ترفض اليونان التنازل عن سيادتها للاتحاد الأوروبي على صعيد سياسة الموازنة، كما قالت مصادر حكومية يونانية السبت (28 يناير / كانون الثاني 2012)، ردا على اقتراح ألماني بهذا الشأن قدِّم إلى منطقة اليورو. وأكدت هذه المصادر أن "هناك فعلا مذكرة رسمية قُدمت إلى المجموعة الاوربية" لوضع موازنة اليونان تحت الإشراف الأوروبي الدائم، "لكن اليونان لا تناقش احتمالا مماثلا، ومن المستبعد أن نقبل به، وهذه الصلاحية تنتمي إلى السيادة الوطنية".

وكان صرّح مصدر أوروبي السبت أن بعض الدول في منطقة اليورو، بينها ألمانيا، تريد إشرافا أوروبيا دائما على ميزانية اليونان. وقال المصدر إن "هناك مفاوضات ومقترحات في منطقة اليورو بينها مقترح من ألمانيا" من أجل "تعزيز مراقبة البرامج والإجراءات المطبقة". وأكد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز الجمعة في هذا الشأن.

وتتواصل اليوم السبت في أثينا المفاوضات حول ديون اليونان التي حققت "تقدما" أمس بين الحكومة والقطاع الخاص الدائن، بينما أكد المسؤولون الأوروبيون في دافوس أنهم متفائلون بنهاية هذه الأزمة. ويأتي ذلك قبل اجتماع القادة الأوروبيين يوم الاثنين المقبل في بروكسل، لتبني اتفاقية جديدة حول الميزانية الأوروبية.

ألمانيا تريد تخلي اليونان عن سيادتها الضريبية

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة أن ألمانيا تريد أن تتخلى اليونان عن سيادتها في السياسة الضريبية إلى مفوض أوروبي، قبل أن تستفيد من خطة ثانية للإنقاذ المالي. وذكرت الصحيفة، التي قالت إنها حصلت على نسخة من الاقتراح الألماني، إن مفوضا أوروبيا يُعيّنه وزراء مالية منطقة اليورو سيملك سلطة الاعتراض على قرارات الحكومة اليونانية المتعلقة بالميزانية.

ونقلت الصحيفة عن النص الذي أرسلته برلين الجمعة الى العواصم الأخرى في منطقة اليورو أن "تعزيز الميزانية يجب أن يرافقه إدارة صارمة ونظام مراقبة". ورأت الحكومة الألمانية أنه "نظرا لتكيُّف اليونان المخيب للآمال حاليا، يجب أن تقبل اليونان نقل سيادتها بشأن الميزانية إلى مستوى أوروبي بعض الوقت".

تواصل مفاوضات ديون اليونان وتفاؤل أوروبي

وكان المفاوضون الذين يمثلون الجهات الدائنة لليونان في القطاع الخاص أشاروا الجمعة إلى "تقدم" في المحادثات مع الحكومة اليونانية حول إلغاء 100 مليار يورو من الديون المترتبة على أثينا، وأوضحوا أن المفاوضات تتواصل اليوم السبت.

وقالت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي اليوم السبت إن الأوروبيين يحرزون تقدما في التغلب على أزمة منطقة اليور، ولكنهم بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتعزيز جدار للحماية المالية مضيفة أن الصندوق مستعد لتقديم المساعدة.

وذكرت لاغارد في حلقة نقاشية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا: "ثمة عمل يجري على قدم وساق. نلحظ إحراز تقدم، لكن من الضروري أن يعمل أعضاء منطقة اليورو على إقامة جدار حماية واضح وبسيط يمكن أن يحد من انتقال العدوى وأن يخلق الثقة في منطقة اليورو بحيث يمكن بالفعل تلبية الحاجات التمويلية لتلك المنطقة".

(ع.م/ أ ف ب ، رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي