انتقادات أوروبية واسعة لقانون مجري يحظر مساعدة اللاجئين
٢٢ يونيو ٢٠١٨
بعد يومين من إقرار البرلمان المجري قانونا مثيرا للجدل، يحظر تقديم المساعدات للاجئين من قبل منظمات خيرية غير حكومية ويقوم بتنظيم عمل تلك المنظمات مركزيا، انتقد خبراء القانون في المجلس الأوروبي هذا القانون وطالبوا بإلغائه.
إعلان
رئيس حكومة هنغاريا يضيّق على منظمات مساعدة اللاجئين
04:44
طالبت لجنة خبراء أوروبية معنية بسيادة القانون، اليوم الجمعة (22 حزيران/يونيو)، بضرورة إلغاء الحظر على تقديم مساعدات للمهاجرين الذي مرره البرلمان المجري هذا الأسبوع. وأعلنت لجنة فينيسيا، التابعة لمجلس أوروبا بشأن القضايا الدستورية وسيادة القانون، أن فعل "تسهيل الهجرة غير الشرعية" الجديد المضاف إلى قانون العقوبات المجري يجرم بشكل غير عادل أنشطة مثل إعداد معلومات للمهاجرين أو الشروع في تقديم طلبات اللجوء.
وذكر خبراء اللجنة أن تجريم مثل هذه الأنشطة يعطل تقديم المساعدات إلى الضحايا من قبل المنظمات غير الحكومية، وهو تقييد غير متناسب لحقوقهم بموجب القانون الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي. وأضافت اللجنة أنه من خلال تجريم أنشطة الدعوة والحملات، فإن القانون ينطوي على انتهاك غير شرعي لحرية التعبير.
وفي حين أقرت اللجنة بأن العديد من الدول الأوروبية تجرم تقديم المساعدة للمهاجرين غير القانونيين مقابل المال، قالت إن القانون المجري يتعارض مع المعايير الدولية من خلال عدم تضمين أي استثناء للمساعدات الإنسانية.
وقال الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل منفصل عن مجلس أوروبا، أمس الخميس، إنه سيدرس ما إذا كان التشريع يتوافق مع لوائح الاتحاد الأوروبي. وقالت المفوضية الأوروبية أمس الخميس إنها ستأخذ رأي لجنة فينيسيا في الاعتبار في تقييمها.
والإجراء جزء من قانون تم تمريره في المجر يوم الأربعاء وتم وصفه بأنه تشريع "إيقاف سوروس". ويستهدف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو أحد أبرز المعارضين لسياسة الهجرة بالاتحاد الأوروبي، الملياردير الأمريكي المجري المولد جورج سوروس الذي تدعم منظماته الخيرية عمل اللاجئين.
وفي مقابلة مع الإذاعة العامة المجرية، اليوم الجمعة، انتقد أوربان بشدة قمة مصغرة بشأن سياسة اللاجئين المقرر انعقادها في بروكسل يوم الأحد القادم. وذكر أوربان أن الاجتماع غير قانوني لأنه لم يكن مقررا من جانب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، بل من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وقال أوربان إن المجر وشركاءها من مجموعة فيسغراد، وهم بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، لن يشاركوا في القمة نتيجة لذلك.
وأوضح أوربان أن رئيس المجلس هو الشخص الوحيد المنوط له حق الدعوة لعقد القمم، مضيفا أنه سيبحث الأمر مع توسك الذي وصل بودابست اليوم الجمعة. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو سياسي شعبوي يميني، انتقد مرارا سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها المستشارة أنغيلا ميركل.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ، أ.ف.ب)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."