1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زحف القوى اليمينية المتطرفة على البرلمان الأوروبي

رومي شتراسنبورغ/ صلاح شرارة٢٢ مايو ٢٠١٤

من غير المستبعد أن تتقوى مكانة القوى اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي. ويزداد اهتمام الناخبين الفرنسيين بالحزب اليميني الذي تتزعمه مارين لوبان، خصوصا بسبب التغيرات الحاصلة في الخطاب المعتدل والكوادر الشابة.

Marine le Pen BESCHRÄNKUNG
صورة من: Andreas B. Krüger

في الفترة بين 22 و 25 مايو/أيار الحالي تجرى انتخابات البرلمان الأوروبي، وتقضي قواعد جديدة بضرورة مراعاة نتائج الانتخابات عند تعيين رئيس جديد للمفوضية الأوروبية خلفا لمانويل باروزو. وحذر جان كلود يونكر ومارتين شولتز المتنافسان على رئاسة المفوضية الأوروبية من خطورة الأحزاب السياسية المتطرفة، التي يتوقع أن تجلب في هذه الانتخابات مكاسب لليمين المتطرف.

اليمين المتطرف يجد بعض الدعم من الناخبين من خلال مواقفه المناهضة للاتحاد الأوروبي وللمهاجرين. وتستغل الأحزاب اليمينية وضع الإحباط داخل التكتل الأوروبي وخاصة تعامله مع الأزمة الاقتصادية لتحقيق مكاسب انتخابية. ومن أبرز تلك الأحزاب حزب الجبهة الوطنية الفرنسي الذي بدأ يعمل على تغيير خطابه وكوادره.

غيتان يعيد تغليف الشعارات القومية القديمية لتكون مقبولة لدى الناخبينصورة من: DW/Romy Straßenburg

غيتان دوسوساي شاب فرنسي في العشرين من العمر، منخرط فيما يعرف بـ"الجبهة الوطنية للشباب"، وهي حركة شبابية تابعة لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان. غيتان يدرس الفلسفة في الجامعة وترشح في مارس الماضي للانتخابات المحلية كممثل للجبهة الوطنية. وقد حصل على نسبة 5.5 من عدد أصوات الناخبين في الدائرة الحادية عشرة في باريس، بين ساحة الباستيل وساحة الجمهورية. ويقول غيتان إن الناخبين في الدائرة ليسوا من المقربين لمواقف حزبه ويضيف: "ما شجعني أثناء الحملة الانتخابية هو المسار المتطور في مناقشاتي مع السكان المحليين. فقد كان هناك فضول لدى الناس ولم يعد هناك رفض تام فقط." ويرى غيتان وجود تعاطف مع حركته الشباببية، وهذا أمر "لم يكن تصوره ممكنا قبل عامين."

قبول رغم المواقف المتطرفة

يرجع الفضل في هذا القبول الجديد الذي يلقاه حزب مارين لوبان اليميني المتطرف داخل بعض أوساط المجتمع الفرنسي خاصة إلى المرشحين الشباب و أنصار الجبهة الوطنية الشباب مثل غيتان، والذي يتحدث بصوت ناعم و لديه ملامح وجه أنثوية ويبدو جذابا، وكانت إجاباته على الأسئلة الموجهة إليه بليغة ومتوازنة، وكثيرا ما يتساءل: "لماذا يجب على الناس أن يتخوفوا منا؟"

ماري لوبان تخاطف الشباب الفرنسي بلهجتهم وتتحدث عن موضوعاتهمصورة من: Reuters

"سيادة القرار و العدالة الاجتماعية والوطنية هي القيم التي تجعلني اليوم موجودا في الجبهة الوطنية "، هكذا تحدث غيتان الذي يسعى إلى محاربة الصورة النمطية، واستطاع أن يحصل على قبول اجتماعي لليمين المتطرف. فالشاب الباريسي يعمل كل ما في وسعه ليعيد خطاب المواقف القومية القديمة في صورة خطاب معتدل، رغم أن برنامج حزب الجبهة لا زال يركز على محتوى برنامجه الداعي إلى تركيز فرنسا على نفسها وإلغاء اليورو وضرورة استقلالية فرنسا في تقرير ما يجري داخل أراضيها. كما تضع الجبهة الوطنية أيضا اتفاقية شنغن موضع تساؤل، وتطالب بترحيل المهاجرين غير الشرعيين ، وإعادة العمل بعقوبة الإعدام.

مارين لوبان تخاطب جيل الشباب

ما إيف كامو الباحث في العلوم السياسية فيقول إن أهم أسباب وجود قبول جديد للحزب لدى الناخبين للجبهة الوطنية رغم مواقفها الراديكالية، هو العمل على تغيير الأجيال واستخدام خطاب أكثر اعتدالا، حيث يظهر ذلك خصوصا في شخصية زعيمة الحزب التي خلفت والدها جان ماري لوبان عام 2011 في قيادة الجبهة. ويضيف كامو: "لدى مارين لوبان فرصة أكبر من والدها للفوز في الانتخاب وذلك لعدة أسباب: " فهي أصغر من أبيها بأربعين سنة، كما أن جان ماري لوبان كان يتحدث إلى الناس كرجل مسن عاش أكثر في زمن الجمهورية الفرنسية الرابعة والإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. أما ماري لوبان فتستخدم لغة جيلها وتتكلم عن موضوعات جيلها." في ديسمبر الماضي حكم على والدها مرة أخرى بدفع غرامة مالية بسبب شعارات عنصرية ضد الغجر.

هكذا تبدو الكوادر الجديدة للجبهة الوطنية الفرسنية اليمينيةصورة من: Andreas B. Krüger

ويعبر غيتان عن إمتنانه الكبير لإنجازات جان لوبان البالغ من العمر 85 عاما ، ويلاحظ: "إنه لا يرى العالم بالضرورة بنفس المنظار الذي يراه الشباب في القرن 21". . لذلك يفضل غيتان الحديث عن السياسة الحالية لحزبه بدلا من الحديث عن التاريخ والفاشية وكراهية الإسلام . ويرى غيتان أن التهم التي ألصقت طويلا بالحزب لم تعد صالحة اليوم، ويقول: "لقد بثت الجبهة الوطنية ديناميكية واضحة وأوضح قائلا: كفى الآن.! نحن سنجبر وسائل الإعلام و المعارضين السياسيين على أن ينظروا إلينا من خلال المشروعات والطموحات والبرنامج "

الفرنسيون متشككون تجاه أوروبا

وتشير استطلاعات الرأي للانتخابات الأوروبية أن حزب الجبهة الوطنية بزعامة لوبان سيحصل على حوالي 20 في المئة من الأصوات، بل من الممكن أن يحصل على أكبر نسبة بين كل الأحزاب. وهذا ما يعكس الإحباط إزاء عدم النجاحات الاقتصادية لحكومة فرانسوا هولاند من ناحية، ومن ناحية أخرى الشكوك المتزايدة للفرنسيين تجاه أوروبا. وتشير دراسة أجريت مؤخرا في فرنسا من قبل معهد ايبسوس لاستطلاع الرأي أن نسبة 74 في المئة من الناخبين أعربوا في الانتخابات الأوروبية عن عدم ثقتهم في الاتحاد الأوروبي، بينما تبلغ هذه النسبة في ألمانيا 50 في المئة. وبينما يرى 48 في المائة من الفرنسيين المستطلعة أرؤهم أن الانتماء إلى أوروبا " شيء جيد "، تبلغ تلك النسبة في ألمانيا 63 في المئة. وتلقى الجبهة الوطنية بلهجتها المعادية لأوروبا أذانا صاغية لدى الفرنسيين الذين تضربهم الأزمة. علما بأن الحكومة الفرنسية ذَكَرت بروكسل بحاجة باريس إلى مزيد من الوقت للحفاظ على مستوى العجز المسموح بها في الميزانية.

ولا تجد الأحزاب الراسخة في فرنسا إجابة شافية للسؤال المتعلق بكيفية مواجهة عناصر اليمين المتطرف القديم، الذي يعمل على إعادة تغليف مواقفه ويواصل حصد نجاحات انتخابية جديدة. .ويعتزم غيتان القيام بكل ما في استطاعته لضمان وصول الجبهة الوطنية إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 ويستدرك قائلا: "في نهاية الأمر أنا واحد من الذين ما زالوا يؤمنون بفرنسا."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW