انتخابات إسرائيل: هل يحكم نتانياهو بمساعدة تيار إسلامي؟
٢٤ مارس ٢٠٢١
بعد أن ضمن بنيامين نتانياهو حصول حزبه على أعلى نسبة من مقاعد البرلمان في آخر انتخابات تشريعية، تبدأ لعبة تكوين ائتلاف قادر على بناء حكومة مستقرة. في هذه الجولة قد يلعب تيار إسلامي عربي دور "صانع ملك إسرائيل".
إعلان
لعل أبرز مفاجآت الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي جرت أمس الثلاثاء، هي بروز "القائمة العربية الموحدة" كبيضة القبان، وقدرتها، برغم ضآلة المقاعد التي حصلت عليها بحسب آخر استطلاعات لأصوات الناخبين، على تحديد رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم.
فبعد أن شككت الاستطلاعات الأولية للنتائج في عبور هذه القائمة النسبة اللازمة لدخول الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إلا أن النتائج انقلبت بعدها بساعات، وارتفعت أسهمها لتصل إلى اختطاف خمسة مقاعد من أصل 120 مقعداً في البرلمان.
حكاية انشقاق
تتألف "القائمة العربية الموحدة"، التي دخلت الانتخابات تحت شعار "صوت واقعي، مؤثر ومحافظ"، من تيار إسلاموي هو "الحركة الإسلامية – الجناح الجنوبي"، وهي جزء من "الحركة الإسلامية"، التي أسسها الشيخ عبد الله نمر درويش عام 1971 على فكر جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها لا تتصل بالجماعة بشكل مباشر.
شهدت الحركة انشقاقاً عام 1996 على خلفية مبدأ المشاركة في الحياة السياسية في إسرائيل، فانقسمت إلى الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي بقيي على موقفه الرافض للمشاركة في الانتخابات حتى حظره من قبل السلطات الإسرائيلية عام 2015 واعتقال قادته، والجناح الجنوبي الذي يتزعمه الشيخ حماد أبو دعابس ويتبنى نهجاً أكثر براغماتية ويدعو إلى المشاركة في الانتخابات والحياة السياسية لتحقيق مكاسب للأقلية العربية، التي تتراوح نسبتها بين 19 و21 في المائة من إجمالي سكان إسرائيل.
في عام 2015، دخلت "الحركة الإسلامية – الجناح الجنوبي" ضمن "القائمة العربية المشتركة"، التي تمثل أحزاباً سياسية عربية مختلفة في إسرائيل، وذلك بهدف دخول البرلمان بعدد من المقاعد يمنح الأقلية العربية فرصة التأثير في الحياة السياسية.
انفتاح على الليكود
يكتب الصحفي والخبير السياسي نظير مجلي في مقال أن هذا التعاون وصل إلى نهايته بعدما خرج نواب الحركة عن موقف القائمة المشتركة أثناء التصويت لإقرار الموازنة العامة، إذ تعاونت الحركة مع حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو. ووافق رئيسها في الكنيست منصور عباس الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الكنيست، على إلغاء نتائج التصويت وعلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية ضد شبهات فساد ضد نتانياهو.
في النهاية، أدى هذا الصدع إلى خروج نواب الحركة الإسلامية الجنوبية من القائمة المشتركة وتأسيس "القائمة العربية الموحدة" مع علي سلام، رئيس بلدية الناصرة، المعروف بتأييده العلني لنتانياهو.
هذا و"غازل" منصور عباس، في لقاء مع "القناة 20" التابعة لليمين الإسرائيلي، حزب الليكود وزعيمه نتانياهو، قائلاً: "في إسرائيل توجد حكومة يمين. ومن يريد تحصيل حقوق للمواطنين العرب يجب أن يتوجه إلى الحكومة". وعندما سُئل عما إذا كان ممكناً أن يدعم نتانياهو صراحة، تجنب الخوض في ذلك، واعتبر أن "قوة السياسي ألا يكون مفهوماً ضمناً، فكل عرض يُطرح على الطاولة سنناقشه ونفحصه".
صراع الائتلافات
وفيما من المقرر أن تُعلن النتائج النهائية للانتخابات في وقت لاحق هذا الأسبوع. لكن بدا، بعد فرز حوالي 90 في المائة تقريباً من الأصوات، أن نتانياهو سيضطر للعمل على تكوين ائتلاف غير متوقع يضم أحزاباً ذات توجهات سياسية مختلفة، من بينها على الأرجح "الحركة الإسلامية – الجناح الجنوبي"، إلى جانب أحزاب يهودية قومية من اليمين المتطرف.
وتشير أحدث التوقعات إلى أن حزب الليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بـ 30 مقعداً، بدلاً من 36 فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب "هناك مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد (57 عاماً) خلفه بـ 17 مقعداً.
وكان نتانياهو (71 عاماً) قد أعلن على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي عن "فوز ضخم" لتيار اليمين وحزبه الليكود، لكن التوقعات المذاعة على القنوات التلفزيونية لم تؤكد ذلك. ولم يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي مزاعمه هذه في كلمة ألقاها ليلاً على حشد من أعضاء حزبه، وقال فقط إن العدد المتوقع لمقاعد الحزب في البرلمان في حدود 30 مقعداً، واصفاً ذلك بأنه "إنجاز عظيم".
"لسنا في جيب أحد"
وفي أعقاب صدور آخر استطلاعات الرأي، صرّح منصور عباس الأربعاء لمحطة "103 إف إم" التابعة لإذاعة تل أبيب: "لسنا في جيب أحد. نحن مستعدون للتعامل مع الطرفين (نتانياهو ولابيد)". كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه اتفق على لقاء لابيد هذا الأسبوع. ويأمل لابيد (57 عاماً) أن تكون هناك أحزاب كافية مناهضة لنتانياهو للإطاحة بالزعيم المخضرم الذي يتولى السلطة منذ 2009.
مسائيةDW : انتخابات في إسرائيل.. هل يكسبها نتنياهو مجددا؟
23:15
كذلك، فإن ترجيح كفة نتانياهو ربما يكون في يد منافسه القومي المتشدد نفتالي بينيت، الذي عمل ذات يوم وزيراً للدفاع في حكومته. ويؤيد بينيت ضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ومن المتوقع أن يحصل حزبه المتشدد "يامينا" على سبعة من مقاعد البرلمان. ولم يحدد بينيت بعد ما إذا كان سيدعم نتانياهو.
في هذا السياق قال يوهانان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز دراسات غير تابع لحزب، إن استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع أظهر أن البلد ما زال منقسماً وأن إجراء انتخابات خامسة أصبح خياراً حقيقياً.
وأضاف بليسنر: "في الوقت نفسه، يصبح نتانياهو أقرب من أي وقت مضى، إذا انضم بينيت لائتلافه، لتشكيل حكومة ذات قاعدة ضيقة تضم أكثر العناصر تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي".
ياسر أبو معيلق
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
قبل أكثر من سبعين عاماً أعلن عن قيام إسرائيل. ذات الإعلان يؤرخ له الفلسطينيون بيوم "النكبة". عقود طوال من الشد والجذب بين الطرفين دون التوصل إلى حل نهائي للصراع الذي خلف ضحايا كثر وخسائر جسيمة.
صورة من: Getty Images/A. Wong
"النكبة"
"عيد الاستقلال" بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى "النكبة" بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/ مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ"صراع الشرق الأوسط".
صورة من: picture-alliance/akg-images
"أرض الميعاد"
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ"أرض الميعاد"، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الأيام الستة
تعددت الحروب بين إسرائيل وجيرانها العرب، ففي 5 حزيران/ يونيو 1967 نشبت حرب جديدة بين الدولة العبرية وبين كل من مصر وسوريا والأردن، لتكون الثالثة في سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي. لكنها سرعان ما انتهت بنصر إسرائيلي واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
صورة من: picture alliance/AP/KEYSTONE/Government Press Office
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة "لاجئ" على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال "نازحون" لمن غادروا فلسطين بعد "نكسة" 1967.
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا "يملكون" الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم "الانتفاع" بالأرض للغايات السكنية.
صورة من: John Owens
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/
حرب رابعة
في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 قام الجيشان المصري والسوري بهجوم مفاجئ على القوات الإسرائيلية المرابطة في سيناء وهضبة الجولان. حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية. انتهت الحرب رسمياً مع نهاية 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر تفتح الباب
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977 فاجئ الرئيس المصري أنور السادات العالم بزيارته إلى إسرائيل، لتنطلق مفاوضات سلام شاقة برعاية أمريكية وتتوج في سبتمبر/ أيلول 1978 بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، التي تبعها توقيع معاهدة السلام في 26 آذار/ مارس من عام 1979. أنهت المعاهدة حالة الحرب وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. لم يحظ السلام بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
اتفاق أوسلو
بعد شهور من المفاوضات السرية الموازية لعملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991 تم في 13 من سبتمبر/ أيلول 1993 في حديقة البيت الأبيض توقيع اتفاق أوسلو الذي كان إعلاناً عن المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقال. حصل كل من ياسر عرفات وإسحاق رابين وشيمون بيريز على نوبل للسلام. لكن المعاهدة قوبلت برفض فصائل فلسطينية لها. انعقدت جولات كثيرة لاستكمال السلام الذي تعثر باندلاع الانتفاضة الثانية.
صورة من: Getty Images
معاهدة وادي عربة
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994 وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقع رئيس الأردن وإسرائيل معاهدة سلام بينهما. أنهت معاهدة وادي عربة رسمياً عقوداً من حالة الحرب، بيد أنها لم تكتسب شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، ففي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين، الذين يشكل الفلسطينيون أكثر من نصفهم، لا تزال إسرائيل "عدواً". وبموجب المعاهدة احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Gibson
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMA Wire/APA Images/A. Amra
الإمارات والدولة العبرية تعلنان التطبيع الكامل
توصلت الإمارات وإسرائيل إلى "اتفاق سلام تاريخي"، حسب الرئيس ترامب الذي قال إنهما ستباشران قريبا لقاءات لعقد اتفاقيات عدة. وتعد الإمارات أول بلد خليجي يعلن عن تطبيع كامل مع إسرائيل. محمد بن زايد أعلن في تغريدة أنه تم في اتصال مع ترامب ونتانياهو "الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد بأن مخطّط الضمّ "تأجّل" لكنّه "لم يُلغ".
البحرين تنضم للإمارات
شهرا بعد الإعلان الإماراتي-الإسرائيلي، انضمت البحرين إلى الدولتين، ووقع بنيامين نتنياهو اتفاقي سلام مع وزيري خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحريني عبد اللطيف الزياني. يُعتقد أن البحرين لن تكون الأخيرة، وأن هناك دولا عربية قد تنضم، في مؤشر جديد على قرب نهاية رسمية للصراع العربي-الإسرائيلي ليتحول إلى صراع فلسطيني-إسرائيلي، بيدَ أن هناك دولا في المنطقة لن تغير موقفها كإيران.