الصحة العالمية تحذر: مسار كورونا في أفريقيا "مقلق جداً"
١٨ يونيو ٢٠٢١
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من انتشار النسخ المتحورة لكورونا في قارة أفريقيا التي لم يتم تطعيم سوى 1% من سكانها، فيما أعلنت ألمانيا أنه سيتم تعبئة لقاحات كورونا في أفريقيا لأول مرة في نيسان/أبريل 2022.
إعلان
اعتبر مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين اليوم الجمعة (18 حزيران/ يونيو 2020) أن مسار الإصابات بكوفيد-19 في أفريقيا "مقلق جداً جداً"، مع انتشار نسخ متحوّرة معدية أكثر ومعدّل تطعيم منخفض بشكل خطير.
وبحسب المعطيات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية، سُجّلت في أفريقيا 116,500 إصابة جديدة في الأسبوع المنتهي بـ13 حزيران/يونيو، أي أكثر بـ25500 إصابة من العدد المسجّل الأسبوع السابق.
وأشار راين إلى أنه بالنظر إلى الوضع الإجمالي في أفريقيا، لا تبدو القارة السمراء في حال سيئة للغاية، إذ إن عدد الإصابات فيها لم يمثل سوى أكثر من 5% بقليل من عدد الإصابات الجديدة المسجّلة على مستوى العالم الأسبوع الماضي، وكذلك فإن عدد الوفيات فيها لا يشكل سوى 2,2% من الوفيات على الصعيد العالمي.
لكن في بعض الدول تضاعف عدد الإصابات فيما سجّل ارتفاعاً بأكثر من 50% في دول أخرى. وسبق أن نبّه مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا الى أن الموجة الوبائية الثالثة "تتفاقم وتتسارع" في القارة مع انتشار النسخ المتحوّرة من الفيروس، مطالباً بزيادة الإمدادات باللقاحات المضادة لكوفيد.
وعلى غرار ماتشيديسو مويتي مديرة منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، لفت راين إلى أن القارة أكثر عرضةً للخطر لأنها تلقت عدداً قليلاً جداً من اللقاحات المضادة لكوفيد، فيما حصلت أوروبا والولايات المتحدة على أعداد لقاحات تمكنهما من العودة إلى الحياة الطبيعية مع انخفاض مذهل لأعداد الإصابات والوفيات.
وقال راين: "الحقيقة القاسية أنه في منطقة (تشهد تفشي) نسخ متحوّرة معدية أكثر ولديها على الأرجح تأثير أكبر، تركنا أعداداً كبيرة من السكان والشعوب الضعيفة في أفريقيا محرومة من حماية اللقاحات، علماً بأن أنظمة الصحة هشّة أصلاً"، وأضاف: "إنها نتيجة توزيع ظالم للقاحات".
تعبئة لقاحات كورونا في أفريقيا
في أفريقيا، لم يتمّ تطعيم سوى 1% من السكان بشكل كامل. وكانت أفريقيا حتى الآن، أقلّ تأثراً جراء الوباء من مناطق أخرى في العالم لكن ذلك لا يعني أنها ستبقى كذلك. وأكد راين أنه: "من المبكر جداً التفكير في أن الموجة المقبلة في أفريقيا ستكون مجرّد مطر قصير وليس عاصفة"، مضيفاً: "أعتقد أن علينا أخذ ما يحصل في أفريقيا بجدية كبيرة جداً".
ومن جهته أعلن وزير التنمية الألماني، غيرد مولر، اليوم الجمعة أن السنغال ستكون أول دولة أفريقية قادرة على البدء في تعبئة لقاحات كورونا اعتباراً من نيسان/أبريل 2022. وقال الوزير في ختام جولته غربي أفريقيا، في العاصمة السنغالية دكار: "تحتاج أفريقيا إلى إنتاج لقاح خاص بها لمكافحة هذا التهديد". وكان مولر وعد أمس معهد "باستور" في السنغال بمبلغ 20 مليون يورو لتعبئة وإنتاج لقاحات كورونا.
ويُعد معهد "باستور"، الذي يحظى بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم وينتج بالفعل اختبارات كورونا ولقاحات ضد الحمى الصفراء، أحد أهم المعامل في القارة. والسنغال هي المحطة الأخيرة في جولة مولر التي استغرقت خمسة أيام، والتي ركزت على مكافحة جائحة كورونا والعواقب الاقتصادية والاجتماعية للأزمة. وكان مولر قد زار من قبل توغو وجامبيا وسيراليون.
م.ع.ح/ص.ش (د ب أ ، أ ف ب)
كورونا أم الاختراع ـ أفكار خلاقة في إفريقيا لمواجهة الجائحة
أشادت منظمة الصحة العالمية بإفريقيا بفضل روح الإبداع التي تعمل بها القارة ضد فيروس كورونا. نظرة إلى أمثلة على ابتكارات أنقذت حياة الكثيرين من الجائحة أو على الأقل خففت الضغط على أنظمة الصحة الضعفية أصلا في تلك البلدان.
صورة من: John Muchucha/AP Photo/picture-alliance
أجهزة تنفس مبتكرة
في نيروبي الكينية يجرب طلبة طب جهاز تنفس موجه بالكومبيوتر مبتكر بجامعة كينياتا. وباحثون كل جميع أنحاء افريقيا يبحثون عن إمكانيات إنتاج أجهزة التنفس والألبسة الوقائية ومواد تعقيم اليد، لأن بلدانا مثل الولايات المتحدة استنفدت مخزونا عالميا.
صورة من: John Muchucha/AP Photo/picture-alliance
حلول رخيصة
فانسان سيمباتيا، أستاذ بجامعة ماكيريري في كامبالا بأوغندا طور أجهزة تنفس رخيصة لتزويد نظام الصحة الضعيف من الناحية المالية. وتعاون في ذلك مع شركة إنتاج السيارات كيرا موتورز. "الجميع يطالب بنفس المنتوج، ولذلك لافريقيا فرصة ضعيفة في الحصول عليه" من الأسواق العالمية، كما قال سيمباتيا لـدويتشه فيله.
صورة من: Prof. Vincent Sembetya
دفعة الابتكار في السنغال
طلبة الهندسة في السنغال أشتركوا في مكافحة بلادهم لوباء كورونا: غيانا أندجيمبي، طالب في تقنية الالكترونيات يعرض جهاز مواد تعقيم اليد ابتكره هو. ويريد الطلبة توظيف إمكانياتهم الفنية لتقليص الضغط الحاصل على أقسام المرضى.
صورة من: Seyllou/AFP
"الدكتور كير" يتولى التواصل مع المرضى
وحتى الروبوت الصغير "الدكتور كير" هو من ابتكار الطلبة من السنغال. ويُراد له أن يقيس ضغط الدم ودرجة الحرارة لدى المرضى بكورونا. والأطباء بإمكانهم توجيه "الدكتور كير" بمساعدة كاميرا مثبتة وتطبيق ومن تم التواصل مع المرضى دون التعرض للخطر. وحتى الأشخاص في مناطق ريفية وعرة يمكن الوصول إليهم.
صورة من: Seyllou/AFP
جاهز لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي
في إثيوبيا طور المخترع الشاب عزالدين جهاز تنفس ميكانيكي وآلة غسيل. و13 من بين ابتكاراته الـ 20 حاصلة على براءة اختراع. وموزع الصابون الالكتروني يحمل مجسا يمكن تشغيله بدواسة ميكانيكية في حال انقطاع التيار الكهربائي.
صورة من: DW/T. Filate
نماذج مزركشة
قوة الإبداع ليس لها حدود في افريقيا. من لاغوس إلى نيروبي يستخدم فنانون جدران البيوت في مدنهم للتذكير بقواعد الحفاظ على التبعاد الاجتماعي وغسل اليدين واستخدام الكمامة. وهذه التحفة الفنية موجودة في حي الصفيح كيبيرا في نيروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Maina
تسريحة الشعر كورونا
بهذه الجدائل يتم التوعية والتحذير من كورونا: " بتسريحة كورونا نرغب أن نطلب من الناس الحفاظ على التباعد ووضع الكمامة وغسل اليدين بانتظام أو استخدام مواد التعقيم لضمان الحماية"، تقول المخترعة مابله ايتامبو من كيبيرا. وهي تستخدم في ذلك أيضا ألوان الفيروس.
صورة من: Donwolson Odhiambo
تغذية صحية حتى البيت
وتصعِب إجراءات حظر التجول على الناس الحصول على القوت اليومي. فشركة ناشئة في هاراري بزيمبابوي تنقل مواد طازجة من المزارع إلى باب المنزل. والشركة تستخدم تطبيقا ودراجات نارية تسير على عجلات ثلاثية توزع صناديق المواد الغذائية: أكل متوازن مع تفادي التواصل. ومن يرغب في ذلك يطلب كمامة.
صورة من: DW/P. Musvanhiri
إيصال المعرفة في زمن الحجر الصحي
بسبب إعلاق كثير من المدارس في جميع أنحاء افريقيا توقف التعليم، فوجب البحث عن حلول: ففي تانزانيا مثلا يمكن للتلاميذ في استقلالية العمل من خلال منصة الانترنيت „Smartclass“. والمنصة تربط التلاميذ مع 5000 معلم حتى يتمكن الشباب رغم الحجر الصحي من مواصلة التعلم.
صورة من: Yasuyoshi Chiba/AFP/Getty Images
تتبع الوباء
في كل مكان تتحول مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات إلى سلاح ضد كورونا. في نيجيريا وغانا يمكِن تطبيق كوفيد 19 Triage Tool من معرفة خطر الإصابة بكورونا. والحكومة الجنوب افريقية تستخدم عبر واتس آب روبوت دردشة تفاعلي يجيب على أسئلة حول كوفيد 19. وطلبة سابقون في مدينة كابشتات ابتكروا تطبيقا لمحاربة الأخبار الزائفة.