اليونان تجمد طلبات اللجوء أمام "غزو" مهاجرين من شمال أفريقيا
علي المخلافي أ ف ب، رويترز
١١ يوليو ٢٠٢٥
شددت حكومة يمين الوسط موقف اليونان تجاه المهاجرين غير النظاميين تشديدا إضافيا بإقرار البرلمان حظرا مؤقتا على اللجوء من شمال أفريقيا وسط معارضة حقوقية وازدياد الواصلين للبلاد وبعد إلغاء محادثات مع جهات ليبية لوقف تدفقهم.
جاء تجميد اليونان النظر في طلبات اللجوء بمواجهة ما اعتبره اليمين الحاكم "غزو" مهاجرين قادمين من ليبيا كتشديد إضافي بعد أن بنت سياجا على حدودها البرية الشمالية وعززت الدوريات البحرية منذ توليها السلطة في 2019.صورة من: Aris Messinis/AFP
إعلان
جمدت اليونان اليوم الجمعة (11 يوليو/تموز 2025) لثلاثة أشهر النظر في طلبات اللجوء من المهاجرين القادمين في قوارب من شمال إفريقيا، في مواجهة الزيادة الكبيرة في أعداد الوافدين من ليبيا والتي وصفتها الحكومة بـ"الغزو". وهي خطوة وصفتها جماعات حقوق الإنسان وأحزاب المعارضة بأنها غير قانونية.
ويسمح هذا التشريع الطارئ الذي صادقت عليه غالبية 177 نائبا من أصل 293، للسلطات باحتجاز طالبي اللجوء في مخيمات لمدة تصل إلى 18 شهرا. وجاء تأييد المشروع بشكل أساسي من نواب الحكومة المحافظة واليمين المتطرف.
جزيرة كريت قِبلة للسياح وطالبي اللجوء
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية اليوم الجمعة: "اتخذنا القرار الصعب إنما الضروري للغاية بتعليق آلية النظر في طلبات اللجوء بصورة موقتة للوافدين بحرا من بلدان شمال أفريقيا". وأضاف: "هذا القرار يبعث برسالة واضحة لا تدع مجالاً لسوء التفسير لشبكات الاتجار بالبشر، مفادها أن اليونان ليست طريق عبور مفتوحا. الرحلة خطيرة، والنتيجة غير مؤكدة، والأموال المدفوعة للمهربين تذهب هدرا في نهاية المطاف".
قوانين جديدة في ألمانيا تعيق لم شمل العائلات
03:32
This browser does not support the video element.
وتقول وزارة الهجرة اليونانية إن أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى البلاد هذه السنة، بينهم أكثر من ألفين وصلوا في الأيام القليلة الماضية من ليبيا. ووصل المهاجرون بصورة رئيسية إلى جزيرة كريت التي تعد من القبلات السياحية الأولى في اليونان، ما أثار غضب السلطات المحلية والعاملين في مجال السياحة.
إعلان
"غزو وافدين بحرا من ليبيا منهم مصريون"
وقال رئيس الوزراء المنحدر من كريت للبرلمان هذا الأسبوع إن "أي مهاجر يدخل بشكل غير قانوني سيتم توقيفه واحتجازه". من جانبه قال وزير الهجرة ثانوس بليفريس لشبكة "سكاي تي في" إنه "لا يمكن لليونان أن تستقبل قوارب تحمل ألف شخص يوميا"، مضيفا أن البلاد ستجري "مراجعة صارمة" لكيفية تعاملها مع المهاجرين. وأكد أن "وزارة الهجرة اليونانية ليست فندقا، لا يمكن لأي كان الدخول بصورة غير قانونية وطلب اللجوء وتلقي مساعدات وثلاث وجبات في اليوم ومأوى، وكل ذلك على حساب دافعي الضرائب اليونانيين والأوروبيين".
وكان بليفريس وصف تدفق المهاجرين بأنه "غزو من شمال أفريقيا". ووصل حوالى ثمانية آلاف مهاجر إلى كريت منذ مطلع العام، بحسب وزارة الهجرة. وقال بليفريس للبرلمان الجمعة أنه من أصل مجموعة من أكثر من 500 مهاجر وصلوا مؤخرا إلى كريت، فإن الغالبية الكبرى هم شبان مصريون غير مخولين الحصول على اللجوء.
اتهام اليونان بإرجاع المهاجرين قسريا
غير أن هذا القرار اليوناني واجه انتقادات من مجموعات حقوقية اعتبرته انتهاكا للقانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي، ومن أحزاب معارضة اعتبرته غير دستوري.
تجدد اللجوء إلى ليسبوس اليونانية
05:09
This browser does not support the video element.
وتتهم منظمات حقوق الإنسان اليونان بإعادة طالبي اللجوء قسرا إلى حدودها البحرية والبرية. وفي هذا العام 2025 أعلنت وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي أنها تراجع 12 حالة انتهاك محتمل لحقوق الإنسان من جانب اليونان. وتنفي الحكومة ارتكاب أي مخالفات.
ويأتي الحظر وسط زيادة في أعداد المهاجرين الواصلين إلى جزيرة كريت، وبعد إلغاء محادثات مع الحكومة الليبية في بنغازي لوقف تدفق المهاجرين هذا الأسبوع. ويمثل هذا تشديدا إضافيا لموقف اليونان تجاه المهاجرين في ظل حكومة يمين الوسط بقيادة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس التي بنت سياجا على حدودها البرية الشمالية وعززت الدوريات البحرية منذ توليها السلطة في 2019.
تحرير: عبده جميل المخلافي
اللاجئون في جزيرة ليسبوس: أوضاع مزرية على أبواب الفردوس الأوروبي
من المنتظر أن تزداد مآسي طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة لسبوس اليونانية، فالعديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالخدمات الصحية والقانونية تستعد الان للانسحاب أو انسحبت بالفعل.
صورة من: DW/V. Haiges
عالقون في بحر ايجة
يقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.
صورة من: DW/V. Haiges
لا هنا ولا هناك
موريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.
صورة من: DW/V. Haiges
جديد ونظيف
خارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.
صورة من: DW/V. Haiges
في انتظار المصير
أمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.
صورة من: DW/V. Haiges
نحن بشر أيضاً
طالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.
صورة من: DW/V. Haiges
حدود الكرم
يناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.
صورة من: DW/V. Haiges
كفاح ضد الإحباط وخيبة الأمل
يحاول بعض المتطوعين بموريا، سد الثغرات الموجودة هنا. فهم يقومون بتوفير الرعاية الصحية مثلا، والتي تعتبر من المطالب الملحة للساكنة. الطبيبة الألمانية جوتا ميوالد قدمت إلى ليسبوس لمدة أسبوعين لتقديم مساعدتها، وقالت إن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل الصحية هنا بموريا، هو الظروف المعيشية للسكان. وقد اشتكى الموجودون في المخيمات من أن الأطباء هناك عادة ما يعطونهم مسكنات للألم بغض النظر عن آلامهم.
صورة من: DW/V. Haiges
استعادة الحياة
في مركز الموزاييك للدعم طالبي اللجوء يحولون - سترات الحياة - أو سترات الإنقاذ التي يتم تجميعها من الشاطئ في أكياس ومحافظ. مثل هذه الأنشطة مرحب بها لمحاربة رتابة الحياة في المخيمات، بالإضافة إلى الحصول على دخل للعالقين هنا، مثل هذه المرأة الإيرانية، ولو كان الدخل صغيرا.
صورة من: DW/V. Haiges
وافدون جدد يوميا
منذ بداية سنة 2015، اضطر الوافدون الجدد إلى البقاء في الجزيرة إلى أن تتم معالجة طلبات لجوئهم. إلا أن تراكم الطلبات وعملية معالجتها المطولة لم تساعد الكثيرعلى الاستفادة منها. أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان هذا العام، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وفي العام الماضي منحت اليونان اللجوء لحوالي 12500 شخص، في حين جاء 173 ألف لاجئ.
فينسنت هايغس/ مريم مرغيش