انتخابات تشريعية تشكل اختبارا صعبا للرئيس في السنغال
٣١ يوليو ٢٠٢٢
يتوجه الناخبون السنغاليون إلى مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات تشريعية تأمل المعارضة أن تتوصل من خلالها إلى تحالف مع الرئيس ماكي سال وأن تحد من أي طموحات محتملة لديه لولاية ثالثة.
إعلان
ينطلق في السنغال اليوم الأحد (31 تموز/يوليو 2022) من الساعة الثامنة حتى الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش الاقتراع في الانتخابات التشريعية. وسينتخب السنغاليون أعضاء البرلمان المؤلف من مجلس واحد يضم 165 نائبا ويهيمن عليه حاليا مؤيدو الرئيس سال، لولاية مدتها خمس سنوات. وينتخب 53 نائبا حسب نظام يجمع بين التمثيل النسبي والقوائم الوطنية، و97 آخرون بناء على نظام الأغلبية في المناطق. وينتخب المغتربون أعضاء البرلمان الخمسة عشر الباقين.
ويتهم الرئيس ماكي سال (60 عاما) الذي انتخب في 2012 لولاية مدتها سبع سنوات ثم أعيد انتخابه في 2019 لخمس سنوات أخرى، بأنه يسعى إلى تجاوز الحد الأقصى للولايات الرئاسية والترشح مجددا في 2024. ولم يكشف سال نواياه في هذا الشأن، لكن أي هزيمة لأنصاره في انتخابات الأحد يمكن أن تقلب خططا من هذا النوع.
وتتنافس في هذه الانتخابات ثمانية تحالفات، بينها أكبر ائتلاف للمعارضة "حرروا الشعب" (يوي أسكان وي بالولوفية اللغة الوطنية للسنغال). وكان عثمان سونكو أهم شخصية في هذا الائتلاف جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019. لكنه منع مع أعضاء آخرين في الائتلاف من خوض انتخابات الأحد لأسباب تقنية.
وتمهيدا للانتخابات، اتفق تحالف "حرروا الشعب" مع ائتلاف "انقذوا السنغال" (والو السنغال) بقيادة الرئيس السابق عبد الله واد، على العمل معا للحصول على أغلبية برلمانية و"فرض تعايش حكومي". كما يريد التحالفان إجبار سال على التخلي عن أي طموحات للترشح في 2024.
وفي الانتخابات المحلية التي جرت في آذار/مارس فازت المعارضة في المدن الكبرى بما فيها العاصمة دكار وزيغينكور في الجنوب وتيس في الغرب.
ومُنع سونكو وأعضاء آخرون في تحالفه من الترشح لانتخابات الأحد بعد أن ألغت السلطات مطلع حزيران/يونيو لائحتهم الوطنية للمرشحين لأسباب تقنية. فقد أسقط عرضا اسم أحد المرشحين، كخيار أول وخيار بديل، مما أدى إلى إبطال القائمة بأكملها. وأدى ذلك إلى اندلاع تظاهرات عنيفة سقط فيها ثلاثة قتلى على الأقل.
ووافقت المعارضة في 29 حزيران/يونيو أخيرا على المشاركة في الانتخابات ما أدى إلى تهدئة التوتر.
وشهد السنغال في العام الماضي احتجاجات اجتماعية، كما تشكل الأزمة الغذائية الناتجة عن تقلص صادرات الحبوب بسبب حرب أوكرانيا، نصدرا للقلق في السنغال وكان الرئيس سال قد تطرق مؤخرا إلى "السيناريو الكارثي لحصول نقص وارتفاع الأسعار". وأكد أن الأزمة الحالية تأتي بعد أزمة كوفيد-19 التي فاقمت أساسا المجاعة في افريقيا. وقال "الأسوأ لم يأت بعد ربما".
وذكر بأن الكثير من الدول الإفريقية بينها السنغال تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من المنطقة. وعبر عن قلقه من تداعيات العقوبات الأوروبية التي تستثني مصارف روسية من نظام سويفت الدولي، الذي يتيح عمليات كبرى مثل أوامر نقل اموال.
السنغال الدولة غرب الأفريقيةذات الأربعة عشر مليون نسمة، رغم تواضع مواردها وإمكانياتها الإقتصادية، تتميز بالاستقرار وديمقراطية عريقة. وهي ترأس حاليا الإتحاد الأفريقي، كما تعتبر دولة محورية في المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا CEDEAO ، وتلعب أدوارا متقدمة في السلم بالقارة السمراء.
