تراجعت الحكومة اليمنية عن قرارها طرد ممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كما أفاد دبلوماسيون في المنظمة الدولية أمس الجمعة (الثامن من كانون الثاني/ يناير 2016). وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت الخميس ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن، جورج أبو الزلف، شخصاً غير مرغوب فيه، متهمة إياه بأنه لم يكن "محايداً" في إبلاغه عن وضع حقوق الإنسان في البلد الغارق في الحرب.

وبحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، فإن وزارة الخارجية اليمنية أبلغت المنظمة الدولية شفهياً تراجعها عن قرار طرد أبو الزلف، مشيرين إلى أن الأمم المتحدة ما زالت تنتظر تأكيداً رسمياً لهذا التراجع. وكانت الخارجية اليمنية قد أعلنت في بيان مقتضب الخميس أن الممثل الأممي لم يكن "محايداً" في إبلاغه عن وضع حقوق الإنسان في اليمن، من دون أي توضيح إضافي.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشدة بقرار طرد أبو الزلف، مؤكداً أنه يثق "كل الثقة" بالمبعوث الأممي. ودعا مون الحكومة اليمنية إلى "إعادة النظر في موقفها من عملية طرده"، مضيفاً: "باعتراضها على عمل الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان، فإن الحكومة لا تحترم التزاماتها وهذا الأمر قد يترك أثراً سلبياً على عودة السلام والاستقرار إلى اليمن".

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "سبأ" للأنباء أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن اقترح جنيف مكاناً لمحادثات السلام المقرر استئنافها هذا الشهر سعياً لإنهاء الصراع الدائر في البلاد. وقالت الوكالة الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً، عبد ربه منصور هادي، إن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد طرح الاقتراح في الرياض أثناء لقائه عدداً من أعضاء حكومة هادي والفصائل السياسية المناصرة له. ومن المقرر أن يسافر مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء قريباً.

وتتلقى الحكومة اليمنية المعترف بها منذ آذار/ مارس 2015 دعم تحالف عسكري تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق عدة في البلاد، من بينها العاصمة صنعاء.

من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن 81 مدنياً قتلوا في اليمن خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر وحده، معظمهم جراء الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الرياض. كذلك، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في تقرير إنها تلقت "معلومات صادمة" عن استخدام قوات التحالف قنابل عنقودية في محافظة حجة المحاذية للسعودية. وعثر فريق من المفوضية العليا في إحدى قرى المحافظة على شظايا 29 قنبلة من هذا النوع قرب مزارع للموز.

ا.ف/ ي.أ (أ.ف.ب، رويترز)