1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات الهند.. مخاوف من تحول البلاد إلى "دولة ثيوقراطية"

٢٠ أبريل ٢٠٢٤

نحو مليار ناخب، ومئات الأحزاب: تشهد الهند انتخابات تشريعية ستكون الأكبر والأطول في تاريخها، وفيما تشير الاستطلاعات إلى تقدم حزب ناريندرا مودي، يتخوف العلمانيون والمسلمون من تحول بلد التنوع والتعددية إلى "دولة ثيوقراطية".

  مركز اقتراع في الهند (19/4/2024)
ينتخب الناخبون في الهند 543 عضوا في لوك سبها (مجلس النواب) الذي يشكل الغرفة الأولى من برلمان البلادصورة من: AFP

تشهد الهند يوم الجمعة (18 أبريل / نيسان) انطلاق أكبر انتخابات برلمانية في العالم بمشاركة قرابة مليار ناخب يحق لهم التصويت في سباق انتخابي يستمر نحو ستة أسابيع.

ويأمل رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الفوز بفترة ولاية ثالثة على التوالي حيث ينتخب الناخبون 543 عضوا في لوك سبها (مجلس النواب) الذي يشكل مع راجيا سبها (مجلس الشيوخ) غرفتي البرلمان الهندي.

وتتنافس في الانتخابات ستة أحزاب على المستوى الوطني و 57 حزبا على مستوى الولايات و2597 حزبا صغيرا يُسمح لهم بالمشاركة في الاقتراع رغم عدم استيفاء شروط الاعتراف بهم رسميا من قبل لجنة الانتخابات في البلاد.

ورغم انخراط أكثر من حزب في الانتخابات، إلا أن السباق الرئيسي ينحصر بين أكبر حزبين في البلاد هما حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بزعامة مودي من جهة وحزب المؤتمر المعارض الرئيسي في البلاد من جهة أخرى.

وفي مسعى لتشكيل تحالف قوي ينافس حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات، انضم 28 حزبا إلى كتلة "التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي" بزعامة حزب المؤتمر.

ويقول مراقبون إن حزب بهاراتيا جاناتا يبدو على ثقة بتمكنه من الفوز بالانتخابات التشريعية  خاصة مع تصدره استطلاعات الرأي. ويأتي فوزه المتوقع هذه المرة بناء على سابقة حصوله خلال انتخابات عام 2019 على 303 مقاعد في البرلمان المكون من 543 مقعدا بزيادة عن 282 مقعداً فاز بها عام 2014.

في المقابل، يمتلك التحالف المعارض 91 مقعدا في البرلمان منها 52 مقعدا لحزب المؤتمر.

ويتمتع مودي بشعبية كبيرة فيما يرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى برنامجه الذي يستهدف الأغلبية الهندوسية التي تشكل 80% من السكان في البلاد فيما أطلق برنامجا لتحقيق النمو الاقتصادي مع التعهد بأن تصبح الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2029.

وتقول المعارضة إنه مع بقاء  حزب بهاراتيا جاناتا  في سدة الحكم لعشر سنوات مقبلة، فإن حكومة مودي تتراجع عن الالتزام الراسخ بالديمقراطية التعددية والعلمانية في الهند والممتد منذ عقود.

يقول مراقبون إن حزب بهاراتيا جاناتا يبدو على ثقة بتمكنه من الفوز بالانتخابات التشريعية خاصة مع تصدره استطلاعات الرأيصورة من: Manish Swarup/AP/picture alliance

ومنذ إعادة انتخاب حزب بهاراتيا جاناتا قبل عشر سنوات، تصاعدت التوترات بين الهندوس والأقلية المسلمة خاصة في ظل أن الحزب يعتمد على أجندة قومية هندوسية ساعدته في السابق على كسب ود الناخبين، لكن المعارضة تقول إن الخطاب القومي المتطرف للحزب يهدد العلمانية التي تمثل ركيزة دستور البلاد.

وفي هذا السياق، أعربت الناشطة النسائية سيدة حميد عن مخاوفها إزاء قيام حزب بهاراتيا جاناتا بتعديل الدستور في حالة فوزه بالانتخابات.

وفي مقابلة مع DW، أضافت "قِيل بشكل واضح أن الهند  ستصبح دولة ثيوقراطية إذا قام حزب بهاراتيا جاناتا بتغيير الدستور اعتمادا على الأغلبية التي يتمتع بها. إمكانية تغيير الدستور يمثل أحد أكبر مخاوفنا مع احتمالات تزايد حملات القمع".

في المقابل، يتهم التحالف المعارض الحكومة الحالية بزعامة حزب بهاراتيا جاناتا باتخاذ خطوات من شأنها ارتداد الهند عن الديمقراطية والتقاعس عن محاربة التضخم وارتفاع الأسعار.

وتشتق كلمة ثيوقراطي من كلمتين الأولى هي "ثيو" وتعني الإله والثانية هي "قراط" وتعني الحكم وتعني الكلمة "حكم الإله".

أكبر تصويت في العالم

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الهند تضم 497 مليون ناخب و471 مليون ناخبة يحق لهم الاقتراع، حيث ارتفع عدد الناخبين بنسبة 6٪ مقارنة بانتخابات عام 2019 إذ انضم إلى دائرة الذين يتمتعون بحق الاقتراه أكثر من 20 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاما.

وفي مقابلة مع DW، قال جي. في. إل. ناراسيمها راو - السياسي من حزب بهاراتيا جاناتا- إن الشباب "يظهرون اتجاها مثيرا للاهتمام يتمثل في أنهم لا يصوتون فقط لصالح الأحزاب وإنما لقادتها. صورة قادة الأحزاب والمرشحين تعد عاملا هاما لدى الناخبين الشباب مقارنة بالناخبين الأكبر سنا".

وفي ضوء تزايد أعداد الناخبين، يتوقع ارتفاع نسبة المشاركة عن نسبة انتخابات عام 2019 حيث أدلى 66% من الناخبين بأصواتهم.

طريقة إجراء الانتخابات؟

تجرى الانتخابات العامة في الهند كل خمس سنوات فيما أجريت أول انتخابات في الفترة من أكتوبر / تشرين الأول عام 1951 إلى فبراير / شباط عام 1952 عقب نيل البلاد الاستقلال.

تشرف لجنة الانتخابات الهندية على الانتخابات الوطنية حيث تراقب التصويت لضمان الشفافية خلال فترة تصويت تمتد لأسابيع. ويتم التصويت في الانتخابات حسب المناطق وعوامل مثل عدد سكان الولاية والجوانب السياسية مثل احتمال  حدوث اضطراب  أو مخاوف أمنية.

تعد الانتخابات الهندية أكبر انتخابات برلمانية في العالم بمشاركة قرابة مليار ناخب يحق لهم التصويتصورة من: Rakesh Nair/REUTERS

ويعطي التصويت حسب المناطق الفرصة لمسؤولي الانتخابات والشرطة السفر من منطقة إلى أخرى لضمان عدم حدوث مخالفات.

ويُتوقع أن يبدأ تصويت المرحلة الثانية في الأول من يونيو / حزيران فيما يبدأ فرز الأصوات في الرابع من الشهر ذاته مع إعلان النتائج في نفس اليوم. يتعين على الحزب أو الائتلاف الحزبي الحصول على 272 مقعدا في البرلمان لضمان حصوله على الأغلبية.

ومن أجل ضمان الانضباط الانتخابي، تقوم لجنة الانتخابات بتطبيق مجموعة من المبادئ التوجيهية خاصة بسلوك الأحزاب السياسية والمرشحين خلال العملية الانتخابية ويمكن أن تفرض اللجنة عقوبات على المخالفين.

وأمنيا، جرى نشر أكثر من 340 ألف عنصر من قوات الشرطة المسلحة المركزية لمساعدة عناصر الشرطة المحلية في تنظيم الانتخابات فيما دعا رئيس مفوضي الانتخابات في الهند، راجيف كومارر، كافة الأحزاب السياسية إلى الالتزام بالمعايير الديمقراطية خاصة مع انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.

وقال كومار "نحن ملتزمون بالخطاب الأخلاقي السياسي . وأناشد الأحزاب الحفاظ على اللياقة والامتناع عن الانتهاكات والهجمات الشخصية".

تكاليف ضخمة

 

وتنص القواعد الانتخابية على ألا تزيد المسافة بين الناخب ومركز الاقتراع عن كيلومترين فيما يصل عدد مراكز الاقتراع إلى أكثر من 1.25 مليونا في ولايات الهند  الثمانية والعشرين والأقاليم الثمانية. وتعتمد الهند على التصويت الإلكتروني منذ عام 1999 إذ يوفر الوقت لا سيما عند فرز الأصوات.

وفي السياق ذاته، توقع مركز الدراسات الإعلامية، وهو مركز بحثي مقره نيودلهي، أن يتجاوز حجم الإنفاق على انتخابات عام 2024 عتبة الـ 14 مليار دولار ما يمثل ارتفاعا كبيرا عن كلفة انتخابات عام 2019 حيث أنفقت الأحزاب السياسية نحو 8.7 مليار دولار.

مورالي كريشنان (نيودلهي)

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW