1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اليونسكو: نشر الثقافة سلاح ضد الحروب

تحتفل منظمة "اليونسكو" "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" بعيد ميلادها الستين، المنظمة التي أنشئت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومقرها باريس تسعى لنشر السلام والوئام عبر التبادل الثقافي بين الشعوب.

الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء اليونسكوصورة من: dpa/Montage

وسط أنقاض الحرب العالمية الثانية، والصدمة التي مازالت تملأ قلوب الشعوب، ولدت فكرة إنشاء منظمة اليونسكو في لندن عام 1945. وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1945 أسست منظمة "اليونسكو" أو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة". كان الهدف الرئيسي للمنظمة هو "استخدام الثقافة لمحاولة نشر السلام في عالم تحكمه الحروب"، وذلك عبر التبادل الثقافي بين الدول والشعوب. ففي الوقت الذي تساءلت فيه الشعوب التي دمرتها الحروب حول إمكانية "البقاء على قيد الحياة"، فكر مؤسسو اليونسكو في أن مقاومة الحرب قد تكون أكثر فعالية إذا ما تمت مقاومة فكرة الحرب وتغيير النظرة إلى الآخر عن طريق التبادل الثقافي . فجاء على رأس مبادئ اليونسكو: "لأن الحروب تبقى في فكر الناس، يجب إرساء السلام أيضاً في فكرهم". واليوم، تحتفل اليونسكو بالذكرى الستين لإنشائها في مقرها الرئيسي في باريس وسط حضور أكثر من ستين مؤرخ وعالم انثروبولجيا وفيلسوف والعديد من الشخصيات الهامة. هؤلاء يحتفلون ويلقون نظرة على تاريخ منظمة اليونسكو وتأثيرها في الماضي ودورها في المستقبل.

ستون عاما "يونسكو"

الرئيس الألماني يلقي كلمة في احتفال اليونسكوصورة من: AP

" مازالت الحروب تهدد حياة البشر، بينما يهدد الفقر والإرهاب والتخلف الاقتصادي كرامة الإنسان"، هكذا بدأ الرئيس الألماني هورست كولر كلمته أثناء الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء اليونسكو. ولكنه بالرغم من ذلك يرى أن هناك تغييراً إيجابياً قد حدث بالفعل في فكر الناس، إذ يقول: "لدينا اليوم منظمات مثل اليونسكو، تسعى إلى حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية والقواعد الرئيسية للتبادل الثقافي والتعايش. كما أنه لدينا اليوم أيضاً رأي عام عالمي، أصبح يعمل على حماية مصائر الأفراد الذين يعانون من العنف أو الظلم أو التعصب أو عدم التسامح أو الفقر كما يعملون على حماية الثقافات المختلفة". هذا التنوع في الثقافات والسعي إلى الحفاظ عليه هو أساس عمل منظمة اليونسكو منذ إنشائها. فحماية الوثائق سواء المكتوبة أو الصوتية والمرئية أو اللقطات التلفزيونية المميزة تعد إحدى أهداف مشروع "ذاكرة العالم". أما المشروع الأكثر شهرة فهو ذلك المتعلق بقائمة تحتوي على الارث الحضاري للإنسانية.

"معبد الشمس" في كوناراك في الهندصورة من: UNESCO

بناء الجسور بين الثقافات

من أهرام الجيزة و تاج محل بالهند وكنائس عصر الباروك إلى غابات شرق أفريقيا ومنطقة الشعاب المرجانية "سد الشعب العظيم Great Barrier Reef" في استراليا، كل هذه تعتبر أماكن فريدة تسعى منظمة اليونسكو للحفاظ عليها. كما أنها تعتبر أول الجسور بين الحضارات. فهذه الأماكن التي تعتبر ضمن "الإرث الإنساني" لم تعد ملكاً لدولة ما، بل للإنسانية كلها. واتخذت اليونسكو على عاتقها مهمة الحفاظ على هذه الأماكن التاريخية والطبيعية المميزة منذ عام 1972. وتعد هذه القائمة في غاية الأهمية بالنسبة للشعوب وللإنسانية كلها. وعندما هددت "اليونسكو" بشطب كاتدرائية كولونيا الشهيرة من قائمة الإرث الإنساني، بسبب الشروع في بناء ناطحات سحاب بالقرب من الكاتدرائية، مما يؤدي إلى تشويه المنظر العام حولها، سادت حالة من الفزع في ألمانيا. وقال مدير مدينة كولونيا للتخطيط والتنمية برند شترايتبرجر آنذاك: "إن حدثا كهذا سيكون عاراً يصيب كولونيا وألمانيا كلها".

جسر "موستار" رمز للجسور بين الثقافاتصورة من: DW

كذلك وضع جسر" موستار" الذي يصل بين البوسنة والهرسك على قائمة الإرث الإنساني عند تدميره أثناء الحرب الأهلية بين عامي 1992 و1995. وبإعادة بنائه وافتتاحه في عام 2004 اعتبره المدير العالم لليونسكو كويشيرو ماتسورا جسرا ماديا ومعنويا يوصل شعبين وثقافتين ببعضهما البعض، وقال في هذا السياق: "يمكننا إعادة بناء جسر تدمر، ولكن دورنا الحقيقي هو العمل على بناء سلام دائم. وليبقى هذا الجسر رمزاً لهذا التحدي"

التعليم حق للجميع

أكثر من 770 مليون شخص بالغ في أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة والكتابةصورة من: AP

وإن كان الحفاظ على التراث الإنساني احدى أولويات المنظمة، فالعمل على نشر التعليم يعد أول اهتماماتها. فمنذ عام 1948 بادرت اليونسكو بالحملات المناهضة للأمية، حيث دعت الدول الأعضاء بها إلى إدخال نظام التعليم الأساسي الإجباري للجميع. وفي الوقت الحالي يسري مشروع اليونسكو "التعليم للجميع" والذي بدأ في عام2003 ويستمر لمدة عشر سنوات ويعمل على دفع مشاريع محو الأمية في العالم أجمع.

وفي عام 2000 وضعت الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو ثمانية أهداف للعمل على تحقيقها بقدوم عام 2015، وتتضمن هذه الأهداف توفير مدارس ابتدائية جيدة المستوى ومجانية لكل الأولاد والفتيات على حد سواء، وتقليص نسبة الأمية للنصف وضمان حقوق متساوية للنساء والرجال فيما يخص التعليم. وقد ظهر في تقرير اليونسكو الخاص بالتعليم في العالم والذي صدر في مطلع هذا الشهر في لندن، أن قضية التعليم ترتكز في معظم الدول على تطوير التعليم الابتدائي، وهذا يعني أنه يجب القيام بجهود ضخمة لتقليل نسبة الأمية لدى البالغين. فمشكلة الأمية مشكلة كبرى لا يمكن إهمالها، ولا يمكن الانتظار حتى تأتي مبادرة إنشاء المدارس الابتدائية بثمارها.

نشر التعليم على رأس اهتمامات اليونسكوصورة من: dpa

ويحذر المدير المسئول عن تقرير التعليم باليونسكو نيكولا برنت Nicholas Burnett من الاستهتار بهذه المشكلة بالقول: "هذا النهج الذي يهتم فقط بتعليم الصغار يقلص من المشكلة الحقيقية، فهو يعني أننا نتجاهل حقيقة أن هناك أكثر من 770 مليون شخص بالغ في أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة والكتابة. وهو ما يمثل خمس عدد البالغين في العالم. التعامل مع القضية بشكل يعني أن خمس البالغين لا يعنوننا بشيء، وهذا أمر غير مقبول". لكن برنت أكد أيضا أن هناك تقدما واضحا في مجال تعليم الكبار. ففي الصين على سبيل المثال انخفض عدد الأميين بنحو مئة مليون فرد في الأعوام الماضية. ولكن العمل على تعليم الكبار يعد محورا رئيسيا لليونسكو في الفترة القادمة.

تقرير: هيلله يبسن

إعداد: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW