اليمين المتطرف في أوروبا يحتفل بفوز ترامب.. تأثير الدومينو؟
٦ نوفمبر ٢٠٢٤
احتفل نواب يمينيون متطرفون في البرلمان الأوروبي وهم يعتمرون قبعات تحمل شعار "اجعلوا أوروبا عظيمة مجدداً"، بفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، معربين عن أملهم في أن تعزز هذه "اللحظة التاريخية" اتجاههم السياسي.
إعلان
في فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء (السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2024)، وجه أعضاء في تكتل "وطنيون من أجل أوروبا" من أروقة البرلمان الأوروبي في بروكسل التهنئة لدونالد ترامب على وقع موسيقى أغنية "واي أم سي آيه" (جمعية الشبان المسيحيين) لفرقة فيلدج بيبول.
وقال النواب الذين يمثلون أحزاب "فوكس" الإسباني و"الحرية النمساوي و"فيدس" المجري، إن عودة الرئيس الجمهوري غير المتوقعة إلى البيت الأبيض أظهرت "إرادة الشعب لاتجاه جديد جريء". وأضافوا في الفيديو "الآن حان الوقت بالنسبة لنا في أوروبا لكي نحذو حذوهم".
و"فيدس" هو الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أحد أقرب حلفاء ترامب في أوروبا والذي يستضيف الخميس قمة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي ال27 في بودابست.
واغتنم سيغبرت دروسي النائب عن "حزب البديل من أجل ألمانيا" الفرصة بشكل منفصل خلال استجواب مفوضين محتملين في البرلمان الأوروبي، ليتمنى بشكل علني "التوفيق" في هذا "اليوم السعيد" للرئيس المنتخب البالغ 78 عاماً. وقال دروسي الذي وضع قبعة حمراء كتب عليها "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" أمامه، إن انتخاب ترامب يعد "مثالاً جيداً لدولنا".
الانتخابات الأمريكية بعيون السياسيين الألمان..ما المخاوف؟
وقال باسكال كانفين من تكتل إعادة تجديد أوروبا الوسطي "يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى التأكيد على أوروبا كقوة"، مضيفاً "في مواجهة الترامبية والمستنسخين عنها الذين يريدون تدمير أوروبا من الداخل، دعونا لا نستسلم".
واعتبر رافاييل غلوكسمان من تكتل الاشتراكيين والديموقراطيين أن الانتخابات الأميركية تضع "كل زعيم أوروبي أمام مسؤولياته"، داعياً إلى دعم أقوى لأوكرانيا وتعزيز دفاعات أوروبا.
وهنأ مانفريد فيبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط، أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي، الرئيس المنتخب ترامب، مضيفاً أن الانتخابات تمثل "نقطة تحول تاريخية" للاتحاد الأوروبي. وقال "يجب على أوروبا حماية مصالحها بسيادة واستقلال دون إهمال التعاون القوي عبر الأطلسي". أضاف "يجب أن نكون قادرين على الاضطلاع بدورنا الخاص في العالم. التركيز الآن هو على بناء اتحاد دفاعي أوروبي ودعامة أوروبية قوية لحلف شمال الأطلسي".
وكان العديد في المسؤولين في بروكسل قلقين من احتمال فوز ترامب قبل الانتخابات الأميركية خشية تراجع التزام الولايات المتحدة بالأمن الأوروبي وتقلص الدعم العسكري لأوكرانيا.
خ.س/ع.خ (أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