1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتعاش سياحة التجميل الخليجية في سوريا

٢٨ يوليو ٢٠١٠

أضحت سوريا مقصدا للسياحة التجميلية الخليجية بسبب توفر المتخصصين والانخفاض النسبي لتكاليف العمليات التي تهدف غالباً إلى شفط الدهون أوتكبير الأرداف أو تقويم الأنف أونفخ الشفائف، لكنها قد تجلب التعاسة بدلا من الجمال.

البحث عن الجمال في عيادات الأطباء قد يجلب التعاسةصورة من: AP

"أشعر بالسعادة لأنني لم أتمتع فقط بعطلة جميلة في سوريا، بل وخضعت فيها أيضا لعملية تجميل ناجحة لأنفي جعلتني أكتسب المزيد من الثقة بنفسي"، تقول السائحة القطرية سميحة. م التي تقضي إجازة في مدينة اللاذقية السورية واستغلتها لإجراء علمية تجميلية. ومثلها فعلت أيضا السائحة الكويتية مريم م. التي عبرت بدورها عن سعادتها بنجاح عملية تجميل لأنفها، أجرتها في مدينة دمشق. سميحة ومريم من السائحات الخليجيات اللواتي يأتين إلى سوريا خلال العطلات الصيفية بهدف إجراء عمليات تجميل للأنف أو تكبير حجم الثديين أو شفط الدهون وغيرها.

الإخصائي السوري عبدالمنعم عبد العالصورة من: DW

وحسب أخصائي التجميل الدكتور عبد المنعم عبد العال فإن عمليات تجميل الأنف تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد اللواتي يقبلن عليها. ويقول عبد العال إن الإقبال المتزايد لنساء من دول منطقة الخليج والدول المجاورة الأخرى لسوريا مثل تركيا والعراق على إجراء هذه العمليات في دمشق وحلب واللاذقية ومدن أخرى يعود إلى توفر المتخصصين الأكفاء فيها وإلى تكاليفها المنخفضة مقارنة بلبنان والأردن وأوروبا. ففي بعض دول الجوار لا يقل سعر عملية تجميل الأنف عن ثلاثة آلاف دولار، بينما لا تزيد تكلفتها في سوريا على خمسمائة دولار، على حد تعبير عبد العال.

عمليات التجميل قد تجلب التعاسة

ولا تقتصر عمليات التجميل التي قد تجلب السعادة والرضا لأصحابها، على النساء فقط، إذ أن بعض الرجال أيضا يقبلون على مثل هذه العمليات التي تشمل غالبا تصغير حجم الأنف أو الأذنين وما شابه ذلك. كما إنها لاتقتصر على الكبار فقط فقد يحتاج لإجراءها الأطفال لسبب أو لأخر، فهي قد تكون ضرورية وإضطرارية بسبب تشوه خلقي أو عيب ناجم عن حادث أو حريق أو غيره.

الطفل ياسر خضع لعملية تجميل ناجحة جعلته إنسانا آخر أكثر سعادة على حد تعبيره. ويضيف ياسر: "كان أصدقائي قبل العملية ينعتونني بأذني الطويلتين، أما الآن فإن حجمهما عادي وهو أمر خلصني من سماع تهكمهم الذي كان يؤثر سلبا على نفسيتي". وإذا كانت علميات التجميل الناجحة تجلب السعادة لأصحابها، فإن العمليات الفاشلة تجلب التعاسة للذين يعانون من مضاعفاتها. في هذا السياق تقول عائشة "ذهبت لإجراء عملية شد لوجهي في أحد مراكز التجميل بناء على نصيحة بعض صديقاتي بغية إخفاء التجاعيد فكانت النتيجة حدوث شلل جزئي فيه بسبب أخطاء ارتكبها أطباء المركز الذين انتحلوا صفة أطباء تجميل". وعلى إثر ذلك تقدمت عائشة، وهي إمرأة سورية، بدعوى قضائية ضد المركز أدت إلى إغلاقه. أما بالنسبة لفرصتها في الحصول على تعويضات فلا تبدو جيدة، لأنها سمحت بإجراء العملية دون التوقيع على عقد مكتوب ينص على حقوق وواجبات كل من الفريقين.

استشارة الطبيب الخاص في كل الأحوال

تكبير الثدين من العمليات التي تقبيل عليها النساءصورة من: dpa

وعلى الرغم من أن الطب السوري يتمتع بكفاءة وسمعة جيدة، فإن الطلب المتزايد على عمليات التجميل في سوريا في ظل عدم توفر العدد الكافي من المتخصصين ساهم في استغلال الوضع وحول هذه العلميات في أحيان ليست قليلة إلى مصدر للأرباح العالية على حسب النوعية وصحة الزبون. "كثير من الأطباء المتخصصيين في مجالات أخرى نظموا دورات تأهيل قصيرة في طب التجميل وحصلوا على شهادات خبرة تسمح لهم بمزاولة العمليات المذكورة دون خبرات عملية تذكر"، كما يقول أخصائي التجميل الدكتور سليم نصر. ويضيف نصر بأن ذلك يتسبب في ارتكاب الأخطاء، ومن بينها أخطاء فادحة لدى إجراء هذه العمليات بشكل يهدد صحة المريض، مثلما حدث لعائشة على سبيل المثال.

ويزيد من حدوث أخطاء قرار الزبون بإجراء العملية بناء على نصيحة من المعارف والأصدقاء، ولذا ينصح الدكتور نصر الزبون بضرورة استشارة طبيبه الخاص حول مدى أهمية وضرورة العملية وفرص نجاحها قبل الإقدام على أية أي خطوة باتجاه إجرائها. أما الزبائن غير السوريين فينصحهم الدكتور السوري باختيار المستشفيات المتخصصة والمعروفة.

على صعيد آخر فإن أحد أوجه المشكلة، حسب نصر، يتمثل في أن الكثير من الزبائن يفضلون الإقبال على مراكز تجميل تتقاضى أجورا منخفضة لأنها تستخدم مواد طبية رخيصة لا تطابق المواصفات المطلوبة. وهو أمر ينعكس بشكل سلبي لا حقا على صحة الخاضعين للعملية بسبب التأثيرات الجانبية لهذه المواد. ولهذا يحذر الدكتور بيهس سمير رقية من استخدام الحقن الرخيصة الخاصة بنفخ الوجه والصدر، لأن المواد الداخلة في تصنيعها تؤدي إلى تفاعلات في الجسم قد تشكل خطرا داهما على صحة الزبون.

العقد المكتوب يضمن للزبون تعويض الأضرار

الدكتور بيهس سمير رقية يحذر من عمليات التجميل الرخيصةصورة من: DW

وفي كل الأحوال ينصح الطبيبين السوريين، عبدالعال وسمير رقية، بعدم الإقبال على أية عملية تجميلية دون عقد مكتوب يضمن حقوق الزبون، لاسيما في حال ارتكبت الجهة الطبية أخطاء ناتجة عن ضعف الخبرة. كما ينصحان بعدم إجرائها قبل استشارة الطبيب الخاص بالزبون والتأكد من سمعة الجهة التي ستجري العملية من أجل الحد قدر الإمكان من الأخطاء.

ففي حال حصل خطأ طبي وكان هناك عقد بين الزبون والمركز الطبي فإن صندوق التأمين التابع لنقابة الأطباء في سوريا يقوم بتعويض المريض عن الأضرار الناجمة عن الخطأ، حسب الدكتور عبد العال. وفي حال نجم الخطأ عن سوء تقدير وممارسة من جانب الطبيب فإن عقوبة الطبيب قد تصل إلى حد سحب رخصة ممارسة المهنة منه. غير أن الحالات التي يعاقب فيها الأطباء بسبب ارتكابهم للأخطاء الناجمة عن سوء تقدير قليلة في الواقع حسب أستاذة القانون رولا زهيري. ويعود ذلك في نظر زهيري إلى قلة الدعاوى التي يتقدم بها الزبائن الذين تفشل عمليات التجميل التي تجرى لهم. "معظم الضحايا لا يقدمن على رفع دعاوى لأنهن يخضعن لعمليات تجميل دون عقود تضمن حقوقهن، كما أنهن يحرصن على عدم معرفة الجيران والمحيط الاجتماعي بالأمر لأن ذلك يسيء إلى سمعتهن"، تقول زهيري، وتضيف: "حتى لو تقدمت الضحية بدعوى فإن محاسبة الطبيب تكون صعبة للغاية بسبب عدم وجود عقد مكتوب معه".

عفراء محمد - دمشق

مراجعة. عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW