انتبه.. الإساءة لطفلك تؤثر على بنية دماغه مستقبلا!
٢٣ مارس ٢٠١٩
في الوقت الذي تُعد فيه الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، توصلت دراسة حديثة إلى أن التعرض إلى الإساءة في مرحلة الطفولة يؤثر بشكل كبير على بنية الدماغ ويزيد من حدة الاكتئاب في مرحلة عمرية لاحقة. فكيف ذلك؟
إعلان
تعتبر الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، إذ لا تبدأ فقط الملامح الأولى لشخصيته في التشكل بل أيضاً نظرته العامة للحياة. وتتفاوت طرق عيش هذه المرحلة بأشكال مختلفة من شخص إلى آخر، وذلك حسب عدة ظروف منها الأسرة والمحيط والمجتمع.
ويعاني البعض في فترة الطفولة من التعرض إلى الإساءة بأشكال عديدة، وهو ما يترك بداخله أثراً يصعب تجاوزه، بل يمكن أن يُصاحب الشخص طيلة حياته ويسبب له مشاكل نفسية وجسدية خطيرة للغاية.
وفي هذا الشأن، توصلت دراسة حديثة إلى أن التعرض للإساءة في فترة الطفولة قد يؤدي إلى تغييرات في بنية الدماغ، والتي قد تجعل الاكتئاب أكثر حدة في مرحلة عمرية لاحقة، وفق ما أشار إليه الموقع العلمي المتخصص "نيوز ساينس".
واعتمدت نتائج هذه الدراسة، التي جرت في جامعة "مونستر" الألمانية على فحص أدمغة 110 من الأشخاص البالغين (تتراوح أعمارهم بين 18-60)، والذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب تعرضهم إلى اضطراب اكتئابي حاد. وقام المشرفون باستفسار المرضى حول تعرضهم للإهمال أو سوء الإساءة عاطفيا أو جنسيا أثناء فترة طفولتهم.
وأفادت الدراسة أن الأشخاص، الذين عانوا من الإساءة في فترة طفولتهم كان الفص الجزيري لديهم صغيرا (منطقة في الدماغ تساعد على تنظيم الوعي الذاتي والعاطفة)، وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بنكسة.
وفي نفس السياق، نقل موقع "usnews" الأمريكي عن المشرف على الدراسة نيلز أوبل قوله "هذا يشير إلى آلية معينة، وهي أن صدمة الطفولة تؤدي إلى تغييرات في بنية الدماغ، وتؤدي إلى تكرارا الاكتئاب ونتائج أسوأ"، وأضاف: "نتائجنا تعزز فكرة أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب السريري وتعرضوا لسوء المعاملة في فترة الطفولة، يمكن تميزهم عن أولئك الذين لم يعانوا من هذه الصدمة في وقت مبكر في الحياة".
من جانب آخر، أكد نفس المتحدث أن نتائج الدراسة "قد تترجم في يوم من الأيام إلى عناية خاصة ورعاية وعلاج يمكن أن يحسن من الحالة الصحية للمرضى"، وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب وتعرضوا للإساءة في فترة طفولتهم ربما يحتاجون إلى علاج خاص، على حد وصف المشرف على الدراسة نيلز أوبل.
ر.م / ع.أ.ج
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW