أصبح قطاع السياحة من أهم القطاعات في كل دولة تسعى إلى تطوير اقتصادها. فلم يعد بالامكان أن ينمو اقتصاد وطني متكامل من دون نمو قطاع السياحة الذي يعد مصدرا هاما من مصادر العملة الصعبة لغالبية دول العالم. لهذا تعمد الدول العربية إلى جذب السياح من جميع أنحاء العالم عن طريق فتح المقاهي والملاهي والنوادي والليلية والمراقص والحانات مما أدى إلى ازدهار الحياة الليلية خلال الخمس سنوات الماضية في الكثير من المدن العربية بشكل ملحوظ. وللتعرف على طبيعة الحياة الليلية في بعض المدن العربية تناولنا بعضا منها في سطور.

بيروت: مدينة التي لا تعرف النوم

عندما تُسدل السماء ستائرها ويحل الظلام ويرخي الليل بظلاله على أحياء وأزقة شوارع العاصمة اللبنانية بيروت لا تغمض هذه المدينة جفونها لتنام متجاهلة بذلك روعة الليل التي صنعت منه حياة جديدة خاصة بها، حيث أصبح له مذاقا وطعما مميزين. وتشتهر بيروت بالحياة الليلية الصاخبة والمرحة، وتعج هذه المدينة الجميلة، التي حملت اسم "عاصمة سويسرا الشرق قبل ثلاثة عقود، بالمطاعم والمسارح وصالات السينما والحانات والملاهي والكازينوهات. كما يحرص كل لبناني فيها على عدم تفويت أي لحظة متعة فيها. ففي كل ليلة يتوجه آلاف اللبنانيين إلى الملاهي والمراقص الليلية للمتعة والرقص والتسلية وقضاء بعض الوقت بعيدا عن مشاكل وهموم الحياة اليومية.

كما ينتظر اللبنانيين فصلي الربيع والصيف بفارغ الصبر حيث يزدهر موسم الحياة الليلية في بيروت مع حلولهما في كل سنة، حيث يتزايد في هذه الفترة بالذات تنظيم الحفلات التي تجذب بالإضافة الى اللبنانيين السياح الأجانب من جميع أنحاء العالم. ويُعتبر لبنان من أكثر دول المنطقة التي يقصدها العديد من الناس الباحثين عن المتعة المميزة، الذين يجدون في بيروت المدينة المناسبة لقضاء عطلة مميزة لا يمكن نسيانها.

دبي: التحرر ضروري للنهوض بقطاع السياحة

ينتظر المقيمون في دبي قدوم نهاية الأسبوع على أحر من الجمر، فهم بعد تعب وإرهاق أسبوع من العمل يتلهفون للحصول على عطلة مريحة وممتعة ينسون فيها مشاغل الحياة. وتشتهر هذه الإمارة بالازدهار الاقتصادي الكبير مما ساعدها على أن تصبح وجهة هامة يقصدها العديد للحصول على المتعة واللهو. وتنتشر فيها النوادي الليلية والحانات والمقاهي المختلفة. ومن أشهر وأكبر الملاهي فيها ملهى " تريلوجي" الذي يذهب إليه الشباب العاملين في دبي، علاوة على السياح الذين يتوافدون عليه من جميع أنحاء العالم للرقص واللهو والمتعة. ويتكون الملهى من ثلاثة طوابق بالإضافة الى السطح الذي تُقام عليه حفلات في الهواء الطلق، وهو مُزود بأحدث أنظمة الإضاءة والصوت، مما يجعلك تشعر عند دخوله أنك في أحد الملاهي الليلية الأوروبية أو الأمريكية. وهناك أيضا ملهى آخر يُعتبر من أنجح مراقص الديسكو في دبي وهو " أي بي او" وهو جزء من فندق فاخر وراق في المدينة.

وتُعد دبي مدينة منفتحة وأكثر تحررا من باقي المدن الخليجية الأخرى، كما تضم العديد من الأعراق والجنسيات المختلفة. تحولت دبي إلى محطة ترف للسائحين الأجانب الذين يعملون بدول الخليج الذين اتخذوا منها مدينة لقضاء أجازتهم. وقد بدأت الحياة الليلية تزدهر فيها فعليا خلال السنوات الخمس الماضية مع بداية ظهور قاعات الديسكو والحانات والملاهي ومنح التراخيص لبعض الفنادق والملاهي لتقديم المشروبات الكحولية. وبالرغم من أن الإمارات العربية دولة مسلمة، إلا أن الحكومة لا تمانع من خلق جو من التحرر فيها لضمان نجاح وازدهار قطاع السياحة فيها الذي يعتمد عليه اقتصاد دبي بشكل أساسي. وعلاوة على ذلك تكتسب دبي نكهتها العالمية من المطاعم العديدة التي توفرها وأماكن الترفيه التي تزخر بها، مما يوفر مجموعة خيارات عالمية حقا للزائرين.

طنجة تجمع بين الأصالة والمعاصرة

أما مدينة طنجة المغربية فتتميز بخصوصية مميزة كونها ملتقى الحضارات بحكم موقعها الجغرافي، حيث تعتبر همزة وصل بين القارة الأوروبية والقارة الإفريقية. وتتميز طنجة بالحياة الليلية الصاخبة وتكثر فيها الملاهي والمراقص التي يقصدها الشباب المغربي باستمرار. فقد أصبحت غالبية الشباب المغربي يقضون عطلة نهاية الأسبوع في تلك المراقص والتي من أشهرها مرقص(باصاريلا). ولقد أصبحت الحياة في بعض مناطق طنجة توازي الحياة الأوروبية وتشبهها إلى حد كبير. كما جرت العادة أن تعلو في تلك النوادي والملاهي أصوات الأغاني العربية والأجنبية على حد سواء. وتزدهر الحياة الليلية في طنجة في فصل الصيف بشكل خاص مع قدوم الجالية المغربية من جميع أنحاء العالم لقضاء عطلة الصيف مع الأهل والأصدقاء في المغرب. كما ساعد إعطاء عدد كبير من التراخيص لبناء المراقص والملاهي المختلفة على تنشيط الحياة الليلية بجمالها وصخبها في طنجة.