انتقادات أوروبية لتنفيذ حكم الإعدام ببرزان التكريتي وعواد البندر
١٥ يناير ٢٠٠٧أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية تنفيذ حكم الإعدام فجر اليوم الاثنين ببرزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين، ورئيس المحكمة الثورية السابق عواد البندر اثر ادانتهما في قضية مقتل 148 شيعيا في الدجيل في مطلع الثمانينات. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في مؤتمر صحفي بأنه تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا ببرزان التكريتي وعواد البندر فجرا، مشيرا الى "انفصال رأس برزان عن جسده اثناء العملية". وأوضح الدباغ ان تنفيذ حكمي الاعدام تم بحضور قاض وطبيب ومدع عام. وتابع انه تم إبلاغ جميع الحضور بضرورة الالتزام بالانضباط.
وشكل تنفيذ حكم الإعدام في برزان التكريتي وعواد البندر محور معلومات متضاربة منذ قرابة أسبوعين. حيث كان تنفيذ الإعدام مقررا مطلع الشهر الحالي، لكنه ارجئ نظرا للضغوط الدولية والعربية التي أثارها تسريب شريط يصور عملية إعدام الرئيس المخلوع صدام حسين، وفقا لما أكده مصدر حكومي آنذاك. هذا وقد حكمت المحكمة على الثلاثة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بالإعدام شنقا. ونفذ الحكم بحق صدام حسين فجر 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي في مقر المخابرات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد.
المفوضية الأوروبية: "الإعدام يتعارض مع قيمنا"
وفي أول رد فعل أوروبي على عملية إعدام برزان التكريتي والبندر، دان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي اليوم الاثنين في روما العملية، مذكرين بمعارضتهما لعقوبة الإعدام من حيث المبدأ. وأضاف باروزو في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي: "نعتبر أنه ليس من حق إنسان أن يسلب إنسانا آخر حياته. هذه مسألة أساسية." ومضى يقول: "انني مؤمن بقيمنا الأوروبية وأنتهز هذه الفرصة لأشكر ايطاليا على كل المبادرات التي أعلنتها بحيث نستطيع في إطار الأمم المتحدة العمل سويا لوضع نهاية لعقوبة الإعدام."
البيت الأبيض: "العراق يطبق نظامه القضائي"
ومن جانبه رأى البيت الأبيض ان العراق "يطبق نظامه القضائي" باعدامه برزان التكريتي وعواد البندر. وقال متحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت تانزل ان "العراق حكومة تتمتع بالسيادة وتطبق نظامها القضائي على مرتكبي الجرائم الوحشية ضد الإنسانية".
وفي هذا الإطار أكد السفير الأمريكي في العراق ان إعدام اثنين من كبار مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين اليوم الاثنين كان مسألة عراقية بحتة لم يكن للأمريكيين فيها ضلوعا يذكر. وعندما سئل عن إعدام برزان التكريتي، الاخ غير الشقيق لصدام ورئيس المخابرات السابق وعواد البندر وهو قاض سابق، قال زلماي خليل زاد للصحفيين: "كانت عملية عراقية. وكان قرارا عراقيا، وإعداما عراقيا".
هذا وكانت الكثير من الحكومات والمنظمات الدولية، الحقوقية والإنسانية قد ناشدت السلطات العراقية التخلي عن تنفيذ عقوبة الإعدام بحق كل من برزان التكريتي وعواد البندر، فيما طالب الرئيس العراقي جلال الطالباني حكومة بلاده بالتريث في تنفيذ الحكم تجنبا لردود افعال وإنتقادات. وكانت عملية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد أثارت انتقادات دولية، لاسيما على خلفية الطريقة التي نفذت بها عملية الشنق وما صاحبها من إهانات وشعارات طائفية كشف عنها شريط فيديو صور بطريقة غير رسمية.
منظمة العفو الدولية تدين الإعدام
أما منظمة العفو الدولية فدانت تنفيذ الإعدام واعتبرت انه يشكل "انتهاكا مشينا للحق في الحياة". واعتبرت المنظمة في بيان انه "أكيد انه يمكن اعتبار صدام حسين والمقربين منه مسؤولون عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حكومته في مجال حقوق الانسان". وأضافت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان انه "كان مفترضا ان ينظر في ذلك عبر محاكمة عادلة ودون اللجوء الى حكم الاعدام" الذي هو "انتهاك مشين للحق في الحياة". كما أكدت أن "المعلومات التي تفيد ان راس برزان التكريتي انفصل عن جسمه خلال شنقه تزيد في فظاعة هذه العقوبة المهينة والمشينة أصلا وغير الإنسانية".