اليونان توافق على استقبال لاجئين مرحلين من ألمانيا
٧ أغسطس ٢٠١٧
أصبح بإمكان ألمانيا الآن استئناف ترحيل اللاجئين إلى اليونان حسب ما تقتضيه قواعد اتفاقية دبلن. وقد أكدت برلين وأثينا ذلك. فيما انتقدت منظمة برو أزويل الأمر واعتبرته بمثابة "خطيئة".
إعلان
أعلن وزير الهجرة اليوناني، إيوانيس موزالاس، في حوار مع أحد برامج القناة الألمانية الأولى (ARD)، أن بلاده وافقت على استقبال اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم من ألمانيا إلى اليونان وفق قواعد اتفاقية دبلن. وتعمل حاليا حكومة البلدين على وضع اللمسات الأخيرة على الجوانب العملية لاستئناف ترحيل اللاجئين.
وحسب اتفاقية دبلن تعتبر أول دولة يصلها اللاجئ في الاتحاد الأوروبي هي المسؤولة عن البت في طلب لجوئه، وإذا سافر بعد ذلك إلى دولة أوروبية أخرى فيمكن إعادته إلى تلك الدولة التي وصلها في البداية، وفي أغلب الحالات تكون اليونان أو إيطاليا هي أول دولة يصلها اللاجئون عبر البحر.
وقد تم وقف العمل بقواعد دبلن عام 2011 ولم ترحل ألمانيا لاجئين إلى اليونان بسبب الأوضاع الصعبة والخلل الكبير في نظام اللجوء هناك. ويسري القرار الجديد على اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا قادمين من اليونان بعد شهر مارس/ آذار 2017، أما من قدموا قبل ذلك فلا يشملهم القرار الجديد.
وقد أكدت وزارة الداخلية الألمانية صحة تلك الأنباء، ونقل التلفزيون الألماني في نفس البرنامج عن متحدث باسم الوزارة، أن برلين تعمل وفق ما نصحت به المفوضية الأوروبية في ديسمبر/ كانون الأول 2016 بشأن إمكانية ترحيل اللاجئين من دول الاتحاد الأوروبي وإعادتهم إلى اليونان حيث كانوا قبل ذلك. وأشارت الوزارة إلى أنها قدمت لليونان حتى نهاية شهر تموز/ يوليو الفائت 392 طلبا لإعادة لاجئين من ألمانيا إلى اليونان، وأضافت أن تحديد تاريخ الترحيل يتعلق برد دوائر اللجوء المعنية في أثينا.
من جانبه قال وزير الهجرة اليوناني أن بلاده وافقت على "استقبال عدد قليل من اللاجئين الذين ستتم إعادتهم من ألمانيا ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي حسب قواعد اتفاقية دبلن". وأضاف أنه "كان هناك ضغط من الاتحاد الأوروبي" على أثنيا من أجل ذلك.
ترحيل اللاجئين وإعادتهم إلى اليونان أثار حفيظة منظمات مدافعة عن اللاجئين، حيث انتفدت برو أزويل الألمانية ذلك واعتبرته بمثابة "خطيئة، حيث الوضع في اليونان لا يزال مأساويا كما كان في السابق. حيث يعيش كثير من اللاجئين في العراء دون مأوى" حسب ما صرح به للقناة الألمانية كارل كوب، مسؤول الشؤون الأوروبية لدى برو أزويل، الذي أضاف بأنه "لا يمكن الترحيل إلى اليونان. وسنواجه الأمر بكل الوسائل القانونية الممكنة".
في حين دافع مفوض الاتحاد الأروبي لشؤون الهجرة، ديمتريس أفراموبولوس، عن القرار بالترحيل إلى اليونان بقوله "صحيح أن نظام دبلن منهار، لكنه لا يزال ساريا وسيبقى كذلك حتى نضع نظاما جديدا" وأضاف للقناة الألمانية "يعمل الاتحاد الأوروبي الآن على وضع قواعد جديدة ونريد الوصول إلى نتيجة قبل نهاية العام الحالي".
