فيما أسفرت غارات التحالف العربي بقيادة السعودية عن مقتل 57 حوثياً، أدى هجوم للقوات الموالية للحكومة اليمنية والتحالف إلى مقتل 20 آخرين في محافظة مأرب، في الوقت الذي قتل فيه جنديان سعوديان على الحدود بنيران أطلقت من اليمن
إعلان
أفادت مصادر صحفية يمنية مساء السبت (26 أيلول/ سبتمبر 2015) عن مقتل 57 وجرح 33 من المسلحين الحوثيين وقوات الجيش الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بمحافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء. وقالت مصادر في تعز لوكالة الأنباء الألمانية إن هذه الحصيلة كانت جراء الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف العربي إلى جانب المواجهات المسلحة التي دارت بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في جبهتي الضباب والكمب.
وأوضحت المصادر أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في جولة الخمسين ومنطقة العماقي والطريق العام القريب من مفرق الذكرة. كما استهدفت الغارات حي السلال ومنطقة ذباب غرب تعز، ما أدى إلى تدمير آليات وأسلحة للحوثيين وقوات صالح.
ولفتت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف دمرت صاروخ "سكود" كان على متن مقطورة بجولة الخمسين شمال غرب المدينة. وتأتي هذه التطورات في حين دارت مواجهات عنيفة بين رجال المقاومة الشعبية والحوثيين في الضباب بعد هجوم شنه الحوثيون. وأوضحت المصادر أن المقاومة أجبرتهم على الفرار بعد مقتل وجرح العشرات منهم.
هذا وقتل ما لا يقل عن 20 متمرداً حوثياً السبت في هجوم شنته القوات الموالية للحكومة اليمنية والتحالف العربي في محافظة مأرب، على بعد حوالي مائة كيلومتر من صنعاء، وفقاً لمصادر عسكرية.
كما تم أسر 12 من المتمردين في الهجوم، الذي دعمته غارات جوية لقوات التحالف بقيادة السعودية، في شمال غرب مأرب، المحافظة الواقعة في وسط اليمن الذي تمزقه حرب أهلية منذ آذار/ مارس.
وتشن القوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي وبمساعدة جنود من دول عربية في الخليج، منذ الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر هجوماً واسع النطاق في المحافظة لطرد المتمردين من بعض الجيوب التي ما تزال خاضعة لسيطرتهم. وبسيطرتها على شمال غرب مأرب، تأمل هذه القوات في تحقيق تقدم نحو صنعاء.
ويسعى الهجوم العسكري بمشاركة آلاف الجنود من الإمارات والسعودية خصوصاً إلى استعادة العاصمة صنعاء ومحافظات الشمال والغرب من الحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق صالح. وقد فقد المتمردون السيطرة على خمس محافظات جنوبية منذ تموز/ يوليو. ومنذ آذار/ مارس، أوقعت المعارك أكثر من 4900 قتيل و25 ألف جريح، أغلبهم من المدنيين وفقاً للأمم المتحدة.
في الوقت نفسه، أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية السبت مقتل اثنين من حرس الحدود السعوديين، أحدهما ضابط، وإصابة أربعة آخرين في جنوب السعودية، وذلك بعد إطلاق النار عليهم من داخل الأراضي اليمنية. ووفقاً لمصادر الوزارة، فقد وقع إطلاق النار مساء أمس الجمعة. وتتعرض المناطق الحدودية للسعودية بصورة متقطعة لإطلاق نار من اليمن.
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.