1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتظارات شباب الثورة من البرلمان المصري الجديد

١٧ يناير ٢٠١٢

تظاهر شباب مصر بضعة أسابيع فقط فسقط الرئيس مبارك، وهم يسعون منذ عام كامل لبناء دولة مؤسسات، فجاءت الحصيلة متواضعة بأربعة مقاعد نيابية للشباب وأغلبية كاسحة للإسلاميين، غيرأن إصرار الشباب على تحقيق التغيير لازال قويا.

صورة من: picture alliance/ZUMA Press pixel

تعب الشباب في صنع التغيير لكن حساب الحقل خالف حساب البيدر، فقد أظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات هيمنة الإسلاميين على مجلس الشعب حيث فاز الإخوان المسلمون بأكثر من 46% من مقاعده بينما حل حزب النور السلفي ثانيا بفوزه بقرابة 25% من المقاعد. وفيما يتنازل العد باتجاه الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات في العشرين أو الواحد والعشرين من كانون الثاني/يناير الجاري، تسود شباب مصر حالة إحباط لهذه النتائج وهم يرون غيابهم الواضح عن السلطة التشريعية وبعدهم عن مركز قرارات التغيير التي ثاروا من أجلها.


" ستجدون شبابا يعشقون الميدان .."

هاني خورشيد كان واحدا من أنشط شباب الثورة، وتولى مسؤولية تنسيق حركة 6 ابريل، وقد تحدث إلى دويتشه فيله من القاهرة قائلا: "في جميع الأحوال، مجلس الشعب الجديد لا يمثل الشعب المصري بجميع شرائحه، نسبة تمثيل المرأة ضعيفة جدا، نسبة تمثيل الأقباط اقل من نسبتهم الحقيقية داخل المجتمع، نسبة تمثيل الشباب شبه معدومة ولا تتجاوز أربعة مقاعد، فهو إذن لا يمثل المجتمع المصري بشكل صحيح، لكنه بالتأكيد برلمان منتخب بطريقة نزيهة ولا أسميه برلمان شباب الثورة".

يقف شباب مصر اليوم بين حقيقتين، الأولى مفادها أن الانتخابات كانت نزيهة ونظيفة، والثانية أن الشعب لم يمنح لهم ثقته كي يمثلونه في السلطة التشريعية. وينتظر من البرلمان الجديد اختيار جمعية تأسيسية من 100 عضو لكتابة دستور جديد، تتم بموجبه صياغة قوانين جديدة للبلد وترسم حدود العمل السياسي فيه. هاني خورشيد لم يخف مخاوفه من "عملية مواءمة من خلال اتفاقيات مع المجلس العسكري لاسيما وأن الإسلاميين حصلوا على أغلبية المقاعد، وتاريخ الأخوان المسلمين تحديدا يشهد على صفقات مشبوهة كثيرة تمت مع السلطة، وهناك تخوف هذه المرة من يعقدوا صفقة مع المجلس العسكري تكون على حساب الثورة وعلى حساب الشعب كله".

بعد الإدلاء بالأصوات تبدأ مرحلة التشريعاتصورة من: dapd

ولو تحققت مخاوف الشباب بحصول مثل هذا الاتفاق، الذي يتناقض مع كل جهودهم في خدمة التغيير، فماذا يمكن لشباب الثورة أن يفعل؟ هاني خورشيد أجاب عن هذا السؤال بجملة وجهها لنواب البرلمان:"ستجدون شبابا يعشقون الميدان كما تعشقون كراسي البرلمان".

"ولاء الإسلاميين للإسلام وليس للوطن"

القوى الإسلامية التي سيطرت على المشهد لا تتفق في قضية جوهرية مع ما يقوله شباب الثورة، ومنهم عبد العزيز فتاح الشاب الذي أقام في خيمة بميدان القاهرة على مدى 120 يوما كما يقول متحدثا إلى دويتشه فيله من القاهرة " المسألة أن هؤلاء الشباب لا يرون إلا أنفسهم، ويظنون أن كل الشباب الذين كانوا في الميدان مثلهم، بمعنى ليبراليون وعلمانيون، نحن كنا في الميدان قبلهم، وأنا شخصيا تلقيت ضربة عصا من شرطي على يدي كسرت إبهامي، وبقيت في خيمتي في الميدان علما إني لا ارتبط بحزب سياسي، فأنا مسلم أقوم بواجباتي الدينية وارى أن علينا أن نمنح الإسلام فرصة في مجال السياسة، لذا كان من الطبيعي أن أمنح صوتي لحزب الحرية والعدالة".

مخاوف النساء هي أيضا جزء من مخاوف الشباب، وتنصب هذه المخاوف على التشريعات التي قد تصدر عن مجلس شعب يسيطر عليه الإسلاميون والسلفيون، وهناك تخوفات من أن تحرم المرأة إلى حد كبير من منجزات ومكاسب نجحت في تحقيقها منذ قيام الدولة المصرية الحديثة. دينا سالم عبد الفتاح، خريجة جامعة شاركت ملايين الشباب في احتجاجاتهم واعتصاماتهم بميدان التحرير، وقد تحدثت إلى دويتشه فيله من القاهرة معتبرة " أن معظم الشباب متخوفون من مجلس الشعب الجديد، لأن أغلبيته من الإسلاميين ومن شخصيات تتصل بالنظام القديم،ورغم مزاعم الإسلاميين بأنهم لن يستخدموا الدين وسيلة لإقرار القوانين، ولكن الشباب يشكون إلى حد كبير في مصداقية هذه المزاعم ، خاصة وأن أحاديثنا مع شباب الإسلاميين في ميدان التحرير ومناطق أخرى كشفت أنهم يقولون غير ما يضمرون، المشكلة في الإسلاميين أن ولاءهم الأول للإسلام وليس للوطن، بمعنى أن إسلامي سعودي أو أفريقي أهم عندهم من قبطي مصري".

سعد القطاطني الامين العام لحركة الاخوان المسلمينصورة من: REUTERS

ولدى سؤالها إذا تحققت مخاوف الشباب وفرض الإسلاميون تشريعات وقوانين تحد من حرية المرأة وتحرمها كثيرا من حقوقها، قالت دينا "نحن نأمل أن تداول السلطة السلس سيتيح لنا الفوز في جولة الانتخابات القادمة، وإذا تراكمت تجاوزاتهم- كما نرى اليوم- فسنثور مرة أخرى".

"نحن نحترم اختيارات الناس"

ويرى كثير من الشباب أن الثورة تعني فيما تعني ضمان حرية اختيار الناس لقيادتهم السياسية، وإذا صوت الناس للإسلاميين، فعلى الجميع احترام هذا القرار. كما يعتبرون أنه من السابق لأوانه الحكم على البرلمان القادم بأنه لا يمثل الثورة، وهو ما أكده في حديث مع دويتشه فيله خالد تليمة الذي خاض الانتخابات عن منطقة امبابة ولم ينجح في حشد الأصوات له مشيرا إلى " أن على الشباب من خلال الرقابة الشعبية المتواصلة أن يجبروا البرلمان القادم على التعبير عن الثورة، وعلى الناس أن يبذلوا مجهودا أكبر لتصحيح مسار البرلمان القادم وحمله على تحقيق أهداف الثورة خصوصا في مجال الحريات والعدالة الاجتماعية ".

و وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان قد دعت البرلمان المصري الجديد الى "هدم أدوات القمع" من خلال تعديل "ترسانة القوانين المقيدة للحريات" الموروثة من عهد الرئيس السابق حسني مبارك. من جانبه ذهب خالد تليمه في حديثه الى دويتشه فيله الى" أن المجلس العسكري خلال مرحلة ما بعد حسني مبارك قد تجنّى كثيرا على الحريات العامة من خلال المحاكمات العسكرية السريعة ومن خلال الأساليب التي اعتمدها لفض التظاهرات، وهذا يوجب على الشباب الاستمرار في النضال لإدامة الثورة وتصحيح المسار ، ومن واجبانا كشباب أن نعمل على حشد الناس ضد تشريعات قد يصدرها البرلمان لخدمة رجال الأعمال مثلا أو في صالح سلطة المجلس العسكري".

ملهم الملائكة

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW