أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش عن مبادرة جديدة بخصوص حماية المناخ وذلك قبل أيام على بدء قمة مجموعة الثمان التي تعقد في ألمانيا وسيكون موضوع حماية المناخ أحد محاورها الرئيسية. وفيما رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمبادرة بوش، أكدت في الوقت نفسه على ضرورة متابعة العمل للتوصل إلى أهداف مشتركة بهذا الخصوص خلال القمة المرتقبة.

وتتباين خطط بوش عن الخطط الألمانية المقترحة والرامية إلى تخفيض إنبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 50 بالمائة لغاية عام 2050، فالخطة الألمانية تحتوي على بنود محددة مثل التوصل إلى صيغة مطورة من إتفاقية كويوتو بحلول عام 2009. أما الخطة الأمريكية فلا تتضمن أي إشارة بشأن تخفيضات إلزامية للانبعاثات من الغازات الضارة مثل تلك التي تتضمنها معاهدة كيوتو. كما ترى أنه يجب التوصل إلى أهداف جديدة متعلقة بالمناخ بعد انتهاء العمل باتفاقية كويوتو عام 2012. ويرى الرئيس الأمريكي ضرورة أن توافق حينها كل الدول المسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على الأهداف الجديدة. كما دعى بوش إلى عقد مؤتمر في نهاية السنة الجارية يضم 15 دولة بينها الولايات المتحدة ودولا على عتبة التصنيع مثل الصين والهند. وحسب تصوره فإن هذه الدول ستتفق على مجموعة من الأهداف ويترك لكل دول حرية التصرف في سبيل تحقيقها.

رئيس المفوضية الأوروبية: " الولايات المتحدة أكبر ملوث للبيئة"

من جانبها قالت ميركل أن موقف بوش "مهم"، إلا أنها أشارت في نفس الوقت إلى أهمية أن تصب الاتفاقات بخصوص المناخ في إطار الأمم المتحدة. وكانت الولايات المتحدة رفضت في 2002 التوقيع على اتفاقية كويوتو التي أتت في إطار اتفاقية عامة وضعتها الأمم المتحدة لحماية المناخ. جدير بالذكر أن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن الموافقة على اقتراح المستشارة الألمانية بشأن تبني قمة الثمانية لأهداف ملزمة في طريق مكافحة التغير المناخي.

أما رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو فكان أكثر وضوحا في انتقاد بوش حيث قال: "إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر منتج للغازات الضارة وهي بذلك تحمل مسؤولية خاصة" ودافع باروسو عن الموقف الألماني الهادف إلى التوصل إلى أهداف محددة بشأن المناخ خلال قمة مجموعة الثمانية التي يشارك فيها هو أيضا.

وزير البيئة الألماني: الولايات المتحدة تريد عرقلة جهود الأمم المتحدة

وانتقد وزير البيئة الألماني زيغمر غابريل اليوم الجمعة اقتراحات الولايات المتحدة الأمريكية مشددا على أن الاتحاد الأوروبي لن يوافق بأي حال على خطة بدون أهداف ملزمة وخارج مظلة الأمم المتحدة، وجاءت أقوال الوزير خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة راديو دويتشلاند الألمانية. وأضاف الوزير أنه "كما يبدو فإن الولايات المتحدة الأمريكية تريد وقف عملية حماية البيئة التي تقوم بها الأمم المتحدة من خلال السير في طريق خاص بها". ومع ذلك أشار غابيريل إلى أن الإعلان عن هذه الخطة يبين أن الضغط الدولي يؤدي إلى تحرك السياسية الأمريكية باتجاه حماية البيئة. مضيفا أن هناك اهتماما متزايدا لدى الولايات المتحدة بالحصول على تقنيات حماية البيئة الألمانية وأن وفدين من الولايات المتحدة زارا ألمانيا لهذا الغرض خلال الأسبوع الجاري.