1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات التجديد النصفي - ديمقراطية أمريكا والعالم على المحك

١٦ أكتوبر ٢٠٢٢

يسعى أعضاء الحزب الجمهوري من الداعمين للرئيس السابق ترامب إلى الدفع بشخصيات تُعرف بـ"منكري الانتخابات" في غمار انتخابات التجديد النصفي، دعما لإعادة ترامب إلى الانتخابات الرئاسية في 2024. فما مدى خطورة ذلك؟

صورة رمزية لمبنى الكابيتول
صورة رمزية لمبنى الكابيتولصورة من: Tayfun Coskun/AA/picture alliance

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تحولات كبيرة مع مساعي أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الدفع بشخصيات تُعرف بـ"منكري الانتخابات" في غمار انتخابات التجديد النصفي، التي تشهدها الولايات المتحدة الشهر المقبل.

وفي ظل ذلك، يبدو أن الرئيس الحالي جو بايدن، وكذلك ترامب، يتقاسمان المخاوف بأن الديمقراطية الأمريكية تتعرض لهجوم، لكنهما يختلفان في طريقة الإنقاذ.

وتتصاعد حدة التوتر بين المعسكرين مع قرب توجه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر / تشرين الثاني لانتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، الذين يتم انتخابهم كل ست سنوات وجميع أعضاء مجلس االنواب، الذين يجري انتخابهم كل عامين.

فقد حذر ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة من أن "الخطر على الديمقراطية" مصدره "اليسار الراديكالي" وليس "التيارات اليمينية"، فيما تعهد الرئيس بايدن للشعب الأمريكيبألا يظل "صامتا" وسط محاولات جارية للنيل من "حرية التصويت".

وينظر ترامب وبايدن إلى انتخابات التجديد النصفي المقبلة باعتبارها استفتاءً على المسار الذي ستتخذه الديمقراطية في الولايات المتحدة، فوفقا لنتائج الانتخابات  قد يدشن التصويت لبداية مرحلة تكون فيها نتائج الانتخابات أساسا للتفاوض لتتعدى فكرة أن نتائج اقتراع يجب أن تُحترم.

فمع حرص ترامب على المضي قدما في استراتيجيته المتمثلة في الدفع بمن يُعرفون بـ "منكري الانتخابات" في غمار الانتخابات، هناك تحذيرات من أنه في حالة نحاجه، فسوف ينتقل إلى مرحلة أخرى.

ويزعم "منكرو الانتخابات" في الولايات المتحدة أن تزوير الانتخابات حرم ترامب من إعادة انتخابه في عام 2020؛ رغم عدم صحة مثل هذه المزاعم.

أكد ترامب على رفضه الاعتراف بفوز بايدنصورة من: Twitter

استراتيجية "منكري الانتخابات"؟

مثّل الهجوم على مبنى الكابيتول في عام 2021 مرحلة شهدت تصعيدا خطيرا لنظرية "إنكار الانتخابات"، فرغم مرور عامين على خسارة ترامب الانتخابات لصالح بايدن، إلا أنه مازال مستمرا في الترويج لهذه النظرية، إذ يدعو على منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي إلى إجراء "انتخابات جديدة على الفور"؛ باعتبارها تمثل "الحل الأدنى"، على حد زعمه.

ويأتي ذلك رغم أن تحقيقاً للكونغرس  شارك فيه جمهوريون، خلص إلى أن ترامب "خسر" الانتخابات في نفي لمزاعم أن الانتخابات "سُرقت"، فيما حذر التحقيق من أن الأمريكيين قد يخسرون "ديمقراطيتهم" في حالة ما إذا "فقدوا الثقة في أن الانتخابات حرة ونزيهة".

لكن اللافت أن ما حذر منه الجمهوريون بات الآن في صميم استراتيجية جديدة من قبل معسكر ترامب داخل الحزب الجمهوري، ممن يبدو أنهم لا يخشون فقدان ثقة الأمريكيين في الديمقراطية.

ولم يتوقف ذلك على الأعضاء العاديين في الحزب الجمهوري وإنما وصل الأمر إلى أن حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري دى سانتيس، الذي يعد المنافس المحتمل لترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال إن انتخابات 2020 كانت "فاسدة".

وبغض النظر عما يقوم به ترامب، فإن استراتيجية زرع الشكوك في عقول الناخبين حول مصداقية ونزاهة العملية الانتخابية والديمقراطية الأمريكية، ما زالت سارية لدرجة أن مزاعم "سرقة الانتخابات" تجد موطئ قدم داخل المعسكر المحافظ.

أما ترامب، فقد جعل من دعم هذه النظرية والترويج لها شرطا لحصول المرشحين الجمهوريين على دعمه.

ماذا لو انتصر "منكرو الانتخابات"

وفي خضم سباق انتخابات التجديد النصفي، دعم دونالد ترامب فقط المرشحين الذين ينكرون أن جو بايدن قد فاز بالانتخابات بشكل صحيح ومن بينهم الصحافية والمذيعة السابقة كاري ليك التي فازت - بدعم من ترامب -  بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري  لمقعد حاكم ولاية أريزونا.

وقالت ليك إن جو بايدن "كان لا ينبغي أن يصل البيت الأبيض".

ولم تتوقف ليك عند هذه التصريحات، بل قالت خلال "مؤتمر العمل السياسي للمحافظين" في دالاس، وهو الاجتماع السنوي للجمهوريين اليمينيين والمحافظين الأمريكيين، إن "الرب قد اختارها حاكمة"، في إشارة يراها كثيرون بأنها تعكس نظرية ترامب في عدم القبول بأي هزيمة انتخابية.

تلقت ليزا ديلي، مسؤولة الانتخابات في فيلادلفيا، تهديدات إبان انتخابات عام 2020صورة من: Michaela Küfner/DW

بيد أن المراقب للتطورات السياسية في الولايات المتحدة يدرك أن ليك ليست الوحيدة في الترويج لمثل هذه المزاعم، إذ ينضم إلى القائمة مارك فينشيم المرشح الجمهوري الذي يتنافس على أن يكون سكرتير ولاية أريزونا والذي اعترف بأنه عضو في جماعة تُعرف باسم "حراس القسم" المتطرفة، حيث يخضع بعض أعضائها للمحاكمة على خلفية الهجوم على الكابيتول.

وكان  فينشيم  قد ظهر في إحدى اللقطات المصورة التي تعود لأعمال عنف عام 2021.

وفي حالة الفوز، فمن شأن هذا الأمر أن يمهد الطريق أمام تولى مثل هذه الشخصيات التي تنكر الانتخابات مناصب للإشراف على سير العملية الانتخابية.

ترهيب مسئول الانتخابات

وبالعودة إلى الفترة التي تلت الانتخابات الرئاسة الماضية، كان نائب الرئيس آنذاك مايك بنس المسؤول الوحيد القادر على تأكيد فوز جو بايدن بعد أعمال الشغب التي اندلعت في السادس من يناير / كانون الثاني، في أمر يعزوه كثيرون إلى وجود مسئولين تمسكوا بموقفهم.

فمن المعروف أن سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافنسبيرغر كان قد وقف في وجه ترامب عندما اتصل به وكان وقتها الرئيس الأمريكي ليخبره بأن عليه "إيجاد أصوات كافية" قد تصل إلى 11 ألف صوت  لقلب نتيجة الانتخابات لمصلحته.

جاء ذلك في أعقاب احتجاجات خارج مركز فرز الأصوات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مظاهرة أمام قاعة مؤتمرات في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، حيث كان يُجرى في ذلك الوقت فرز أوراق الاقتراع البريدية، التي جاءت لصالح بايدن مما أثار غضب أنصاره.

ورغم الصخب، أصرت ليزا ديلي، رئيسة لجنة الانتخابات في فيلادلفيا، على موقفها، رغم تلقيها تهديدات بعد رفضها "إيقاف فرز" الأصوات ليلة الانتخابات قبل عامين.

وفي ضوء ذلك، عززت سلطات مدينة فيلادلفيا إلى جانب مدن أخرى الإجراءات الأمنية في محيط مراكز التصويت قبل انتخابات التجديد النصفي.

اختبار للديمقراطية على مستوى العالم

وفي ظل مخاوف القائمين على الانتخابات الأمريكية وتزايد حضور "منكري الانتخابات"، يساور الخبراء القلق حيال أن زعزعة ثقة الناخبين الأمريكيين بنزاهة الانتخابات سوف يلقي بظلاله على الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

قالت كاري ليك، التي تتنافس على منصب حاكم ولاية أريزونا، إنها إذا خسرت التصويت فسيكون بسبب التزويرصورة من: Mario Tama/Getty Images/AFP

وفي ذلك، قال ستافان ليندبرغ، البروفيسور ورئيس مركز خاص بتحليل مستويات  الديمقراطية  في العالم في جامعة غوتنبرغ، إن "نفوذ الولايات المتحدة يعد كبيرا".

وقد أشار تقرير صدر مؤخرا عن المركز إلى أن الديمقراطية في جميع أنحاء العالم قد تراجعت إلى مستويات عام 1989، مضيفا أنه في الوقت الذي تراجعت فيه الديمقراطية، فقد تزايد عدد السكان الذين يعيشون في كنف أنظمة استبدادية من 49٪ إلى 70٪ خلال العقد الماضي فقط.

بدوره، يعتقد ليندبرغ أن صمود الديمقراطية الأمريكية خلال انتخابات التجديد النصفي وما بعدها سيبعث برسالة إلى الحكام المستبدين في جميع أنحاء العالم.

وأضاف أن المشكلة لا تتمثل فقط في شخصية ترامب، في إشارة إلى الزعماء المستبدين في المجر وتركيا والهند والفلبين.

وحذر من أن أي تراجع في مسار الديمقراطية في الولايات المتحدة من شأنه أن يمهد الطريق أمام تعريض الديمقراطية في بلدان العالم للخطر، فيما يرى مراقبون أن الاختبار الثاني سيكون جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في البرازيل بين لولا دا سيلفا والرئيس الحالي جايير بولسونارو.

وكان بولسونارو قد صرح علانية أنه لن يقبل بهزيمته في الانتخابات في تكرار لسيناريو "منكري الانتخابات" في الولايات المتحدة.

 

ميشائيلا كوفنر/ محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW