1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Depression

١٤ نوفمبر ٢٠٠٩

أعاد انتحار حارس مرمى المنتخب الألماني روبرت إنكه مرض الاكتئاب إلى دائرة الضوء. خطورة هذا المرض، الذي يعاني منه حوالي عشرة بالمائة من الرجال وعشرين بالمائة من النساء في ألمانيا، تكمن في تحريمه، بحسب رأي الأطباء.

يختلف الاستعداد للاصابة بالاكتئاب باختلاف الجنس والـتأهب الوراثيصورة من: picture-alliance/dpa

تتمثل أعراض مرض الاكتئاب في الأرق، وفقدان الشهية إضافة إلى عدم الرغبة في أداء أي عمل وتنتهي بالتشاؤم والرغبة في الانتحار. ويقدر الخبراء عدد المصابين بالاكتئاب بحوالي أربعة ملايين مواطن ألماني يعانون يومياً من أعراض مرض الاكتئاب، الأمر الذي حوله إلى "مرض شعبي" في أوساط المجتمع الألماني.

وفي عيادة جامعة فرايبورغ يقول الدكتور ماتياس بيرجر، المدير الطبي لقسم علم النفس والعلاج النفسي، إن العيادة تتلقى اتصالات غير منقطعة حول داء الاكتئاب وكيفية التعامل معه.

كسر حاجز الصمت

وكان الحديث عن الاكتئاب يعتبر قبل عامين من المحظورات، إلا أن العديد من الألمان بدؤوا مؤخراً بالاعتراف بإصابتهم بالمرض، الذي يعتبر من أكثر أسباب التقاعد المبكر شيوعاً. لكن الإقدام على الانتحار يعتبر أكثر عواقب المرض حدة، كما حصل في حالة حارس مرمى منتخب كرة القدم الألماني روبرت إنكه.

وفي هذه الإطار يشير الدكتور بيرجر إلى أن "هناك أشخاص أكثر قابلية للإصابة بالمرض من ناحية جينية، إذ أنهم يصابون بالاكتئاب لأتفه الأسباب، مثل تغير فصول السنة أو السفر إلى منطقة زمنية مختلفة".

إلا أن هناك أشخاص أيضاً ممن لا يصابون بالاكتئاب إلا بعد التعرض لضغوط قوية، وهناك من لا يصابون بالاكتئاب على الإطلاق حتى ولو تعرضوا لأعنف الضغوط.

الاكتئاب أقل انتشارا لدى الرجال... لكن أكثر حدة

روبرت انكه نجح في إخفاء حدة المرض وهواجس الانتحار حتى عن أقرب المقربين

كما ولا تقتصر الإصابة بالاكتئاب على أي فئة عمرية أو طبقة اجتماعية في ألمانيا، لكنه أكثر انتشاراً بين سن الثلاثين والأربعين، وعادة ما تصاب نسبة أقل لدى الرجال من النساء، لكن عواقب المرض لديهم تكون أكثر حدة، إذ أن نسبة الانتحار لدى المكتئبين من الرجال أعلى بثلاث مرات منها لدى النساء.

ويمكن لأفراد العائلة منع حصول الأسوأ إذا ما انتبهوا لأعراض المرض، فمن هم عرضة للإصابة بالاكتئاب يظهرون ميولاً للاستيقاظ مبكراً، وقلة التركيز، وازدياد الخوف، والانعزال، إضافة إلى عدم الرغبة في المشاركة في الحياة الاجتماعية.

ويضيف الدكتور بيرجر أن الأعراض تختلف بين الرجال والنساء، إذ يقول أن "هنالك ما يعرف باكتئاب الرجال، والذي يتجلى في نشاط مبالغ فيه، وممارسة مكثفة للرياضة، وميل لبدأ النزاعات، وانزعاج عند رغبة شخص ما في المساعدة"، وعادة ما يجيب الرجال المكتئبون بأنهم ليسو بحاجة للمساعدة وأنهم قادرون على التصرف وحدهم.

لكن المساعدة الخارجية لا تعتبر ضرورية لدرء الاكتئاب، ففي نصف عدد الحالات تعود الرغبة في الحياة بعد "مرحلة" معينة – كما يصفها الأطباء – تقدر بين أربع إلى ست شهور، هذا إذا ما تعدى المرء هذه المرحلة بسلام، كما يقول بيرجر، الذي يؤكد أنه "في النصف الآخر من الحالات قد يعود الاكتئاب من جديد بعد ثلاث، أو عشرة سنوات أو حتى عشرين، على الرغم من كون المصابين به قد عاشوا حياة طبيعية للغاية في هذه الفترة".

أمل جديد للمرضى

وتعاني فئة قليلة من اكتئاب مزمن، وهو أن يعاني المريض من الاكتئاب لمدة عامين أو أكثر، وأن ينظر بتشاؤم لكل نواحي الحياة لديه، وأن لا يقدر أي إنجاز قام به. إلا أن الدكتور بيرجر يؤكد أن "هنالك فرصة جيدة لهؤلاء المرضى للخروج من حالة الاكتئاب عن طريق مزيج من الأدوية وجلسات للعلاج النفسي".

لذلك ينصح الأطباء كل من بدأ برؤية أعراض الاكتئاب أن يقوم بطلب المعونة الطبية، فكلما بكّر المرء في فعل ذلك، كلما قلت فرصة أن ينتهي الحال به كما انتهى بروبرت إنكه.

الكاتب: توبياس أولماير / ياسر أبو معيلق

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW