انتحار أم حادث مدبر؟.. وفاة مدير ثاني أكبر شركة نفط في روسيا
١ سبتمبر ٢٠٢٢
في أحدث حالة وفاة مفاجئة لرجال أعمال في روسيا، تم الإعلان عن وفاة مدير ثاني أكبر شركة نفط بالبلاد. الرواية الرسمية تروج لحادثة الانتحار، في حين يشكك آخرون في ذلك، خاصة وأن شركة المتوفي كان لها موقف من الحرب الأوكرانية.
إعلان
ذكرت تقارير إعلامية روسية أن رافيل ماجانوف، رئيس شركة لوك أويل الروسية، توفى إثر سقوطه من نافذة مستشفى في موسكو. وأفادت وكالة الأنباء الروسية تاس اليوم الخميس (الأول من سبتمبر/ أيلول 2022)، بأن ماناجوف انتحر، بحسب أحد مسؤولي إنفاذ القانون، مطلع على الأمر، ولكنها لم تفصح عن هويته.
كما أعلنت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" أن ماجانوف (67 عام) لقي حتفه بعد سقوطه من نافذة بإحدى مستشفيات العاصمة الروسية موسكو.
وفتحت شرطة موسكو تحقيقا في الحادث وقالت في بيان إن ماجانوف "توفي بعد مرض خطير". وأضافت "الآلاف من موظفي لوك أويل يشعرون بحزن عميق لهذه الخسارة الكبيرة، ويقدمون خالص التعازي لأسرة رافيل ماجانوف". لكن الشرطة رفضت الرد على سؤال من رويترز عما إذا كانت تحقق في وجود شبهة جنائية وراء الوفاة.
من جهتها تقول وسائل إعلام لموالية للكرملين أن الأمر يتعلق بانتحار وأن ماجانوف كان يعاني من مشاكل في القلب ومن الاكتئاب.
لكن وفاة ماجانوف تثير تساؤلات - ولا تبدو مصادفة كما ذهبت صحيفة بيلد الألمانية " إذ كانت لوك أويل واحدة من أولى الشركات الروسية التي انتقدت الغزو الروسيودعت إلى إنهاء الحرب".
وعمل ماجانوف في ثاني أكبر شركة نفط روسية منذ عام 1993 وأصبح رئيس مجلس الإدارة في عام 2020. كان شريكًا مقربًا من فاجيت أليكبيروف أحد مؤسسي شركة لوك أويل واستقال من منصبه كرئيس للشركة في أبريل بعد أن جمدت بريطانيا أصوله وفرضت عليه حظر سفر في إطار عقوبات ضد روسيا بسبب حرب أوكرانيا.
ليست الحادثة الأولى منذ بداية الحرب الأوكرانية
وفاة ماجانوف ليست الأولى بين كبار المدراء الروس منذ اندلاع الحرب ضد أوكرانيا (24 فبراير) فقبل ماجانوف، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام، توفي على سبيل المثال ألكسندر سوبوتين مدير شركة لوك أويل في مايو/ أيار، أثناء تلقيه علاجًا غامضًا لإدمان الكحول.
وفي مقابلة بالفيديو نُشرت على موقع يوتيوب في نهاية أبريل/ نيسان، شكك نائب رئيس بنك غازبروم إيجور فولوبوييف في حالات الانتحار، حسب ما جاء في صحيفة بيلد.
يذكر أنه و بخلاف الشركات الروسية، اتخذت لوك أويل التي كان يرأسها رافيل ماجانوف موقفا بشأن الغزوالروسي لأوكرانيا. ففي بيان في الثالث من مارس آذار، عبر مجلس إدارة الشركة عن قلقه إزاء "الأحداث المأساوية" في أوكرانيا، ودعا إلى "إنهاء الصراع المسلح في أقرب وقت ممكن" عبر المفاوضات.
هـ.د/ أ.ح (رويترز، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة