انتخابات جديدة في إسرائيل – تأجيل آخر لطرح "صفقة القرن"؟
٣٠ مايو ٢٠١٩
التقى ثلاثة لاعبين مهمين في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها في القدس لكنهم لم يقدموا أي تلميحات بشأن ما إذا كان طرح الخطة سيؤجل مجددا بسبب الاضطرابات السياسية في إسرائيل.
إعلان
التقى جاريد كوشنر مستشار ترامب والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس وذلك خلال زيارة للمنطقة تهدف لحشد الدعم لمؤتمر اقتصادي تستضيفه البحرين في أواخر يونيو حزيران.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم أن المؤتمر الذي تنظمه الولايات المتحدة في حزيران/يونيو في البحرين حول الجوانب الاقتصادية للخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط لا يزال قائما رغم أن اسرائيل ستشهد انتخابات جديدة.
وقالت إدارة ترامب إنها تتوقع استخدام لقاء البحرين للكشف عن المرحلة الأولى الاقتصادية من الخطة التي تهدف لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في مبادرة يصفها ترامب بأنها "صفقة القرن". وقال مسؤول في الإدارة في واشنطن اليوم "لا يزال مقررا عقده (المؤتمر) يومي 25 و26 يونيو" مضيفا أن الشق السياسي سينشر "في الوقت المناسب".
ووصل كوشنر وجرينبلات إلى إسرائيل في الوقت الذي أعلن فيه إجراء انتخابات مبكرة للمرة الثانية خلال ستة أشهر بعد فشل نتنياهو في طرح ائتلاف حاكم عقب انتخابات أبريل نيسان. وصوت أعضاء الكنيست اليوم الخميس بحل البرلمان لتمهيد الطريق لانتخابات جديدة في 17 سبتمبر أيلول. وسعى نتنياهو للتهوين من الانتكاسة مشيرا إليها بأنها مجرد "حدث صغير وقع الليلة الماضية" وذلك خلال تصريحات مشتركة مع كوشنر. وقال نتنياهو "هذا لن يوقفنا... سنواصل العمل معا".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "إنني متحمس للغاية إزاء ما تقوم به الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب من جمع الحلفاء معا في هذه المنطقة في وجه التحديات المشتركة وأيضا لانتهاز الفرص المشتركة".
ولم يذكر كوشنر الخطة بالاسم وقال إن أمن إسرائيل أمر جوهري بالنسبة لواشنطن وإنهم "متحمسون للغاية بشأن الفرص التي تنتظر إسرائيل وبشأن العلاقة (المشتركة)".
وكان من المتوقع في بادئ الأمر طرح الخطة في أواخر 2018 أو مطلع 2019 لكن جرى تأجيلها لمنح نتنياهو وقتا لإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة. وليس من الواضح حاليا ما إذا كانوا سيقررون تأجيل طرحها مجددا إلى ما بعد انتخابات سبتمبر أيلول. ولم يلتزم المسؤولون الأمريكيون بموعد محدد لطرح الخطة باستثناء قولهم إنها ستطرح بعدما تعرض الإدارة الجانب الاقتصادي منها.
وسارع إسرائيليون وفلسطينيون بالإشارة إلى احتمال تعطيل الانتخابات الجديدة لطرح الخطة. وتهكم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على الخطة قائلا إنها "أصبحت الآن صفقة القرن القادم". ويشعر الفلسطينيون بشكوك بشأن الخطة حتى قبل الكشف عنها معتقدين أنها ستنحاز بقوة لإسرائيل.
ي.ب/ أ. ح (رويترز، أ ف ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
التصعيد الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة رئيس الوزراء آنذاك، ارييل شارون، للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت اسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثارموجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط مثيرة الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حماس إسماعيل هنية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك