انتقادات أممية لبروكسل بسبب انتهاكات بحق المهاجرين في ليبيا
٢٧ مارس ٢٠٢٣
قالت بعثة أممية إن دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الليبية يعني أنه "ساعد وحرض" على ارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين. وبروكسل لم توضح موقفها بعد، لكنها قالت إنها ستطلب "تفسيرات" من السلطات الليبية بشأن تعاملها مع سفينة إنقاذ.
إعلان
قال شالوكا بياني المحقق في بعثة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا اليوم الاثنين (27 مارس/آذار 2023) إن دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الليبية التي توقف المهاجرين وتحتجزهم يعني أن التكتل "ساعد وحرض" على ارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين.
وأضاف بياني "لا نقول إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ارتكبوا هذه الجرائم. ما نريد قوله إن الدعم المقدم ساعد وحرض على ارتكاب الجرائم". وكان المحقق يتحدث بعد أن قدمت البعثة تقريرا ذكر أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق مهاجرين في مراكز للاحتجاز في ليبيا.
ولم يرد متحدث باسم شؤون الهجرة في المفوضية الأوروبية حتى الآن على طلب من رويترز عبر البريد الإلكتروني للتعليق.
غير أن بيتر ستانو المتحدث الرئيسي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال في إفادة صحفية قبل إصدار التقرير "نقدم الدعم لمساعدتهم (ليبيا) على تحسين أدائهم عندما يتعلق الأمر بالبحث والإنقاذ ، سواء كان ذلك يتعلق بالسفن أو المعدات أو التدريب مع التركيز على حقوق الإنسان".
وسبق هذا الانتقاد الموجه إلى الاتحاد الأوروبي انتقادات من مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومن منظمة هيومن رايتس ووتش وجماعات حقوقية أخرى في السنوات السابقة.
وأضافت أن الجرائم ارتكبها كل من قوات الأمن التابعة للدولة والفصائل المسلحة التي عملت على قمع المعارضة ونفذت جرائم قتل واغتصاب واسترقاق وإخفاء قسري.
بروكسل ستطلب "تفسيرات" من ليبيا
وفي سياق متصل قال ستانو للصحافيين إن الاتحاد سوف يطلب "تفسيرات وتوضيحات (من السلطات الليبية) بشأن ما حدث، ولماذا حدث، وما الذي سيحدث لاحقاً"، بخصوص واقعة اتُّهم فيها خفر السواحل الليبيين بإطلاق النار في الهواء لمنع السفينة "أوشن فايكينغ" من إنقاذ مهاجرين.
وأضاف أنّ الهدف هو معرفة ما إذا كانت سفينة خفر السواحل الليبيين المتورطة في الحادث تم تمويلها بمساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وكانت منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" غير الحكومية التي تنقذ سفينتها "أوشن فايكينغ" مهاجرين في البحر المتوسط اتّهمت السبت خفر السواحل الليبيين بأنّهم تعمّدوا تعريض طواقمها ومهاجرين للخطر عبر إطلاقهم النار في الهواء لمنع السفينة من القيام بعملية إنقاذ. وأفادت "إس أو إس ميديتيرانيه" أنّ خفر السواحل الليبيين اعترضوا في النهاية حوالي 80 مهاجراً وأعادوهم إلى ليبيا.
ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع خفر السواحل الليبيين عبر تدريبهم وتزويدهم مساعدات ومعدات وسفناً. ويهدف التعاون بحسب بروكسل إلى إنقاذ حياة مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، لكنّ منظمات غير حكومية والأمم المتّحدة تندّد به بشكل مستمر، مشيرةً إلى تعرّض المهاجرين لسوء معاملة وإعادتهم قسراً إلى ليبيا.
وقال ستانو "بالنسبة لنا فإنّ إنقاذ الأرواح يأتي أولاً، وحقوق المهاجرين تأتي أولاً". لكنّ المتحدّث أقرّ بعدم وجود "حلّ مثالي" بسبب الوضع في ليبيا، التي تشهد حالة فوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011. وأضاف "تعاوننا (مع خفر السواحل الليبية) مرن، ونكيّف أعمالنا وفقاً للتطوّرات على الأرض وسلوك شركائنا".
ع.ج.م/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو