انتقادات لحكومة ميركل لخلوها من وزراء ذوي أصول مهاجرة
١٧ مارس ٢٠١٨
لم تكد الحكومة الألمانية الجديدة تتولى منصبها حتى بدأ الاستياء من تركيبتها؛ لأنه رغم وجود عدد أكبر من أي وقت مضى من النساء والشباب في مناصب وزارية، إلا أن المرء يبحث عن مجموعة معينة بدون جدوى: الألمان من أصول مهاجرة.
إعلان
مولر، براون، شولتسه أو شوير تبدو أسماء ألمانية بشكل أو آخر. وليس من المستغرب أن تجدها في قائمة الأسماء الخمسة عشر التي تشكل معاً الحكومة الاتحادية الجديدة. لكن ألقاباً مثل بواتينغ، موصطفي، أوزيل أو خضيرة، تبحث عنها في وزارة أنغيلا ميركل الجديدة فلا تجدها؛ على عكس ما هو موجود يومياً منذ مدة طويلة في المنتخب الوطني الألماني لكرة القدم، وهذا يخلق الإحباط وخيبة الأمل بين أولئك، الذين يريدون أن يعرفوا أن تاريخ ألمانيا كدولة هجرة ممثل أيضا في المناصب العليا.
لم يترك أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين، توزيع الحقائب في الحكومة الرابعة لميركل بدون تعليق. وقال لـDW بعد أن تسلم الوزراء حقائبهم: "لم أنتقد ذلك بحدة، وإنما علقت بشكل موجز بأن الحكومة الاتحادية الجديدة تكون بذلك ذات خلفية هجرة ضعيفة جدا أو معدومة تقريبا". وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الواقع الاجتماعي: لأنه اعتمادا على الإحصائيات المختلفة اليوم فإن واحداً من كل أربعة أو واحداً من كل خمسة ألمان هو ذوو أصول مهاجرة.
كاتارينا بارلي، وزيرة العدل الاتحادية الجديدة من صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي تعكس على استحياء هذا التنوع بجواز سفرها الألماني البريطاني. وبالنسبة لأيدن أوزغوز، عضو البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزيرة الدولة السابقة لشؤون لاندماج، فإن حكومة ميركل تعد خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بسياسة الاندماج، وتقول أوزغوز "كان هناك قدر لا يصدق من الاهتمام بالتوزيع الإقليمي، والتوازن بين النساء والرجال، لكن للأسف لم يكن هناك اهتمام اطلاقا بتمثيل ألمانيا كبلد هجرة".
أوزغوز: "التنوع لا يجلب مكاسب في الوقت الحالي"
بيد أنها لا تعتبر عدم وجود تنوع في مجلس الوزراء صدفة، وتقول أوزغوز DW "لا أعتقد أن هذا ينم عن نوايا شريرة، لكني أعتقد أنه تعبير عن ارتباك سياسي". وأضافت أن غياب العقول من خلفيات مهاجرة هو انعكاس لواقع اجتماعي متغير تتراجع فيه "قضايا الاندماج". ومن يعمل من أجل الاندماج لا يمكنه أن ينتظر الكثير من التصفيق في الوقت الحالي، وإنما سيتعرض لأجل ذلك للضرب في حالة الشك، وتضيف "منذ فترة طويلة والمزاج لم يعد موجهاً ضد اللاجئين فحسب، بل ضد كل الأشخاص الذين لديهم أي تاريخ عائلي للهجرة، حتى ولو كانوا متجنسين أو ولدوا في ألمانيا".
أوزغوز، التي كبرت في ستينات القرن الماضي كابنة لتاجر تركي في هامبورغ، تحتم عليها أن تعاني بنفسها من مناخ الكراهية والرفض. وقد أنكر ممثل بارز من صفوف حزب البديل من أجل ألمانيا أن يكون المواطنون من أصول تركية ألماناً (حقيقيين)، ويريد أن يتم "التخلص منهم بإرسالهم إلى الأناضول".
انحراف عنصري ترفضه بكل بوضوح غالبية ساحقة من الألمان، حسب رأي أوزغوز. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأمور التي تعد كسراً لتابوهات تؤثر سلبيا على التعايش المشترك، تضيف أوزغوز بعد تأمل "ربما هناك شعور الآن في السياسة، أنه لا يمكنك حاليا أن تحقق مكاسب من خلال مسألة التنوع". وتقول وزيرة الاندماج السابقة إنها إذا كانت محقة في هذا التقييم، فسيكون الأمر مأساوياً. "في الواقع، يتعين علينا في الوقت الحالي إظهار موقفنا وإثبات أننا بلد متماسك ولا نسمح بتفرقنا". ولهذا السبب أيضاً، فإن أوزغوز تعتبر أن حكومة لا تملك خبرة في الهجرة هي "خطأً كبير" من الناجية الاستراتيجية.
هناك نقص في التنوع في البوندستاغ أيضا
لكن حكومة ميركل الجديدة ليست هي الجهة السياسية الوحيدة، التي لا تعكس الحياة الاجتماعية بما فيه الكفاية. فأيضا في البوندستاغ (البرلمان الألماني) من الواضح أن نسبة الأعضاء ذوي الأصول المهاجرة قليلة جدا مقارنة مع نسبة المواطنين الألمان من أصول مهاجرة. فمن بين 709 نائباً هناك 57 برلمانيا فقط لديهم خلفيات هجرة بينهم 14 من جذور تركية، وفقا لموقع "الخدمات الإعلامية للاندماج" (https://mediendienst-integration.de). وهذه المقاعد تمثل نسبة 8 في المائة فقط من مقاعد البرلمان. فإذا كان الـ 18.6 مليون ألماني أصحاب الخلفيات المهاجرة سيمثلون بشكل تناسبي في البوندستاغ، فإن نسبتهم في هذه الحالة ستكون 20 في المائة (وليس 8 في المائة). ويمكن رؤية صورة مماثلة في الإدارة الاتحادية، هنا أيضا في موضوع التعدد "لا تزال هناك حاجة كبيرة للتحسين"، تضيف أوزغوز.
"الآن علينا أن تكون لدينا رغبة في ذلك، وأن نبدأ أخيراً حملة مناسبة لإظهار أننا نريد توظيف هؤلاء الأشخاص معنا". لكن أوزغوز لا تعتقد أن حملة للتنوع مثل هذه ستلقى الترحيب في الوقت الحالي. وتتوقع النائبة البرلمانية أوزغوز "أن الشعور بأنك غير مرغوب فيك سيميل إلى الزيادة على الأرجح بين العديد من المهاجرين". وهناك شعور بأن الجمهورية الاتحادية "تراجعت لسنوات عديدة" من حيث الاندماج.
وسيكون من المفيد النظر إلى الشركات العاملة على الصعيد الدولي لمعرفة كيف ينبغي أن تسير الأمور. "الشركات الناجحة بشكل صحيح هي بالطبع متعددة الثقافات، لأنها تستخدم عاملين وعاملات يتحدثون لغات مختلفة ويعرفون الثقافات المختلفة"، وهذا يمثل لطمة، ربما بالنظر أيضا إلى الحكومة الاتحادية الحالية.
ريشارد فوكس/ ص.ش
من بينهم سبع نساء .. أعضاء حكومة ميركل الجديدة
الائتلاف الحكومي بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي أبصر النور بعد مخاض دام نحو نصف عام. ملف الصور التالي يعرف بوزراء الحكومة الألمانية الجديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئاسة الحكومة: أنغيلا ميركل
ستبقى أنغيلا ميركل، 63 عاماً، على رأس الحكومة للمرة الرابعة على التوالي. استغرقت محادثات تشكيل الحكومة الجديدة الماراثونية شهوراً، وانتهت بائتلاف كبير بين حزبها - الاتحاد المسيحي الديمقراطي - وأخيه الأصغر الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويُنتظر انتخاب ميركل لمنصب المستشارة في البرلمان الألماني (بوندستاغ) يوم الرابع عشر من مارس/ آذار الجاري.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة الخارجية: هايكو ماس
هايكو ماس، البالغ من العمر 51 عاماً والمنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيتخلى عن حقيبة العدل ويتولى حقيبة الخارجية الهامة. وكان ماس قد أثار حفيظة العديدين بعد إقراره قانوناً لمحاربة الكراهية على شبكات الإنترنت. لكن منصب الخارجية قد يحسّن من سمعته، وربما يقرّبه من الترشح لمنصب المستشار في الدورة الانتخابية المقبلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة الداخلية: هورست زيهوفر
أكبر وزراء الحكومة المقبلة، هورست زيهوفر، 68 عاماً، وزعيم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والذي شغل منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا منذ عام 2008 حتى الآن، سيتولى منصب وزارة الداخلية خلفاً لتوماس دي ميزيير. زيهوفر معروف بمواقفه الصارمة تجاه سياسة اللجوء؛ فهو الذي كان وراء وضع سقف أعلى لاستقبال اللاجئين. وبالإضافة إلى الداخلية، أضاف السياسي البافاري المخضرم إلى وزارته شؤون الوطن والبناء.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Balk
وزارة الدفاع: أورسولا فون دير لاين
ستبقى أورسولا فون دير لاين، 59 عاماً، وزيرة للدفاع في الحكومة الجديدة، كما كانت في الحكومة السابقة. عانت فون دير لاين من الكثير من الضغوطات بسبب الانتقادات لجاهزية الجيش الألماني وتسليح قواته. قبل وزارة الدفاع، كانت فون دير لاين وزيرة لشؤون الأسرة، وهي الآن مرشحة لتولي منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن هذا الانتقال ما يزال بحاجة إلى عامين، وإلى حين ذلك تبقى فون دير لاين وزيرة للدفاع.
صورة من: picture-alliance/AP Images/J. Macdougall
وزارة المالية: أولاف شولتس
لم يتردد زميل هايكو ماس في الحزب، أولاف شولتس (59 عاماً)، في قبول ترشيحه لشغل منصب وزير المالية. سيسعى شولتس، الذي يشغل حتى الآن منصب عمدة مدينة هامبورغ، للحفاظ على إرث سلفه فولفغانغ شويبله، وهو الإبقاء على العجز المالي الألماني عند مستوى الصفر، ما يعني عدم الاستدانة، وهذا ما يرسخه اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم لهذه الدورة البرلمانية. كما سيكون شولتس نائب المستشارة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
وزارة الاقتصاد والطاقة: بيتر ألتماير
بقي بيتر ألتماير، 59 عاماً، لسنوات طويلة إلى جانب المستشارة ميركل، إذ شغل منصب وزير شؤون المستشارية، ودعمها في كثير من القرارات، حتى فيما يتعلق بسياستها المثيرة للجدل حيال اللاجئين. الآن سيتولى ألتماير حقيبة الاقتصاد والطاقة، والتي باتت من أهم الوزارات لحزبه - الاتحاد المسيحي الديمقراطي - بعد التنازل عن وزارة المالية لصالح شريك الائتلاف الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية: غيرد مولر
لا ينافس وزير الخارجية في التنقل حول العالم سوى وزير التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي يشغله غيرد مولر، 62 عاماً، من الاتحاد المسيحي الديمقراطي. مولر سيستمر على رأس هذه الوزارة في الحكومة المقبلة. من بين أهم المواضيع التي يركز عليها الوزير محاربة أسباب الهجرة واللجوء من خلال التنمية.
صورة من: picture alliance/dpa/H. Hans
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: هوبرتوس هايل
الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي هوبرتوس هايل (45 عاماً) سيشغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وهي تعتبر من أضخم الوزارات الألمانية، إذ تبلغ الميزانية المرصودة لها نحو مائة مليار يورو، وهي بذلك أكثر الوزارات الألمانية إنفاقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
رئيس مكتب المستشارية: هيلغه براون
كان هيلغه براون، 45 عاماً، مقرباً دوماً من ميركل، بحسب ما تتناقل الدوائر السياسية في برلين. فقد شغل حتى الآن منصب وزير دولة لدى المستشارة، وفي الحكومة الجديدة سيخلف زميله في الاتحاد المسيحي الديمقراطي بيتر ألتماير كوزير لشؤون المستشارية. قبل دخوله معترك السياسة، كان براون طبيباً في قسم الطوارئ.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
وزارة شؤون الأسرة: فرانسيسكا غيفي
تم اختيار فرانسيسكا غيفي (39 عاماً)، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد مطالبات بأن تضم الحكومة وجهاً من ألمانيا الشرقية السابقة. شغلت غيفي حتى الآن منصب عمدة حي نويكولن في العاصمة برلين، ذي الغالبية المهاجرة والعربية منها خصوصاً. تعتبر غيفي من مشجعي القانون والنظام، ووجودها على رأس منطقة مليئة بالمشاكل مثل نويكولن جعل اسمها معروفاً في الدوائر السياسية، لاسيما وأنها تعتبر محافظة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
وزارة العدل: كاتارينا بارلي
تخلف كاتارينا بارلي، 49 عاماً، زميلها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس في وزارة العدل. بارلي تشغل حالياً منصب وزيرة شؤون الأسرة، وهناك ناضلت من أجل ترسيخ حقوق المرأة وإحلال المساواة في المناصب الوزارية. فهل تحقق ذلك عندما ترأس وزارة العدل؟
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة التعليم: أنيا كارليتشيك
رشحت ميركل أنيا كارليتشيك، 46 عاماً، لتولي حقيبة التعليم في الحكومة الجديدة. هذا القرار شكل مفاجأة للكثيرين لأنها ليست بارزة على الساحة السياسية. لكن نجاحاتها الانتخابية تشهد لها، فقد نجحت في الفوز بالانتخابات التشريعية في دائرتها للمرة الثانية على التوالي، وتشغل منذ يناير/ كانون الثاني عام 2017 منصب رئيسة الكتلة البرلمانية للاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي.
صورة من: imago/M. Popow
وزارة الصحة: ينس شبان
كان خبر ترشيح ينس شبان، 37 عاماً، لمنصب في الحكومة الجديدة مفاجئاً، ذلك أنه يعتبر من أهم منتقدي ميركل داخل حزبها. كما أن وسائل إعلام أجنبية تحدثت عنه كخليفة محتمل لها على رأس الحزب. سيشغل شبان منصب وزير الصحة في الحكومة القادمة، وهو من أصغر وزراء الحكومة.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kappeler
وزارة شؤون البيئة: سفنيا شولتسه
لدى سفنيا شولتسه، 49 عاماً، خبرة في تولي الحقائب الوزارية، ولكن ليس على المستوى الاتحادي، فقد شغلت منصب وزيرة شؤون البحث العلمي في ولاية شمال الراين وستفاليا حتى عام 2017، عندما خسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانتخابات هناك. ستخلف شولتسه زميلتها في الحزب، باربارا هندريكس، على رأس وزارة شؤون البيئة في الحكومة الجديدة.
صورة من: BMwF/Ina Fassbender
وزارة الزراعة: يوليا كلوكنر
تنحدر يوليا كلوكنر، 45 عاماً، من ولاية راينلاند بفالز الزراعية، ولكنها تقيم في برلين منذ وقت طويل، حيث تشغل منصب نائبة الأمين العام للاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه ميركل. في الحكومة المقبلة ستتولى كلوكنر منصب وزيرة الزراعة، وهي وزارة تألفها لأنها قضت فيها عامين كمساعدة وزير برلمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/G.Fischer
وزيرة الدولة لشؤون الثقافة: مونيكا غروترز
لا توجد في ألمانيا وزارة مخصصة للثقافة، بل هناك وزير دولة لشؤون الثقافة يعمل من مكتب المستشارية. حتى الآن، شغلت مونيكا غروترز، 56 عاماً، منصب مفوضة الحكومة لشؤون الثقافة والإعلام، وستبقى في هذا المنصب أيضاً. الائتلاف برر ذلك بأن غروترز ستدعم الثقافة في ألمانيا، وأنها ترى "الثقافة جسراً يربط مجتمعاً تعددياً".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
وزارة المواصلات: أندرياس شوير
حتى الآن شغل أندرياس شوير، 43 عاماً، دوماً منصب الأمين العام لحزبه الاتحاد المسيحي الاجتماعي. لكن له أيضاً خبرة في السياسة على المستوى الاتحادي، فقد شغل حتى عام 2013 منصب مساعد وزير برلماني في وزارة المواصلات والإسكان وتطوير المدن. الآن سيدير شوير هذه الوزارة، والتي ستضيف إلى اختصاصاتها الشؤون الرقمية.
أندريا غروناو/ بيتر هيله/ ي.أ