السجن لضابط ألماني خطط لهجمات منتحلًا صفة لاجئ سوري
١٥ يوليو ٢٠٢٢
قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط في الجيش الألماني انتحل صفة لاجئ سوري من خلال الحصول على هوية مزورة وكان يخطط لتنفيذ هجمات تستهدف ساسة رفيعي المستوى وشخصيات عامة، حسب لائحة الاتهام التي نفاه
إعلان
أدانت محكمة ألمانية ضابطاً في الجيش الألماني بتهمة الإعداد لهجمات، حيثانتحل صفة لاجئ سوري. وقضت محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا اليوم الجمعة (15 يوليو/تموز 2022) بسجن المتهم فرانكو أيه. لمدة خمس سنوات وستة أشهر.
ومنذ مايو/ أيار العام الماضي، خضع الضابط في الجيش الألماني للمحاكمة بتهمة الإعداد "لعمل عنيف يشكل خطورة" على أمن البلاد
وكان المتهم حصل على هوية مزورة كلاجئ سوري حتى يتم توصيف الهجمات التي خطط لها على أنها عمل إرهابي قام به طالب لجوء معترف به. وقال الادعاء العام إن نية المتهم كانت تقويض الثقة في سياسة اللجوء الخاصة بالحكومة الألمانية.
وبعد التحقق من بصمات الأصابع، اكتشفت السلطات أنه جرى تسجيل "فرانكو أيه" كلاجئ سوري يعيش في بافاريا رغم أنه لا يتحدث العربية.
وبحسب البيانات فإن الادعاء الفيدرالي يرى أن "فرانكو أ" كان سيستخدم أسلحة في هجمات ضد ساسة وشخصيات عامة وهو ينتحل صفة "لاجئ" فيما كانت تضم القائمة شخصيات مثل وزير العدل آنذاك هايكو ماس ونائبة رئيس البرلمان الألماني آنذاك كلوديا روث وأيضا الناشطة الحقوقية أنيتا كاهانا. وافترضت السلطات أن هذه الهجمات كانت ستُنسب إلى شخصية اللاجئ السوري التي انتحلها.
وتم القبض على المتهم في مطار فيينا في شباط/ فبراير 2017 عندما حاول استعادة مسدس محشو من مخبأ بمرحاض المطار. ولم يتضح من أين جاء السلاح أو ما الذي كان ينوي المتهم أن يفعل به، لكن الإدعاء يعتقد أن "فرانكو" قد استولى على أسلحة ومتفجرات من الجيش الألماني لشن الهجمات.
وفي فبراير/ شباط من هذا العام قالت محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا إن فرانكو البالغ من العمر 33 عاما أُعيد إلى الحبس الاحتياطي بعد أن كان مطلق السراح أثناء محاكمته. وأضافت المحكمة أن قرار إيداعه في الحبس جاء عقب فحص روتيني في محطة للقطارات حيث، عُثر على أشياء بحوزته قد تكون بمثابة أدلة. وقد أفادت وسائل إعلام بأن فرانكو قد قاوم الضباط.
ومنذ إلقاء القبض عليه في فبراير/ شباط 2017، ظل "فرانكو" رهن الحبس الاحتياطي لمدة سبعة أشهر حتى أمرت محكمة بالإفراج عنه في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه. وعزت المحكمة قرارها في ذاك الوقت إلى عدم توفر "أي شكوك عاجلة" في أنه كان يستعد لشن عمل إجرامي ضد الدولة.
وكان "فرانكو" قد اعترف بامتلاكه أسلحة، لكنه رفض أي مزاعم بأنه كان يخطط لشن هجوم، فيما أثارت قضيته حملة تدقيق في شبكة تضم متطرفين يمينيين دخل صفوف الجيش الألماني.
يذكر أنه في عام 2017، التحق الملازم أول "فرانكو" بكتيبة للجيش الألماني رقمها 291 في إكيرتش في فرنسا، فيما قدم رسالة لنيل درجة الماجستير من أكاديمية عسكرية فرنسية حول "الاختلاط العرقي" و"تفكك الجماعات العرقية" وذلك قبل التحاقه بالجيش.
وقد حذر الجانب الفرنسي نظيره الألماني عام 2014 من أن "فرانكو" لديه ميول أيديولوجية يمينية، حيث وافق الجانب الألماني على التقييم الفرنسي لحالة الضابط، ليصدر رؤساء "فرانكو" في البوندسفير (الجيش الألماني) تحذيراً، لكن الجيش فشل في إبلاغ المخابرات العسكرية بهذه الواقعة.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)