اتهم عدد من السياسيين الأوروبيين والألمان الرئيس الأمريكي بعدم المصداقية بعد خطابه حول محاربة التطرف الإسلامي أمام قادة الدول الإسلامية في الرياض. وحث ترامب المسلمين على تحمل نصيبهم لإلحاق الهزيمة بالإسلاميين المتشددين.
إعلان
وقال رول موتسانيخ نائب رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي الألماني بأن خطاب ترامب في السعودية ضد الإرهاب لا يرقى لمستوى التحديات. وأوضح في حوار مع صحيفة "دي فيلت آم سونتاغ" في عددها الصادر يوم أمس (الأحد 21 مايو / أيار 2017)، أنه بعد نقده العم للإسلام بمناسبة حظر السفر على المسلمين وكذلك خلال حملته الانتخابية فإن "الكثير من تصريحاته تبدو عديمة المصداقية".
صحيح أن ترامب ميّز هذه المرة في خطابه بين الإسلام من جهة والمتشددين الإسلاميين من جهة أخرى "إلا أن الرئيس الأمريكي تجاهل الخلفيات الاجتماعية للإرهاب، والتصعيد الذي حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق" على حد تعبير موتسانيخ. وإضافة إلى ذلك تجاهل ترامب عددا من تأويلات القرآن كالوهابية ولم يشر لها. "ثم إن التمييز بين الخير والشر ليست مجالا للفعل السياسي وإنما إعادة إنتاج نمطية لصور تاريخية" يضيف موتسانيخ.
من جهته قال اوميد نوريبور المتحدث باسم فريق حزب الخضر للشؤون الخارجية إن "ترامب لم يحاول ردم الهوة بين الديانات وإنما بين الإرهاب والحرية". واستطرد قائلا "بصفقة السلاح الضخمة أعطى ترامب إشارة كبيرة في اتجاه التصعيد".
أما إلمار بروك الذي كان لوقت قريب رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، فوصف انتقادات ترامب لإيران الشيعية بالخطوة غير الموفقة. "نحن نواجه الإرهاب السني وليس الإرهاب الشيعي". ويتعين بالخصوص على الوهابية السنية السعودية مواجهة الإرهابيين، واعتبر بروك أنه من الخطأ وصفه بالمحرك الرئيسي للإرهاب الدولي.
ح.ز/ و.ب (ك.ن.أ)
ترامب في السعودية.. زيارة "تاريخية" أم هروب إلى الأمام؟
جاءت زيارة ترامب للسعودية في توقيت داخلي سيء بعد ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه بإقالته مدير الـ "FBI". في المقابل يكشف الاستقبال الحافل له والعقود الموقعة معه بالمليارات اختلاف النهج الأمريكي إزاء ملفات المنطقة.
صورة من: Reuters/B. Algaloud
حطت طائرة الرئيس الأميركي "اير فورس وان" في مطار الملك خالد اليوم السبت (20 أيار/مايو 2017) ونزل ترامب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا. وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.
صورة من: Reuters/B. Algaloud
خصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الأميركي. ووصفت وسائل الإعلام السعودية الزيارة بـ"التاريخية". وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والأميركية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".
صورة من: picture-alliance/AA/E. Abdelrehim
وعقد الرئيس ترامب محادثات مع العاهل السعودي والمسؤولين السعوديين، وكان برفقة ترامب زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا وزوج ابنته جاريد كوشنر إلى جانب أعضاء آخرين في الوفد بينهم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر ومساعدة مستشار الأمن القومي الأميركية المصرية الأصل دينا حبيب باول.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E.Vucci
وكانت ملابس سيدة البيت الأبيض في رحلتها الخارجية الأولى محط الأنظار. وكانت ميلانيا قد صعدت طائرة "اير فورس وان" وهي ترتدي قميصا أبيضا ضيقا وتنورة برتقالية وحذاء بكعب عال، وفي الطائرة غيرت ملابسها وارتدت ملابس توحي بأنها "عباءة خليجية" متكونة من سروال اسود فضفاض مع قميص أسود يغطي ذراعيها وحزام ذهبي.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
أما إيفانكا ترامب فدخلت الطائرة الرئاسية في بداية الرحلة وهي ترتدي ثوبا يعلو ركبتيها، وغادرتها بثوب طويل يغطي كامل ذراعيها أيضا، باللونين الأسود والأبيض.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
قلد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس ترامب قلادة الملك عبد العزيز، التي تعد أرفع وسام في المملكة العربية السعودية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن تقليد ترامب القلادة يعد تعبيرا عما يربط البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وثيقة.
صورة من: picture alliance/AP/E. Vucci
وحظيت الزيارة بتوقيع مجموعة اتفاقيات بين الرياض وواشنطن. ووقع الملك سلمان والرئيس ترامب في بداية اللقاء اتفاقية أطلق عليها اسم "الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين". وشهد الزعيمان التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين قدر أجماليها بحوالي 280 مليار دولار ستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
يبتعد ترامب لبعض الوقت عن ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير "أف بي آي" والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا. وبالكاد أقلعت الطائرة، حتى كشف عن تطورات جديدة في التحقيق حول صلات فريق ترامب بروسيا، إذ أعلنت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن المدير السابق لـ"أف بي آي" جيمس كومي وافق على الإدلاء بشهادته خلال جلسة علنية أمام المجلس في حزيران/يونيو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Scott Applewhite
فيما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكتب التحقيقات الفدرالي وسّع تحقيقه حول الروابط المحتملة بين فريق حملة دونالد ترامب وروسيا ليشمل مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض يعمل مستشارا "مقربا" من الرئيس الأميركي لم تذكر اسمه.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Shcherbak
وإذا كان الحذر الشديد هو السمة التي حكمت العلاقة بين حكام دول الخليج العربية والرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، فان الملياردير الجمهوري استقبل في السعودية بحفاوة تعكس الاختلاف في النهج بينه وبين سلفه إزاء ملفات المنطقة.