انتقدت دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أوضاع الأطفال اللاجئين في ألمانيا كاشفة عن المشاكل التي يواجهونها في مراكز إيواء اللاجئين، بداية بطول فترة تسوية أوضاعهم القانونية وصولاً إلى أوضاع سكنهم في تلك المراكز.
إعلان
كشفت دراسة حديثة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن أن أطفال اللاجئين يقضون في ألمانيا وقتاً طويلاً للغاية في حالة انتظار. وجاء في الدراسة، التي تحمل اسم "الطفولة في حالة انتظار" والتي تم عرضها الثلاثاء (21 آذار/ مارس 2017) بالعاصمة الألمانية برلين، إن الأطفال "ينتظرون قراراً بشأن طلبات لجوء أسرهم، وينتظرون زيارة الطبيب والالتحاق بالمدرسة ورياض الأطفال، لاسيما المأوى الدائم المناسب".
وقال كريستيان شنايدر، المدير التنفيذي للمنظمة بألمانيا، إن الأسر اللاجئة لا تتمنى أكثر من "الوصول والبدء من جديد". وتأكد القائمون على الدراسة من خلال سؤال عاملين ومتطوعين في مؤسسات تعنى باللاجئين في ألمانيا أن أكثر من خُمس اللاجئين القصر اضطروا للسكن في مؤسسات الاستقبال الأولية للاجئين لمدة تزيد على ستة أشهر.
وبحسب الدراسة، هناك إشكالية أيضاً في التسكين المشترك للأسر مع رجال وافدين بمفردهم. وفي هذا السياق قالت سيدة نيجيرية للقائمين على الدراسة إن لديها شعوراً بأنه "يتعين عليها دائماً حماية ابنتها ذات السبعة أعوام"، منذ أن أصبح لزاماً عليها مشاركة استخدام المرحاض ذاته مع ثلاثة شباب. وقالت أم أخرى: "هناك بعض الأشخاص في مركز إيواء اللاجئين قاموا بلمس الأطفال"، وأوضحت أن هذا السبب عدم سماحها لأطفالها باللعب في الخارج.
وبحسب الدراسة، أعرب الأطفال والمراهقون وآباؤهم عن استيائهم بصفة خاصة من ضيق المساحة والضوضاء ونقص الخصوصية وسوء معايير النظافة والرعاية الصحية في مراكز إيواء اللاجئين. وقال صبي سوري يبلغ 15 عاماً للقائمين على الدراسة: "إن الدراسة لم تكن ممكنة على الإطلاق هناك".
وخلصت دراسة أخرى تم عرضها اليوم في مستشفى "شاريتيه" بالعاصمة برلين إلى أن وضع السكن يعد بالنسبة للنساء اللاجئات أحد أكبر المشكلات منذ وصولهن إلى ألمانيا. وأوضحت خُمس النساء اللاتي تم سؤالهن في الدراسة ويزيد عددهن على 600 سيدة، أنهن يواجهن مشكلات معينة، من بينها نقص الخصوصية والتعرض لاعتداءات جنسية وعدم نظافة مرافق الصرف الصحي والضوضاء وكذلك مناخ عام مهين لهن.
وأظهرت هذه الدراسة أن اضطرار الأسر للإقامة لفترات طويلة غالباً في مراكز الإيواء الجماعية يرتبط أيضاً بأن كثيراً من الألمان لا يرغبون في تأجير مساكنهم للاجئين. وكانت أوفه لوبكينغ، من اتحاد المدن والبلديات بألمانيا، قد صرحت أمس الاثنين في اجتماع للجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ": "إن القطاع الخاص أكثر تحفظاً في التأجير".
يشار إلى أن نحو 350 ألف طفل جاءوا إلى ألمانيا خلال العامين الماضيين بصحبة آبائهم من أجل البحث عن حماية من الحرب والعنف والبحث عن مستقبل أفضل. كما تهتم المراكز المعنية بأمور الشباب في ألمانيا حاليا بنحو 48 ألف لاجئ قصر غير مصحوبين بذويهم.
ي.ب/ ي.أ (د ب أ)
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