مقدونيا تسمح بعبور اللاجئين السوريين والعراقيين فقط
٢٣ فبراير ٢٠١٦
الشرطة اليونانية تنقل مئات الأفغان ظلوا عالقين على الحدود اليونانية المقدونية إلى أثينا بعدما رفضت مقدونيا السماح لهم بعبور البلاد لمواصلة رحلتهم إلى داخل الاتحاد الأوروبي.
إعلان
بدأت الشرطة اليونانية اليوم الثلاثاء (23 فبراير/ شباط 2016) بنقل مئات المهاجرين الأفغان العالقين على الحدود اليونانية-المقدونية بحافلات إلى أثينا بعد رفض مقدونيا السماح لهم بعبور أراضيها لمواصلة رحلتهم إلى أوروبا الشمالية. وبدأت سبع حافلات على الأقل بنقل العديد من العائلات الأفغانية إلى أثينا على أن يتم إيواؤها مؤقتاً في مراكز استقبال قرب العاصمة، كما قال مصدر في الشرطة.
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وتظاهر نحو 600 أفغاني أمس الاثنين على خط السكك الحديد قرب معبر ايدوميني، مطالبين بفتح الحدود ونددوا بقرار مقدونيا عدم السماح لهم بالمرور. وقام ثلاثة منهم باقتحام الحاجز الذي نصبته الشرطة وتسلقوا السياج الشائك الحدودي قبل أن يتم توقيفهم من الجانب المقدوني. وكان هناك أربعة آلاف مهاجر الثلاثاء في ايدوميني وبينهم العديد من السوريين والعراقيين الذين يسمح لهم بعبور الحدود، لكن "بوتيرة أبطئ"، كما قالت الشرطة.
وسمحت مقدونيا في الأشهر الماضية للسوريين والعراقيين والأفغان بدخول أراضيها، لكنها قررت الأحد منع مرور المهاجرين الأفغان وعزت مسؤولية هذا القرار الى الدول المجاورة، صربيا وكرواتيا وسلوفينيا.
وبحسب الشرطة المقدونية، فإن هذه الدول الثلاث قررت خفض عدد المهاجرين وتمت إعادة أكثر من 600 أفغاني إلى مقدونيا في الأيام الماضية.
من جهتها، حملت صربيا كراوتيا المسؤولية مؤكدة فقط أنها تلتزم موقف دول البلقان المجاورة. لكن مصدراً في الشرطة الكرواتية نفى منع مرور المهاجرين الأفغان تحديداً، قائلاً إن سبب إعادتهم هو أنهم "لا يستوفون المعايير المطلوبة". وقال مسؤول مقدوني إن الكرواتيين سمعوا بعض الأفغان يتكلمون اليونانية واستنتجوا من ذلك أنهم مهاجرون لأسباب اقتصادية وأنهم كانوا يقيمون أساساً في اليونان، وبذلك لا تنطبق عليهم شروط موجة الهجرة الحالية إلى شمال أوروبا. وأعلنت أثينا الاثنين أنها "بدأت تحركات دبلوماسية" بخصوص مواقف الدول المجاورة لها منتقدة قرار النمسا "الأحادي الجانب" بفرض سقف يومي على عدد الوافدين إلى أراضيها.