1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات العراق: اختبار ديمقراطي في دماء الفوضى

ملهم الملائكة ١٩ أبريل ٢٠١٣

جولة انتخابات جديدة في العراق الذي لم يخرج بعد من الفراغ السياسي والأزمة التي خلفتها انتخابات 2010. انتخابات هذه المرة تجرى دون الراعي الأمريكي وفي ظل أزمة سياسية خانقة وغياب برنامج انتخابي يمكن للناخب التعويل عليه.

صورة من: AFP/Getty Images

جولة انتخابات جديدة، البعض يقول إنها دوامة انتخابات جديدة. الكل يعيش حتى اليوم في مناخ الخلل الذي أصاب العملية السياسية منذ انتخابات سنة 2010. ما زالت وزارات سيادية مهمة دون وزير حتى اليوم، وقبلها بقيت مناصب رئيس البرلمان ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية معلقة لأشهر طويلة دون قرار. والآن ستجري الانتخابات في ظل معطيات جديدة صعبة جدا من أهمها ولأول مرة أن العراقيين سيذهبون إلى الانتخابات دون الولايات المتحدة الأمريكية التي رعت التجربة الديمقراطية في هذا البلد وضمنت انسيابيتها.

تبرز هذه المعطيات في موجة عنف مدمر تجتاح البلد، ويتبناها علنا تنظيم القاعدة في العراق وسوريا، التفجيرات تضرب حتى التجمعات الانتخابية، وهذا يضع قدرة المواطن على الإدلاء بصوته بحرية موضع سؤال. كما دخلت إضرابات واعتصامات وتظاهرات مناطق غرب العراق شهرها الرابع، وهكذا سوف تجرى الانتخابات في ظل احتقان واختناق سياسي حاد جدا، كما أنها سوف تكرس التوجه الطائفي بشكل كبير. في سياق متصل يتساءل كثيرون عن جدوى الانتخابات والتغيير في وقت بلغ فيه الفساد الإداري والمال السياسي وتبييض الأموال وتهريب الثروات والنفط حدودا خيالية ولم يعد باستطاعة العراقيين أن يفعلوا أي شيء حيالها.

دعاية انتخابية خلت من اعلان برامج المرشحينصورة من: AFP/Getty Images

"انتخابات المحافظات بارومتر يقيس توجهات الناخبين"

انتخابات مجالس المحافظات يفترض أن لا تكون سياسية بل هي خدمية الطابع، فمجالس المحافظات تتولى في العادة أعمار وخدمات هذه المناطق ، ولكن هذا ما لم تكشف عنه الدعاية الانتخابية لأي من المرشحين، وقد أشار إلى ذلك الإعلامي والكاتب نزار حيدر الذي تحدث من كربلاء إلى برنامج العراق اليوم من DWعربية، إذ قال:"إنها انتخابات تنفيذية أكثر منها تشريعية، ولا علاقة لها بتركيبة الدولة القادمة" ، مبينا أن أي مرشح لم يعلن في برنامجه الانتخابي حتى ألان عن خطة تخدم مصالح الناخبين المباشرين في المحافظة، هم يتحدثون عن عموميات سياسية تشبه الدعاية لانتخابات البرلمان. واعتبر حيدر أن كل الأطراف السياسية تعوّل على هذه الانتخابات باعتبارها بارومتر يقيس توجهات الناخبين للانتخابات النيابية القادمة، وأضاف: "من يحقق فوزا في هذه الانتخابات يفترض أن يحقق نفس الفوز بنسبة متقاربة في الانتخابات النيابية"، بالطبع بسبب تقارب المدة بينهما.

"من واجبي كناخب حجب الثقة عمن فشل خلال السنوات الماضية"

نزار حيدر شخّص الخلل الجوهري في العملية السياسية في العراق الجديد باعتبارها وسيلة للتغيير تبتعد عن لغة انقلابات العسكر التي شاعت في المنطقة لمدة طويلة، يقول نزار: " للأسف لم ينجح الشعب العراقي منذ 10 سنوات في الانتقال إلى الأداة الجديدة للتغيير، وهي صندوق الاقتراع ". وعزا حيدر ذلك لعدة أسباب أهمها غياب ثقافة الانتخابات حتى عن الساسة أنفسهم.

وبدا نزار حيدر متفائلا وهو يتحدث عن تغير قانون الانتخابات حيث لم يعد هناك قاسم انتخابي ولم تعد هناك عملية نقل وانتقال بالأصوات. وضرب مثلا على ذلك ما حصل للسيد الحبوبي في انتخابات عام 2009 الذي فاز بأصوات أهل كربلاء، ولكنه أصبح مجرد عضو غير مؤثر في مجلس محافظة المدينة نظرا لعدم اعتماده على قائمة بعينها. وعبّر حيدر عن شعوره بتغير توجهات المزاج العام للناخبين، "ما لمسته هو أن هناك وعيا بين الناس وإن لم يكن بالمستوى المطلوب، ولكن بالنتيجة فقد تراكمت عند الناخب خبرة مفادها- أن من واجبي كناخب أن احجب ثقتي عمن فشل خلال السنوات الماضية"، يقول نزار.

عراقيون يلوحون باعلام الملجس الاسلامي الاعلى في انتخابات المحافظات.صورة من: AFP/Getty Images

"الانتخابات باطلة على أساس أنها بنيت على الباطل"

في المقابل، ما زال كثير من العراقيين يرفضون عملية التغيير التي جرت عام 2003، ويعتبرونها خطة أمريكية لتدمير وتقسيم العراق، ومن هذا المنطلق يرفضون كل ما نتج عن التغيير، معتبرين ذلك  ناتجا مشوها ، وهو ما ذهب إليه  من بيروت الكاتب والمحلل السياسي وليد الزبيدي في حديثه لبرنامج العراق اليوم من DWعربية  قائلا: " ليس هناك تغيير حقيقي، بل أن ما حصل هو تجذير لرمز العشيرة والطائفة ليصبح بديلا عن الكفاءة وعن النخبة".

الرافضون للعملية السياسية يعتبرون أن بقاء النخبة السياسية الحالية في السلطة رهن ببقاء الأمريكيين في العراق. ورغم أن الوجود الأمريكي قد انتهى في العراق منذ عام 2011 ، إلا أن عددا كبيرا من المعترضين على التغيير ما زالوا يتحدثون عن الاحتلال، وعن أحزاب الاحتلال، مستشهدين في الغالب بعبارة صدام حسين التي أطلقها في عام 2005 إثناء محاكماته " ما بني على باطل فهو باطل".

"الانتخابات اختبار لليبراليين في مواجهة الأحزاب الإسلامية"

ولا يفوت المراقب أن يسجل أن النخبة السياسية الحاكمة في العراق قد فشلت تماما في أدائها وفي إرضاء الشعب العراقي الذي كان ينتظر الكثير من تغيير عام 2003 الزلزالي. في هذا السياق ذهب وليد الزبيدي إلى أن ما حصل في العمليات الانتخابية المتعاقبة في العراق هو تعزيز لسلطة ونفوذ وأموال الساسة على حساب مصالح الشعب . " كل ما حصل هو أن الأحزاب المشاركة في الانتخابات صارت تمتلك فضائيات، وهي تنفق أموال الشعب لإغراض دعايتها الانتخابية"، يقول الزبيدي الذي قارن بين ما يفعله المرشحون في الانتخابات في الغرب وبين ما يفعله المرشحون في العراق.

عناصر الجيش وهم يدلون ابصواتهم في انتخابات المحافظاتصورة من: Reuters

المستمع عقيل حسين دخل من السويد في حوار البرنامج  أشار إلى أن انتخابات عام 2010 تمت بشكل كبير بإدارة عراقية، وكان فيها بعض المستشارين الأمريكيين. "أما الانتخابات الحالية فستكون اختبارا حقيقيا لجهودنا كليبراليين في مواجهة الأحزاب الإسلامية " كما يقول. واعترض عقيل على ما ذهب إليه د الزبيدي متسائلا: "كيف يستطيع أي إنسان  إن يلغي 10 سنوات من عمر شعب ودولة؟"، مشيرا إلى أن العراق دولة وليدة والى انه معترض على المسار السياسي وله موقف ضد الحكومة الحالية "ولكن هذا لا يعني أني اشطب بجرة قلم على كل ما حصل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW