليمن- جوع وقحط وأوبئة بسبب الحصار
دعت الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصارالمفروض على اليمن بسبب تدهور الوضع الإنساني، كما حثت بريطانيا حليفتها المملكة العربية السعودية على تخفيف الحصار ما يظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذا البلد الفقير. ملف صور لليمن الحزين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
الحصار يفاقم الأزمة
فاقم الحصار الذي فُرض على اليمن من الأزمة ولم يتمكن العاملون بالإغاثة من الدخول إلى البلد و إيصال شحنات الغذاء والامدادات، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أكثر من 60 بالمئة في صنعاء. وقال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن إنّ ندرة الوقود تعني توقف المولدات التي تضخ المياه النظيفة للأسر، وتضيء المدارس وتحافظ على المستشفيات كما أنه مهم لنقل ما تبقى من غذاء في اليمن.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
مسؤولية التحالف
ودعت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية إلى رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار وفي هذا الصدد قال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن أنه "إن لم تتحرك جميع أطراف النزاع ومن في ايديهم قرار الحرب، فإن التاريخ سيحاسب هذه الدول الخمس بأنها إما كانت متواطئة أو مسؤولة عن القتل غير المبرر لآلاف المدنيين في اليمن".
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
مطالب برفع كامل للحصار
من جانبه دعا مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى رفع كامل للحصار المفروض على اليمن، وقال لوكوك" هذا الحصار رفع جزئياً لكن ليس بالكامل. يتعين رفعه بالكامل لتجنب حدوث مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد لها العالم مثيلاُ منذ عقود".
صورة من: Reuters/K. Abdullah
التحالف يخفف الحصار جزئياً
التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى خفف الحصار هذا الأسبوع متيحاً لللسفن ايصال المساعدات والغذاء إلى ميناء الحديدة والصليف على البحر الأحمر، بالإضافة إلى هبوط طائرات إغاثة في مطار صنعاء لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق التحالف بقيادة السعودية المنافذ اليمنية رداً على صاروخ أطلقه الحوثيون على الرياض.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
نحو نصف المعونات الأممية لعام 2018 لسوريا واليمن
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستخصص للحربين في سوريا واليمن حوالي نصف المبلغ الذي تعتزم إنفاقه على معونات الأزمات الإنسانية لعام 2018 والذي يقدر بـنحو 22.5 مليار دولار. كما سيتم تخصيص 2.5 مليار دولار للحرب الدائرة في اليمن، والتي تصنفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
صورة من: Reuters
الحصار بسبب الصواريخ؟
واستخدم التحالف بقيادة السعودية الهجوم الصاروخي الذي وقع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر2017 لتبرير حصار اليمن، الذي دام لأسابيع مؤكداً ضرورة ذلك لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين من إيران.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
صورايخ الحوثيين تبدو إيرانية
وأشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إلى أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام تبدو من تصميم وتصنيع إيران. من جهتها نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة ولم تعلق لدى الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تقرير مراقبي الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters
ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار
في خطوة تُوضح حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن، حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية عقب لقائها القادة السعوديين في الرياض على تخفيف الحصار المفروض على اليمن بشكل عاجل لتجنب كارثة انسانية، كما جاء في البيان الحكومي البريطاني الذي صدر في الـ 30 تشرين/ نوفمبر2017.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
اتهام التحالف
البيان الحكومي البريطاني نصّ على أن "الجانبين البريطاني والسعودي اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة". في المقابل تتهم منظمات إنسانية التحالف البريطاني السعودي بالتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال عمليات القصف التي يقوم بها التحالف على اليمن.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تفشي المزيد من الأوبئة
ويسير الوضع الإنساني في اليمن من سيء إلى أسوأ، بسبب انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع حدة المجاعة في البلاد. فبعد تفشي وباء الكوليرا الذى راح ضحيته أكثر من ألفي شخص، يحصد مرض الديفتيريا أرواح اليمنيين، خاصة الأطفال منهم. إعداد: إيمان ملوك