خ.س/م.س (أ ف ب)
السنغال ومدارسها القرآنية.. استغلال الأطفال بحجة التعليم
يتعرض الأطفال داخل بعض مدارس تعليم القرآن في السنغال إلى أسوء أنواع الاستغلال، حيث يُجبرهم المدرسون هناك على التسول في الشوارع. وفي حالة عدم تمكنهم من جمع المال الكافي، يتعرضون في أغلب الأحيان للتعنيف الجسدي.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
"الدارا" (المدارس القرآنية)
يجلس عمر فونه، البالغ من العمر ثماني سنوات، على أرضية ما يسمى بـ" الدارا"، وهو اسم يُطلق على مدارس تعليم القرآن في السنغال. منذ القدم تُرسل العائلات من مختلف أنحاء السنغال أطفالها إلى هذه المدارس. لكن هناك لا يتم تعليمهم القرآن فقط وإنما يُجبرون على التسول في الشوارع أيضاً – وذلك بدعوى تعليمهم قيمة التواضع.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
استعباد الطلاب
أحد طلاب المدارس القرآنية يتسول من أمام فندق في مدينة سانت لويس. تقول بعض منظمات حقوق الإنسان أن طلاب المدارس القرآنية - غالباً ما يضطرون إلى العيش في ظروف قاسية. ووفقاً للمنظمات نفسها، يجبر مدرسو القرآن الطلاب على التسول. وفي حالة لم يتمكنوا من الحصول على ما يكفي من المال، يتعرضون للضرب من قبلهم. في حين يلجأ بعض الأطفال للفرار.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
المال أو الضرب
يقول سليمان، البالغ من العمر عشر سنوات: "لا يمكنني رؤية والدي مرة أخرى قبل أن أنهي تعلم القرآن بشكل كامل. كما يجب علي إحضار مئتي فرنك (حوالي 30 سنتًا) إلى مدرس القرآن، وإلا أتعرض للضرب. وغالباً لا أتمكن من جمع المال". لا توجد إجراءات وقائية أو منظمات تحمي الأطفال الذين يفرون ويجدون أنفسهم بمفردهم في الشارع.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
لا يوجد خيار آخر
موسى، طالب في إحدى المدارس القرآنية، ينحدر من منطقة فوتا، الواقعة على ضفتيْ نهر السنغال. يحمل موسى دلواً للتنظيف ضمن حملة مساعدة لطلاب القرآن. وعن التسول قال: "يعرف والداي أنني أتسول لجمع الأموال من أجل إعطائها للمدرس، لكنهما ليس لديهما اعتراض على ذلك. أنا لا أحب التسول، لكن ليس لدي خيار آخر. فإن عُدت من دون مال، سأتعرض للضرب".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
كسر المحرمات
لطالما كان سوء معاملة طلاب المدارس القرآنية من المواضيع المحظورة في السنغال، لكن حملات التوعية بدأت تُثير بشكل تدريجي جدلاً حول الأوضاع في المدارس القرآنية. في عام 2016، أمر الرئيس ماكي سال، بانتشال الأطفال من الشوارع واعتقال المدرسين، الذين يُجبرونهم على التسول. وتمت مساعدة ثلاث مائة طفل من خلال هذا البرنامج في عام 2018.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الهروب و الاغتصاب
ذرف عيسى كويات، مؤسس منظمة الإغاثة "Maison de la Gare"، الدموع، حينما أخبره أحد طلاب القرآن، البالغ من العمر ثماني سنوات عن قصته. هرب الطفل من المدرسة و تعرض للاغتصاب على يد مراهق في الشارع ليلاً، وبعدها التقى صدفة بكويات، الذي أنقذه: "مثل هذه الحوادث لا تزال صادمة، حتى لو كنت أراها للمرة العاشرة أو الخامسة عشرة".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
طموح الآباء
الحاج ديالو، طالب سابق يعمل الآن طبيباً في منظمة الإغاثة "Maison de la Gare". هنا يعالج أحد التلاميذ، الذي أُصيب بالجرب. يقول الخبراء أن العديد من الآباء لا يعلمون شيئاً عن سوء المعاملة، التي يتعرض لها أطفالهم في بعض المدارس. هم يرسلون أطفالهم إلى المدارس، لأن نجاحهم في الحصول على الشهادة يساعدهم أن يصبحوا أئمة أو مدرسين للقرآن في المستقبل.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
رياضة الكاراتيه
يقول ديمبا، البالغ من العمر ثماني سنوات، و الذي كان يجبره مدرسه على التسول من أجل جمع المال طوال الليل في الشارع:"لقد تعلمت الكاراتيه للدفاع عن نفسي". في صباح اليوم التالي تعرض للاختطاف على يد رجل مخمور. ويحصل الطلاب داخل منظمة الإغاثة "Maison de la Gare" على الطعام والماء والأدوية، إضافة إلى تعلم الكاراتيه ورياضات أخرى واللغة الإنجليزية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الأكل من القمامة
يبحث نقورزيك، البالغ من العمر 13 عاماً، عن الطعام في حاويات القمامة في مدينة سانت لويس. "هربت من المدرسة لأنني لم أعد أتحمل. المدرس يسيء معاملتي ويضربني كثيراً، ولم أستطع تحمل المزيد". ووفقًا لمنظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" ، لا يزال أكثر من مائة ألف طفل في السنغال يُجبرون على التسول في الشوارع. إعداد: لويس بوك/ ترجمة: إيمان ملوك