1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

امتداد متسارع لانفلونزا الطيور وقصور عربي في وسائل الوقاية

دويتشه فيله٢٠ فبراير ٢٠٠٦

اتسعت رقعة انتشار فيروس H5H1 ليصل الى داخل الاراضي الالمانية بعدما سجلت الحالات الاولى في احدى الجزر فقط. الاتحاد الاوروبي يدعو الى اجتماع طارئ اليوم أما الجامعة العربية فدعت الى اجتماع متأخر في نصف مارس القادم.

الدجاج أكثر الطيور خطرا على الإنسانصورة من: AP

تناقلت وكالات الانباء مساء أمس وصباح اليوم ان الفيروس القاتل المسبب لانفلونزا الطيور والمعروف باسم H5N1 قد تغلغل داخل الاراضي الالمانية بعدما كان الاعتقاد السائد هو أن العدوى اقتصرت على جزيرة روجين المتواجدة في بحر الشمال. وبعد قيام الخبراء الالمان باجراء فحوصات على طيرين بريين وجدا ميتين في ولاية ميكلينبورغ ـ فوربومرن الواقعة في شمال ألمانيا على بحر البلطيق تبين أنهما يحملان الفيروس المسبب للمرض. رئيس معهد فريدريش لوفلر الذي تولى فحص الحالات المشتبه فيها قال انه "حدث بالفعل ما كنا نتخوف منه دائما"، مشيرا في الوقت ذاته الى صعوبة وضع قيود على تنقل الطيور المهاجرة الناقلة للفيروس والتي تحل اينما ووقتما تريد. وتعالت الاصوات من كافة الجهات المختصة في المانيا الى ضرورة التقيد تماما باجراءات الحجر الصحي والابقاء على الدواجن في مزارعها، وهذه هي الطريقة الافضل والاكثر نجاعة لتفادي انتشار المرض حسب خبراء وزارة الصحة الالمانية. الخبيرة في شؤون البيئة من حزب الخضر بيربل هون تعتقد ان المرض وصل بالتأكيد الى مزارع الطيور الالمانية، ولكن لم يتسن بعد الكشف عن ذلك. وطالبت بيربل، التي كانت تشغل منصب وزيرة البيئة في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا، الحكومة بأن تهيئ نفسها ربما في القريب العاجل للتخلص من ملايين الطيور المصابة.

وكان وزير الزراعة في الولاية التي وجد بها الطيْران المصابان قد أكد أمس في حديث تلفزيوني أن حكومة الولاية قررت انشاء مناطق عازلة واسعة على حدود المناطق الساحلية، كما سيتم تكثيف الدوريات التي تضم أفرادا من قوات الشرطة والجيش والمتطوعين في تلك المناطق من اجل البحث عن الطيور النافقة وجمعها واقصاءها باسرع وقت حتى يتم تلافي خطر انتشار المرض.

وضع مأساوي في جزيرة روجين

لافتة كتب عليها"روجين منطقة موبوءة ، ممنوع الدخول"صورة من: dpa-Bildfunk

أعلنت سلطات جزيرة روجين مساء أمس حالة الطوارئ في الجزيرة. ويهيئ هذا الاعلان للسلطات الحصول على دعم مادي ولوجيستي اضافي من قبل الحكومة الاتحادية في برلين. كريستين كاسنر، عضو المجلس الاداري للجزيرة، قالت للصحفيين: "ان ادارة جزيرة روجين لا تملك الامكانيات التي تؤهلها لمواجهة فيروس انفلونزا الطيور والبحث عن الطيور النافقة على سواحل الجزيرة. فاعداد هذه الطيور في تزايد مستمر، ولكن نأمل ان نتمكن من ذلك بمساعدة الحكومة المحلية والفدرالية." وكانت المستشارة الالمانية أنجيبلا ميركل قد قامت أمس بزيارة خاطفة الى الجزيرة وأعلنت للصحفيين أن حكومتها لن تولي جهدا في تقديم يد العون والمساعدة لادارة الجزيرة وللولاية الشمالية بكاملها. يذكر أنه تم حتى الآن العثور على نحو 80 طيرا مصابا بالفيروس الخطير. وكاجراء احتياطي آخر تم التخلص من آلاف الطيور الداجنة على الجزيرة تحسبا من انتقال الفيروس القاتل اليها.

خسارة في قطاع السياحة

المستشارة الالمانية اثناء زيارتها للجزيرة الموبوءة أمسصورة من: AP

يقوم رجال من المركز الالماني لمواجهة الكوارث اضافة الى 45 أخصائي من وحدة من القوات الالمانية المتخصصة في مواجهة الكوارث البيولوجية بالمساعدة في جمع الطيور على جزيرة روجين والتخلص منها بطريقة تحول دون أي انتقال للفيروس. وقال متحدث باسم الجيش الالماني أنه تقرر ارسال 250 فردا من قوات الجيش للمساعدة في احتواء الازمة في اسرع وقت ممكن. وتهدف هذه الاجراءات السريعة الى الحيلولة دون اطالة أمد الازمة، كون الجزيرة تعتبر احدى المناطق السياحية الهامة في المانيا. وعبر أصحاب المرافق السياحية والفنادق عن تخوفهم من أن يتحول الموسم السياحي القادم الى كارثة اقتصادية بالنسبة لهم، مشيرين الى أن هناك تزايدا في الغاء الحجوزات وتراجعا في الطلب. وقال مدير فندق ومنتجع "أمباينس" في الجزيرة شتيفان فون هاينة لوكالة ddp "ان وجود رجال من القوات الخاصة الالمانية بلباسهم الخاص وكماماتهم الواقية اضافة الى عزل الكثير من المناطق يولد شعورا سلبيا لدى السياح يدفعهم الى البحث عن بديل، دون الانتظار الى ما سيكون علية وضع الجزيرة في الاسابيع والاشهر القادمة." واستنجد المستثمرون في القطاع السياحي بالمستشارة ميركل التي أكدت لهم أن القيام بحملة توعية عامة والامكانيات السياحية الرائعة للجزيرة كفيلة بأن تجعل من الازمة الحالية سحابة صيف ستنقشع عما قريب. مدير فندق "أمبيانس" قرر الاخذ بنصيحة المستشارة وقرر عقد اجتماع طارئ لمديري الاقسام بهدف وضع استراتيجية جديدة لحملة تسويقية سياحية على مستوى اوروبا كاملة.

الجهود العربية دون المستوى

قانون الماني يجبر كل ولاية أن يكون لديها مضادات للفيروس تكفي ل 30% من السكان. ترى هل اُتخذت اجراءات عربية على غرار ذلك؟صورة من: AP

بالرغم من اكتشاف فيروس H5H1 في عدة مزارع بيتية خاصة في مصر وتأكد وفاة شخصين على الاقل في العراق في الاسبوعين الأخيرين بسبب الفيروس نفسه، لم يكن هناك اهتمام كبير من قبل الحكومات العربية بانشاء فرق طوارئ لتفادي الاسوأ قبل وقوعة. الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى دعى الى اجتماع لوزراء الصحة والزراعة العرب في النصف الاول من شهر مارس/آذار القادم، الا ان "الموعد المتأخر" للاجتماع قوبل بانتقادات من جهات اقليمية ودولية عدة، لاسيما وان المنطقة العربية تقبل على فصل الربيع الذي يشهد عادة تزايدا في حركة الطيور المهاجرة الناقلة للفيروس عبر القارات. ولم يوضح موسى السبب الذي دعى الى هذا التأخر في عقد المؤتمر، في حين أن رئاسة الاتحاد الاوربي (النمسا حاليا) مثلا قررت الدعوة اليوم الى اجتماع طارئ لوزراء الزراعة في دول الاتحاد لدراسة الحلول الممكنة لتفادي اتساع رقعة انتشار المرض على اراضيها. وسيدرس الوزراء قضية تعويض المزارعين الذي يتم قتل دواجنهم، ليس لاصابتها بالفيروس فحسب وانما لمجرد الاشتباه بذلك. وهذا أمر في غاية الاهمية، لان السلطات ستضمن في هذه الحالة أن يقوم المزارع بالابلاغ عن أية حالة يشتبه اصابتها بالفيروس.

ومن هنا يجب القول أنه على السلطات المصرية والعراقية وغيرها في الدول العربية ان تضع برنامجا موثوقا للتعويض تشجيعا للمزارعين للابلاغ عن الحالات المشتبه فيها، يترافق مح حملة توعية شاملة عبر وسائل الاعلام تعرف المواطنين بكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها وعن اعراض المرض. أما اذا تم الاهمال في هذه القضية، فلن نستغرب اذا ما تحول الامر الى فاجعة اقليمية تحصد أرواح الآلاف من البشر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW