في خطوة قوية لإنعاش نمو الاقتصاد الأمريكي وتخفيف حالة الاضطراب الناجمة عن تباطؤ نمو قطاع الإسكان في الولايات المتحدة وحل أزمة الرهن العقاري، خفض مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي أسعار الفائدة أمس الثلاثاء(18 سبتمبر/ايلول).

وقام متخذو القرار في مجلس الاحتياط بخفض سعر الفائدة على الأموال الاتحادية إلى 4.75 بالمائة، في خطوة جاءت أكبر مما كان يتوقعه خبراء الاقتصاد.

وقفزت الأسهم الأمريكية عقب الإعلان عن خفض أسعار الفائدة في ظل توقع المستثمرين أن تكاليف الإقراض المنخفضة سوف تحفز أكبر اقتصاد في العالم عبر تقليص الأزمة الائتمانية التي يعاني منها المستثمرون وملاك المنازل.

يذكر أن خفض أسعار الفائدة هو الأول من نوعه منذ حزيران/ يونيو عام 2003 وهو أول خفض بمقدار نصف نقطة مئوية منذ تشرين ثان/ نوفمبر عام 2002.

مخاوف من انعكاسات سلبية على الاقتصاد الألماني

وعلى الفور سجلت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ارتفاعا قياسيا في سعرها وصل إلى 1،3989 دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى له في تاريخه.

ورغم تراجعه الطفيف صباح اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/أيلول) إلى 1،3975 إلا أن الأسهم الأوروبية سجلت في بداية معاملات اليوم ارتفاعا ملحوظا. حيث ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 2.5 بالمائة إلى 1546.8 نقطة مسجلا أعلى مستوى له في أسبوعين ومعززا مكاسبه منذ بداية العام.

وعلى صعيد البورصات الوطنية في أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني اثنين بالمائة وزاد مؤشر داكس الألماني 1.6 بالمائة، كما صعد مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.4 بالمائة.

وفي هذه الأثناء حذر وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز من انعكاسات سلبية للأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة على الانتعاش الاقتصادي الألماني. وقال جلوز في تصريحات لصحيفة "بيلد تسايتونج" إن انخفاض سعر الدولار وارتفاع سعر النفط يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ الانتعاش الذي يتمتع به الاقتصاد الألماني في الوقت الحالي.

وأضاف الوزير الألماني قائلا إن استمرار انخفاض سعر الدولار سوف يقلل من فرص نمو الصادرات الألمانية، لكنه رفض الحديث عن تراجع في معدلات النمو، معتبرا الأمر مجرد تقلبات.

ارتفاع قياسي في أسعار النفط

أدى الخفض الكبير والمفاجئ لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أرقام قياسية تجاوزت 82 دولارا للبرميل. فقد سجل سعر البرميل من خام غرب تكساس الأمريكي المتوسط في الأسواق الأسيوية صباح اليوم الأربعاء 82.39 دولارا ثم عاد ليسجل 82.10 دولارا بزيادة قدرها 57 سنتا عن سعر الإقفال أمس الثلاثاء.

ويتوقع الخبراء أن تصل أسعار النفط الخام الأمريكي قريبا إلى مستوى 85 دولارا للبرميل في ظل زيادة الطلب واستمرار المخاوف من الأعاصير والنقص المتوقع في المخزون الاحتياطي الأمريكي وكذاك الوفرة المالية لدى صناديق الاستثمار نتيجة إحجام هذه الصناديق عن الاستثمار في أسواق الأسهم ضعيفة الأداء.

في غضون ذلك ذكرت مصادر في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن المنظمة قد ستلجأ إلى زيادة حصص الإنتاج اليومية في حال استمرار ارتفاع الأسعار في أسواق النفط خلال فترة تتراوح بين 15 و 20 يوما.

وكانت المنظمة قد قررت مؤخرا زيادة حصص الإنتاج اليومية اعتبارا من أول تشرين ثان/نوفمبر المقبل بمعدل 500 ألف برميل في محاولة لتهدئة الأسواق وكبح جماح الأسعار.