دخل اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، حيز التنفيذ في ظل هدوء حذر، تمهيدا لاستئناف محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة بعد أيام في الكويت.
إعلان
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، منتصف فجر الاثنين (11 نيسان/ أبريل 2016) بتوقيت اليمن، حيز التنفيذ، في ظل هدوء حذر تشهده معظم جبهات القتال في مختلف المحافظات. وبالفعل أعلن الطرفان التزامهما بالهدنة مع "الاحتفاظ بحق الرد"، حسب إعلانهما.
فقد قال اللواء محمد علي المقدشي، رئيس هيئة الأركان في الجيش الموالي للرئيس هادي إن "الهدنة دخلت الآن حيّز التنفيذ بالنسبة لقوات الشرعية ونحن ملتزمون بوقف إطلاق النار بناء على توجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية ما لم تخترق من قبل الحوثيين وقوات (الرئيس السابق علي عبدالله) صالح"، مؤكدا احتفاظ القوات الحكومية بـ "الحق في الرد" في حال حصول ذلك.
بدوره قال الناطق الرسمي للجيش الموالي لجماعة أنصار الله (الحوثيين ) العميد شرف لقمان في بيان له اطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه "نعلن التزام الجيش واللجان الشعبية بوقف إطلاق النار من منتصف الليلة مع الاحتفاظ بحق الرد في مواجهة الخروقات".
وكان التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يتصدى منذ أكثر من عام للمتمردين الحوثيين في اليمن، قد أعلن في وقت سابق اليوم الأحد، أنه سيلتزم وقف إطلاق النار. ومن المقرر أن يسري قرار وقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد الاثنين. وكشف التحالف أن التزامه جاء بناء على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت قيادة التحالف في بيان صدر في الرياض "إن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار (...) استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (...) مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وكانت مقاتلات التحالف العربي، قد شنت مساء الأحد، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحون الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظتي تعز ومأرب. وذكرت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين وحلفائهم في مطار تعز شرق مدينة تعز (275) كم جنوب صنعاء، بثلاث غارات جوية.
أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.