يستعد النجم الأمريكي الشهير توم كروز للقيام بدور كلاوز شينك جراف فون شتاوفنبرج، أحد مقاومي النازية الألمان المشهورين في فيلم يقوم ببطولته بالاشتراك مع الممثل البريطاني كينيث براناه ويدور حول مخطط لاغتيال الدكتاتور النازي أدولف هتلر. وأشارت دورية "فاريتي" المتخصصة إلى أن الفيلم الذي سيطلق عليه "فالكيري" مستوحى من قصة حقيقية عن مؤامرة تم إحباطها، كان قد خطط لها جنرالات ساخطون للإطاحة بنظام حكم هتلر. أحدهم هو كلاوز شينك جراف فون شتاوفنبرج، وقد حاول في 20 يوليو/حزيران عام 1944 اغتيال هتلر، لكن هتلر لم يصب وتم إعدام فون شتاوفنبرج، وتم القبض على زوجته ونقل أبناءه الأربعة إلى دار للحضانة.

"اختيار كروز لهذا الدور انتهاكاً للديمقراطية"

لكن اختيار توم كروز لأداء دور هذا البطل الألماني أثار انتقادات في الكثير من الأوساط الألمانية، وذلك لانتمائه لجماعة سايونتولوجي المثيرة للجدل. فالفنان الأمريكي من المنتمين لهذه الطائفة ومن الناشطين في الترويج لها وجمع التبرعات لدعمها. وخلال زيارتها لبرلين استعداداً للانتقال لها أثناء فترة تصوير الفيلم التي تبدأ مع مطلع يوليو/تموز، لم يتأخر النجم الأمريكي عن زيارة مركز الجماعة الجديد هناك. وقد كتبت وسائل الإعلام الألمانية الكثير عن هذه الزيارة، التي أثارت استياء الكثيرين.

ومن جانبه انتقد كلاوز أوفه بينيتر النائب البرلماني المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الممثل الأمريكي، مؤكداً على عدم قبوله بأن يقوم شخص ينتمي إلى تلك الجماعة المثيرة للجدل بدور أحد الأبطال المقاومين الألمان. يرى السياسي الألماني أن قيام كروز بهذا الدور يعد تقليلاً من شأن البطل الألماني الذي قاوم النازية وحاول اغتيال هتلر في عام 1944. وقال في هذا الإطار: "يعد اختيار أحد التابعين المشهورين لهذه الجماعة ليمثل دور البطل الألماني يعد طعنة للديمقراطية ولكل المناضلين والمقاومين للنظام النازي ولكل ضحايا جماعة سيانتولوجي"، ويبرر بينيتر رأيه بأن شتاوفنبرج، البطل الألماني، كان على استعداد للتضحية بحياته من أجل مقاومة النظام الظالم والديكتاتوري، بينما تتهم جماعة سيانتولوجي بأنها من ألد الأعداء للديمقراطية. فالجماعة متهمة بكونها تؤثر تماماً في المنتمين إليها وتسلبهم إرادتهم وهو ما يعتبر متناقضاً مع المعنى الحقيقي للديمقراطية.

"فليذهب كروز إلى الكاريبي ويترك والدي"

وللسبب نفسه أبدى ابن المقاوم الألماني شتاوفنبرج استياءه من اختيار توم كروز لأداء دور والده، وقال في حديث لمجلة سوددويتشه تسايتونج إنه لا يحبذ أن يقوم كروز بدور أبيه لانتمائه لجماعة سيانتولوجي وأضاف: "أنا لا أعني أن كروز ليس ممثلاً جيداً، فهذا شيء لا أستطيع تقييمه، ولكني أخشى مما سيتركه أداؤه للدور من أثر". كان الابن يتمنى أن تكون الأحاديث عن قيام كروز بدور أبيه مجرد شائعات، لكنه أحبط عندما عرف أنها حقيقة. وقال في نهاية حديثة لسود دويتشه تسايتونج: "أتمنى أن يبتعد كروز عن أبي وقصته وأن يذهب ليتسلق الجبال أو يذهب في رحلة إلى البحر الكاريبي".