اليمن ـ قتلى وجرحى في اشتباكات وأنباء عن "انفراجة قريبة" للأزمة
٢ نوفمبر ٢٠١١قالت مصادر طبية يمنية إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح أربعون آخرون في اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحين مناصرين للثورة في محافظة تعز جنوب غرب اليمن الأربعاء (2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011). وأضافت المصادر أن "سبعة من القتلى مدنيون وبينهم طفل وشخص معوق عقليا".
ونقل موقع "مأرب برس" الإلكتروني عن مصادر محلية أن الاشتباكات بدأت عندما قامت القوات الموالية لصالح فجر يوم الأربعاء باغتيال الشيخ عبد الله على الصبري أحد مشايخ تعز المناصرين للثورة، ولا تزال الاشتباكات دائرة حتى اللحظة، مشيرة إلى أن محصلة الضحايا والمصابين مبدئية ومرشحة للارتفاع. وأضافت أن قوات صالح تقوم بقصف عنيف جدا على مناطق سكنية. كما حلق الطيران الحربي وبكثافة عالية فوق المدينة كاسرا حاجز الصوت ما أثار القلق والرعب. ولم يصدر تعليق رسمي حتى الآن بهذا الشأن.
وتصاعدت الاشتباكات في محيط مكتب التربية في شارع جمال وسط مدينة تعز بين المسلحين المناصرين لتغيير النظام والقوات الموالية لصالح. كما استمر القصف المدفعي الذي وصفه السكان بالعشوائي من مواقع القوات الموالية المطلة على المدنية على أحياء قريبة من ساحة الحرية التي يعتصم فيها المعارضون للنظام خصوصا حي الروضة. وبحسب شهود عيان، شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنيي بنك التضامن الإسلامي وبنك التسليف (التعاونية الزراعية) في وسط المدينة كما أصابت قذائف الدبابات عددا من المباني المرتفعة في المدينة.
وفي صنعاء، اندلعت اشتباكات في وقت متأخر من ليل الثلاثاء في حي الحصبة شمال المدينة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر المعارض، ما أسفر عن مقتل مسلحين قبليين اثنين وجندي يمني، بحسبما أفادت مصادر طبية ووزارة الداخلية. وجاءت أعمال العنف هذه بعد فترة وجيزة من الهدوء فيما تستمر الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح المبادرة الخليجية لنقل السلطة بشكل سلمي في البلاد.
انفراجة قريبة في اتفاق نقل السلطة باليمن
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ) عن مبعوث الاتحاد الأوروبي في اليمن السفير ميشيل سيرفون دورسو قوله إن الرئيس صالح (69 عاما) قبل الآن خطة الانتقال التي وضعتها الأمم المتحدة. وقال دورسو "نحن مقتنعون بأننا على وشك التوصل لاتفاقية قريبا وقبل كل شيء يتطلب الأمر التزاما سياسيا. نأمل أن يصبح عيد الأضحى فرصة للإعلان لليمن والعالم أن اليمن عبر صوب مرحلة جديدة."
وكانت وكالة (سبأ) قد ذكرت أن وزير الخارجية أبو بكر القربي التقى السفير الأمريكي جيرالد فيرستاين ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفير ميكيليه سيرفونه دورسو وبحث مع كل منهما "آخر مستجدات الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية، والجهود المبذولة بين السلطة والمعارضة على الآلية التنفيذية والتوقيع عليها وعلى المبادرة الخليجية"، دون المزيد من التفاصيل.
وكشف مصدر رفيع المستوى في الحزب اليمني الحاكم أن الرئيس علي عبد الله صالح وافق على "تقديم تنازلات جوهرية" بنقل صلاحياته لنائبه وتخويله بتكليف مرشح للمعارضة لتشكيل الحكومة والدعوة لانتخابات مبكرة، تمهيدا لإنجاز الاتفاق المتمثل في المبادرة الخليجية، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص الأوضاع في اليمن.
وأضاف المصدر أنه "بمجرد عودة وفد المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) من الخارج سيتم التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من قبل ممثلي السلطة والمعارضة ثم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل رئيس الجمهورية أو من يفوضه في سياق متزامن".
(ع.م/ د ب أ ، أ ف ب ، رويترز )
مراجعة: عبده جميل المخلافي