اليمن ـ سقوط نحو 200 بين قتيل وجريح في قصف سجن بصعدة
٢١ يناير ٢٠٢٢
سقط حوالي 200 قتيل وجريح في هجوم على سجن في شمال اليمن، وفق منظمات طبية وإغاثية ومصادر محلية، والحوثيون يلقون بالمسؤولية على التحالف، الذي كثف غاراته في اليمن منذ استهدف الحوثيين للإمارات بصواريخ وطائرات مسيّرة.
التحالف بقيادة السعودية كثّف غاراته على أهداف في اليمن منذ استهداف الحوثيين الإمارات (قصف في صنعاء 18/1/2022)صورة من: Hani Al-Ansi/dpa/picture alliance
إعلان
قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بشير عمر لوكالة فرانس برس "هناك أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح" في "مركز احتجاز" في صعدة، معقل الحوثيين، مشيرا إلى أن "الأرقام في تزايد". وأضاف عمر أن الحصيلة تستند الى "أعداد القتلى والجرحى الذين وصلوا إلى مستشفيين تدعمها اللجنة في صعدة وهما مستشفى الجمهورية ومستشفى الطلح".
واتهم الحوثيون طيران التحالف بارتكاب "جريمة" في صعدة، ووزعوا صور فيديو ملتقطة من الجو للمكان الذي قالوا إنه مقر "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمرا تماما. كما أظهرت صور أخرى جثثا وبقع دماء بين الأنقاض، بينما أشخاص يساعدون على رفع الركام. كما يمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممدة على الطريق.
وأكد رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن أحمد مهات في بيان أن "مستشفى الجمهورية في المدينة تلقى حتى الآن نحو مئتي جريح". وأوضح أن أفراد طاقم المستشفى "يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم استقبال المزيد من الجرحى".
وأشار مهات الى أن المنظمة "تبرعت بمعدات طبية للمستشفى"، مضيفا "نعلم أن هذا ليس كافيا للتعامل مع كل الإصابات"، ومشيرا الى أن المنظمة تنظر في إمكانية إرسال المزيد من المعدات بشكل عاجل".
وقال بيان صادر عن هيئة إنقاذ الطفولة إن ثلاثة أطفال وأكثر من 60 بالغا قتلوا في ضربات جوية باليمن اليوم الجمعة. ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
من جانبه قال دكتور يحيى شايم، المتحدث باسم مكتب الصحة في صعدة، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن "القصف أسفر عن مقتل 60 مدنيا وإصابة أكثر من 140 آخرين، في حصيلة غير نهائية". وأشار إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن الضحايا تحت الأنقاض، حتى الآن، إذ "لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين". وأفاد المسؤول الصحي، أن جميع الضحايا "مدنييون، بينهم مهاجرون أفارقة غير شرعيين".
واتهم المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة على "تويتر" التحالف "بارتكاب مجازر بحق نزلاء سجن صعدة والمدنيين في الحديدة وصنعاء واستهداف المنشآت المدنية".
مسائيةDW : الاستهداف الحوثي لأبو ظبي.. مرحلة جديدة في النزاع اليمني؟
15:15
This browser does not support the video element.
ولم يشر التحالف الى أي قصف على صعدة، لكنه تحدث في بيان عن استهداف الحديدة في غرب اليمن . وأعلن البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الميليشيا الحوثية بالحديدة" الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة"، وكذلك منصات إطلاق صواريخ باليستية في محافظة البيضاء بوسط اليمن وأهداف عسكرية في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" الجمعة عن مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في الغارات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على الحديدة في غرب اليمن. وقالت المنظمة في بيان إنه "بحسب ما ورد، فإن الأطفال كانوا يلعبون في ملعب كرة قدم قريب" من موقع الغارة الجوية.
وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن التحالف استهدف "مبنى اتصالات" في المدينة، مشيرة الى سقوط قتلى وجرحى.
وأفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقب أعطال شبكات الإنترنت على حسابها على تويتر عن "انقطاع الاتصال بالإنترنت في كل اليمن" بعد الغارات. وأكد مراسلو فرانس برس في صنعاء والحديدة الانقطاع.
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..