تدفق آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا في شهر نيسان/ أبريل، كما وصل نحو 5 آلاف لاجئ إلى اليونان فقط منذ مطلع هذا العام بعد الاتفاق الأوروبي التركي. الدول الأوروبية تترقب وبعضها شرع بتقييد الحركة عبر الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ليبيا .. محطة المهاجرين عبر المتوسط
في عطلة عيد الفصح الماضية (14 – 17 نيسان/ أبريل 2017) تمكنت سفن الإنقاذ من انتشال 8360 شخصا من وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركب المهاجرون قوارب مطاطية وخشبية غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة، وانطلقوا بها من ليبيا إلى القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
"أسواق عبيد في ليبيا"
عانت ليبيا من حالة من الفوضى منذ سقوط القذافي في 2011، لتصبح النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين على أمل الوصول إلى أوروبا بحرا. ونددت المنظمة الدولية للهجرة بوجود "أسواق عبيد" حقيقية في ليبيا يباع فيها مئات الرجال والنساء، ويتراوح (سعر) المهاجر مابين 200 و500 دولار. وتجري عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات، حسب المنظمة.
صورة من: AP
إيطاليا .. المحطة الأوروبية الأولى
العبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي. وبلغ سواحلها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 25 ألف شخص. وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Isolino
نسب مختلفة
كانت إيطاليا بلد "ترانسيت" عبور للاجئين، إذ لم يكن يرغب كثير منهم بتقديم طلب لجوئه فيها. ففي عام 2014 تقدم نحو ثلث اللاجئين القادمين بطلب لجوء، أما في عام 2016 فتقدم نحو الثلثين منهم بطلب لجوء، فيما ارتفعت نسب الاعتراف بطلبات اللجوء إلى 40 بالمائة. لكن إيطاليا تعاني من مشكلة إيواء اللاجئين وتوفير فرص اندماج ملائمة لهم.
صورة من: DW/E. Barbiroglio
اليونان تنفست الصعداء .. ولكن
وصل عدد اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه من تركيا إلى الجزر اليونانية إلى 4800 شخص فقط، وذلك في الفترة الواقعة منذ مطلع عام 2017 ولغاية منتصف شهر نيسان/ أبريل الحالي. بينما كانت أعدادهم في الربع الأول من عام 2016 قد وصلت إلى 145 ألف شخص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/P. Tzamaros
مخاوف قادمة ..
مع تحسن الطقس وبدء موسم الصيف يتوقع مراقبون زيادة أعداد اللاجئين المتدفقين إلى اليونان. لكن هناك مخاوف من أن الأزمة الراهنة لتركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قد تدفع القيادة التركية إلى التراخي في ضبط الحدود وتسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
طريق البلقان
بعد إغلاق طريق البلقان في شهر آذار/ مارس 2016 قل عدد اللاجئين السالكين لهذا الطريق. وبقي القليل منهم يحاول المرور عبر صربيا وكرواتيا وسلوفينيا متوجهين إلى النمسا ومن ثم ألمانيا وشمال أوروبا. في صربيا ينتظر حاليا 7700 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين. أما في كرواتيا وفي سلوفينيا فلا يوجد إلا عدد قليل جدا منهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بلغاريا في وضع آخر
ذكرت وزارة الداخلية البلغارية أن البلاد تحتضن نحو 4500 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين التي ملئت بنسبة 60 المائة فقط من سعتها الكاملة. بينما كانت أعدادهم كبيرة جدا في العام الماضي. ويعود سبب ذلك إلى توقف تدفق المهاجرين من تركيا.
صورة من: BGNES
المجر لها سياستها
في أواخر آذار/ مارس الماضي، بدأ في المجر تطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
النمسا تترقب
وكذلك في النمسا لم يصل في الربع الأول من العام الحالي سوى 6500 مهاجرا، وهو نصف العدد الذي قدم في الربع الأول من العام الماضي. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا إن بلاده متهيئة لتشديد الرقابة على الحدود، وخاصة بعد ارتفاع أعداد اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا المجاورة للنمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Bruna
ألمانيا والانتخابات القادمة
تقدم نحو 890 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في عام 2015. بينما أنخفض العدد إلى 280 ألف في عام 2016. فيما وصلها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نحو 48 ألف لاجئ فقط. ويأمل الساسة الألمان بعدم حدوث أزمة لجوء جديدة، خاصة قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر القادم. الكاتب: زمن البدري