اليمن ـ مؤشرات "إيجابية" على هدنة مؤقتة بضغوط أممية وأمريكية
٣١ مارس ٢٠٢٢
قالت السعودية إنها ردت بإيجابية على اقتراح أممي بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن. وكان كل من الحوثين والتحالف بقيادة السعودية قد أعلنا هدنة من طرف واحد، فيما تضغط الأمم المتحدة وأمريكا من أجل هدنة أوسع نطاقا في اليمن.
إعلان
قال مسؤول سعودي اليوم الخميس (31 مارس/آذار 2022) إن المملكة ردت بإيجابية على اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن، وفقا لما أوردته وكالة رويترز دون الإفصاح عن هوية المسؤول.
من جانبه قال غروندبرغ إنه يتواصل مع الأطراف المتحاربة في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ سبع سنوات، للتوصل إلى هدنة في شهر رمضان الذي من المتوقع أن يبدا بعد غد السبت.
ورحب مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأربعاء بتحركات الهدنة المؤقتة التي اتخذها الجانبان المتحاربان في اليمن باعتبارها خطوات مشجعة، في حين شددا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار على نحو أكثر شمولا قد يسهم في تخفيف أزمة إنسانية حادة.
وجاءت المبادرات التي أعلنها كل جانب على حدة بعد دعوة من الأمم المتحدة لهدنة خلال شهر رمضان في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى هاوية الجوع.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانس غروندبرغ والمبعوث الأمريكي الخاص تيم ليندركينغ خلال تجمع مشاورات يمنية في الرياض إن الإعلانات أحادية الجانب خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقال مصدران مطلعان إن اقتراح الأمم المتحدة يتعلق بهدنة مؤقتة مقابل السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون ولعدد صغير من الرحلات التجارية من مطار صنعاء.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن هناك "فرصا حقيقية" لإحراز تقدم لأن هناك "استعدادا" داخل اليمن ومن الدول في المنطقة. وأضاف "سمعنا تصريحات إيجابية من الحوثيين عن أنهم على استعداد للمشاركة".
وتحاول الأمم المتحدة والولايات المتحدة منذ العام الماضي التوصل إلى هدنة دائمة لكن الجانبين المتحاربين رفضا التسوية.
ويريد الحوثيون أن يرفع التحالف الحصار قبل أي محادثات عن وقف دائم لإطلاق النار، في حين يريد التحالف الذي يسيطر على مياه اليمن ومجاله الجوي، اتفاقا متزامنا.
وكان الحوثيون قد أعلنوا من طرف واحد هدنة لمدة ثلاثة أيام. واحترم الطرفان وقف إطلاق النار على مختلف الجبهات في اليمن، بحسب ما أفاد شهود عيان. ويوم أمس الأربعاء أعلن الحوثيون، "انتهاء مهلة تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية، وإيقاف العمليات الهجومية في جميع الجبهات في اليمن"، لكنهم أكدوا أنهم لا يمانعون من أية "استجابة إيجابية تحت أي عنوان ومن أي زاوية".
وانتهت جلسات مشاورات أطراف يمنية في الرياض لليوم الثاني. وسيتم استئناف المشاورات يوم الأحد القادم. وأكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية لمجلس التعاون الخليجي عبد العزيز العويشق أن المجال مازال مفتوحا لمليشيا الحوثي للمشاركة في مشاورات الرياض.
وكان الحوثيون قد رحبوا بقرار دعوة الأطراف اليمنية لإجراء محادثات، لكنهم قالوا إن الجماعة لن تشارك إلا إذا جرت المحادثات في بلد "محايد".
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ، رويترز)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..