اليونان- آلاف المهاجرين مهددون بالجوع بعد تقليص برامج الدعم
٨ يوليو ٢٠٢٣
بعد خفض المساعدات الحكومية المقدمة لهم يعاني آلاف المهاجرين في اليونان من الجوع، ما جعل كثيرين منهم يعتمدون على تبرعات غذائية لسد رمقهم. لكن هؤلاء أيضا يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي، وهو ما يحذر خبراء من تبعاته.
إعلان
في أحد أفقر أحياء أثينا اصطفت عشرات النساء المهاجرات والأطفال الصغار المعوزين بسبب خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين، للحصول على تبرعات غذائية.
اختارت النيجيرية دنيز يوبو (33 عامًا) ما يكفي من الأرز والعدس والطحين والبسكويت لملء خزائن مطبخها للشهر القادم. تبخر راتب يوبو والدة الطفلين والمعيلة لهما، هذا العام لارتفاع كلفة المعيشة في اليونان. وتكسب يوبو من عملها كمنظفة بدوام جزئي أقل من 500 يورو (550 دولار) شهريًا، بالكاد تكفي لتسديد إيجارها البالغ 350 دولارا. وقالت لوكالة فرانس برس: "في كثير من الأحيان في منتصف الشهر، لا يبقى معي المال الكافي لإطعام ولدي".
وتواصل اليونان خفض الإعانات المقدمة لطالبي اللجوء واللاجئين وسط تشديد السياسات تجاه المهاجرين في أنحاء أوروبا. والمساعدة المالية البالغة بضع مئات اليوروهات شهريًا، تتوقف ما إن يحصل طالب اللجوء على وضع لاجئ.
في كانون الأول/ ديسمبر أوقفت أثينا برنامجًا يموله الاتحاد الأوروبي كان يسدد بدل إيجار لعشرات آلاف اللاجئين على مر السنوات السبع الماضية. وقال وزير الهجرة آنذاك نوتيس ميتاراكيس إن "البرنامج أنجز مهمته" مضيفًا أن "العدد القليل" من مقدمي الطلبات نُقلوا إلى مخيمات "عصرية".
وكانت فهيمة الأفغانية العشرينية من بين الذين أصبحوا في الشارع بسبب ذلك الإجراء. ووجدت نفسها خارج القانون وغير قادرة على الاستفادة من أي مساعدة حكومية. وقالت: "أنا في وضع شاق إذ لا أحصل على مساعدة حكومية ولا يمكنني إيجاد عمل".
في الأشهر الـ18 الماضية قدمت مجموعة "إنترسوس" الإنسانية مواد غذائية لأكثر من خمسة آلاف مهاجر ولاجئ، 54 منهم قاصرون. تقول المشرفة على برنامج "طعام للجميع" ماتينا ستماتيادو، إن المستفيدين لاجئون وطالبو لجوء رُفضت طلباتهم، ومهاجرون بدون أوراق ثبوتية وآخرون قد يكون لديهم عمل. "لا توجد سياسة اندماج"
خلال عام واحد فقط ارتفع عدد المدرجين على قائمة الانتظار أربع مرات وصولًا إلى أكثر من ألفي شخص، على ما قالت. وتُعطى الأولوية لمقدمي طلبات يعانون من ضائقة شديدة مثل أمهات عازبات أو أشخاص لديهم مشكلات صحية خطيرة. وقالت ستماتيادو إن "اليونان لا تزال تعتبر نفسها بلد عبور. لكن العديد من اللاجئين يعيشون هنا منذ عدة سنوات ويريدون الاندماج"، وأضافت: "غير أن الحكومة فشلت في تطبيق سياسات فاعلة لهذا الغرض".
ويقدر المدير العام لبرنامج "إنترسوس" فرع اليونان أبوستولوس فيزيس أن قرابة 15 ألف لاجئ في أثينا غير قادرين على الوصول إلى وجبات يومية كاملة. وقال "عند الجوع لا يمكن البحث عن عمل أو الاهتمام بالإجراءات القانونية أو الصحة". وفي وضع كهذا "كي تحصل على المال تكون مستعدًا لتعريض نفسك للخطر والقيام بأنشطة غير قانونية والاستدانة دون القدرة على التسديد"، بحسب فيزيس.
وقرابة 60 بالمئة من الذين يتلقون مساعدات من منظمات، كانوا يحصلون على مواد غدائية كافية بين مرة وثلاث مرات أسبوعيًا، ما عرضهم لانعدام أمن غذائي شديد، وفق معايير الأمم المتحدة.
ويؤكد فيزيس أن للجوع تداعيات خطرة أيضًا على النمو الجسدي والعقلي للأطفال. وقالت النيجرية سينتيا إفيوناندي (30 عامًا): "أحيانًا لا يذهب أطفالي إلى المدرسة لأنهم متعبون بسبب الجوع"، وأضافت: "نسمع روايات فظيعة عن مراهقات لا يذهبن إلى المدرسة لأنهن في دورتهن الشهرية والأهالي غير قادرين على شراء الفوط الصحية لهن" وروايات أخرى عن أطفال جائعين يفقدون الوعي في الصف.
م.ع.ح/ع.ج (أ ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو