انتقادات لسياسي بارز طالب بإبعاد اللاجئين الشباب عن المدن
١٠ نوفمبر ٢٠١٨
تعرض القيادي البارز في حزب الخضر ورئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، فينفريد كريتشمان إلى انتقادات من داخل حزبه بعد تصريحات وصف فيها اللاجئين الشباب بأنهم "حشود تقاد عبر التستوستيرون" مطالبا بإبعادهم عن المدن الكبيرة.
إعلان
انتقدت قيادات في حزب الخضر اليوم السبت (العاشر من تشرين ثان/ نوفمبر 2018) تصريحات رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ، فينفريد كريتشمان بشأن اللاجئين. وأثار كريتشمان وهو قيادي في حزب الخضر، ويحكم ضمن ائتلاف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، انتقادات كثيرة من داخل صفوف حزبه بعد دعوته لإبعاد اللاجئين الشباب عن المدن الكبيرة ووصفه اللاجئين الشباب بأنهم "حشود يقودها هرمون التستوستيرون".
رغم طغيان الصورة السلبية .. نماذج منيرة للاجئين في ألمانيا
01:19
وكان كريتشمان قد ذكر لصحيفتي "مانهايمر مورغن" و"هايلبرونر شتيمه" : بعبارة صريحة يمكن القول إنه أخطر ما أنتجه التطور البشري هو حشود الشباب". وأضاف "هذه المجاميع التي تقاد عبر التستوستيرون يمكنها دائما عمل الشر. وعملية الاغتصاب في مدينة فرايبورغ هو مثال سيء لها". وأشار رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرغ إلى أنه "لا يمكن السماح لأقلية من الرجال على استعداد للعنف أن يشوهوا سمعة العدد الكبير من طالبي اللجوء الصالحين".
وقال كريتشمان إن المدن الكبيرة للمجاميع الإجرامية من اللاجئين "جذابة لمثل هؤلاء الناس لأنهم يمكنهم العيش دون الكشف عن هوياتهم، ولأنهم يلتقون بأشخاص يحملون نفس التفكير"، حسبما نقل موقع "شبيغل" الألماني. وأضاف لأسباب تتعلق بالأمن فإنه يفضل إبعاد "حشود الشباب عن المدن الكبرى". وقال إن فكرة إرسال البعض إلى البامبا (مناطق خالية من السكان) ليست خاطئة".
وانتقدت رئيسة الحزب أنالينا بيربوك عبارات كريتشمان لكنها أكدت على ما تناوله وذكرت أنها "ستذكرها بطريقة أخرى". وأضافت "لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر العنف ضد النساء، حتى تجربة هروب مؤلمة لا يمكنها ذلك".
فيما ذكر المدير العام لحزب الخضر ميشائيل كيلنر في هامش مؤتمر الحزب في لايبسيغ، أنه لا يعرف هذه اللغة المتطرفة حتى من كريتشمان، ومع ذلك أكد كيلنر أن كريتشمان يؤيد مواقف الحزب الرافضة لإنشاء مراكز مغلقة لاستقبال اللاجئين، والتي تخطط لها الحكومة الاتحادية ومن المفترض أن تضم اللاجئين الذين لا يحملون فرص للبقاء في ألمانيا ويبقون فيها طيلة فترة البت في قضايا لجوئهم.
وأنتقد انتون هوفرايتر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان الألماني اختيار كريتشمان لكلماته. وأضاف لقناة "فونيكس" الألمانية التلفزيونية أنه "يجب على المرء أن يولي اهتماما خاصا للغة بما يتعلق بالقضايا الحساسة".
يذكر أنه في منتصف شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي وقعت جريمة اغتصاب جماعي في مدينة فرايبورغ جنوب غربي ألمانيا، حيث اغتصت طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً من قبل ثمانية شبان، أو أكثر، ويشتبه أن سبعة منهم على الأقل سوريون.
ز.أ.ب/ع.خ (د ب أ، DW)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش