انتخابات ألمانيا - تفاوت رد فعل مجلس اليهود والجالية التركية
٢ سبتمبر ٢٠١٩
أبدى المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ارتياحاً لنتيجة الانتخابات المحلية في ولايتي براندنبورغ وسكسونيا، التي حل فيها حزب "البديل" الشعبوي في المركز الثاني، فيما أعربت الجالية التركية عن صدمتها من صعود الحزب اليميني.
إعلان
ناشد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا الأحزاب الألمانية مواصلة القيام بمواجهة سياسية واضحة مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المعارض، وذلك بعد الانتخابات المحلية في ولايتي براندنبورغ وسكسونيا شرقي ألمانيا.
وقال رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا، يوزف شوستر، لصحيفة "يوديشه ألغماينه" المعنية بالحياة اليهودية في ألمانيا، إنه على الرغم من أن النتائج أفضل قليلاً مما كان يُخشى منه بين حين وآخر، "فإنه كان سيكون أمراً مدمراً أن يصير حزب البديل أقوى كتلة حزبية في براندنبورغ أو سكسونيا". وشدد رئيس المجلس المركزي لليهود بألمانيا على أهمية صياغة سياسة تتعامل مع مخاوف المواطنين واحتياجاتهم على محمل الجد.
صدمة لدى الجالية التركية
في السياق نفسه، أعرب رئيس الجالية التركية في ألمانيا عن صدمته تجاه المكاسب القوية التي حققها حزب "البديل" في انتخابات الولايتين. وقال رئيس الجالية، جوكاي صوفو أوغلو: "الانتخابات في ولايتي براندنبورغ وسكسونيا توضح أن العنصرية في الولايات الاتحادية الجديدة (شرق ألمانيا) صارت قادرة على حصد أغلبية مجدداً". وأكد صوفو أوغلو أن ذلك يجب أن يهز المجتمع بأكمله، لافتاً إلى أن من المهم "أن تتوقف الأحزاب الديمقراطية عن السماح بأن تملي الأحزاب اليمينية أجندتها عليها".
وحذرت الجالية التركية من التهوين من نتائج الانتخابات، إذ صرح رئيس الجالية: "يتعين علينا توضيح أن المجتمع المنفتح والمتنوع لا يعد عبئاً ينشأ نتيجة الهجرة، ولكنه غالباً يعد فرصة من أجل إعادة النظر بشجاعة في الممارسات والأنظمة التقليدية وتوفير إمكانية تكافؤ الفرص لجميع الأشخاص الذين يعيشون في ألمانيا".
وبحسب النتائج الرسمية المؤقتة، حصل الحزب المسيحي الديمقراطي في سكسونيا على نسبة 32.1 في المائة من الأصوات، وهو تراجع جديد له في هذه الولاية، بينما حقق "البديل" أفضل نتائجه على مستوى ألمانيا في هذه الانتخابات، بحصوله على نسبة 27.5 في المائة من الأصوات.
وفي ولاية براندنبورغ، ظل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المركز الأول - رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها هناك - وحصل على نسبة 26.2 في المائة، تبعه مباشرة حزب "البديل" بنسبة 23.5 في المائة.
ع.ح./ ي.أ (د.ب.أ.)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.